المطلوب من أجل أن يتم کبح الجماح النووي لنظام الملالي- لايزال التضارب والتناقض في التصريحات والمواقف المختلفة الصادرة بشأن المفاوضات النووية الجارية في فيينا حاليا، خصوصا بعد أن أکد أکثر من تصريح ومٶشر بأن هذه المفاوضات ستستمر جولات عديدة ولن تنتهي عند الجولة السادسة أو غيرها وفي الوقت الذي يواصل فيه وفد نظام الملالي إصدار تصريحات فيها نبرة التفاٶل من أجل التأثير الايجابي”المخادع والکاذب”على الشعب الايراني، فإن هناك تشاٶم من جانب ممثلي الوفود الاخرى المشارکة في المفاوضات بما يٶکد بأنها تواجه معوقات أهمها هو إن نظام الملالي مخادع ومراوغ ويحاول مجددا کسب الرهان والاستمرار في مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة النووية.
ماقد نقل عن وسائل إعلام النظام الايراني من إعراب نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، کبير مفاوضي نظام الملالي، قوله إن المفاوضات في فيينا بين نظام الملالي والقوى الكبرى حول البرنامج النووي للنظام بإمکانها أن تتجاوز العقد التي تواجهها، هو تصريح کاذب ومخادع لاينطبق مع واقع الحال في المفاوضات الجارية بل وإنه حتى لاينطبق مع تصريحات السفير الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ميخائيل أوليانوف، والذي قال في تغريدة له على منصة تويتر أن أجندة موسعة ستطرح على الطاولة، متوقعا صدور تقارير غير إيجابية بالنسبة لإيران. وإذا ماوضعنا هذه التغريدة الى جانب ماقد صدر عن الوکالة الدولية للطاقة الذرية من أن النظام لم يجيب على أسئلة الوکالة وإن هذا شئ خطير، فإنه يتوضح الى أي مدى يواصل نظام الملالي کذبه وتمويهه وخداعه.
برنامج إيران النووي العسكري ، سنوات من الخداع الاستراتيجي والإخفاء
الشعب الايراني الذي صارا الفقر والمجاعة والحرمان بالنسبة الى أکثر شرائح وقطاعاته المحرومة والکادحة ظواهر ملموسة، ويوما بعد يوم تزداد الظواهر والمظاهر السلبية وتتفاقم الامور والاحوال المعاشية والاجتماعية بسبب من ذلك، فإنه من سخرية القدر ان يتحدث مرشد النظام عن مقاومة مزعومة للعقوبات والاصرار على البرنامج النووي الذي صارت الشکوك الدولية بشأن النوايا المشبوهة للنظام تزداد أکثر من أي وقت آخر، وإن هذا الشعب الذي إنتفض 4 إنتفاضات ضد النظام لم تکن له أية علاقة بمغامرة النظام النووية ولابما قد آلت إليه الامور، بل إن ذلك جرى لأن النظام کان يريد ذلك من أجل فرض نفسه کأمر واقع على المنطقة والعالم والمحافظة على نفسه من الانحلال والسقوط في عالم يسير بخطوات سريعة للأمام، وإن نظام الملالي يتصورون بأنهم ومن خلال مراوغتهم وکذبهم وتمويههم سيحققون أهدافهم ويضمنون بقائهم وبقاء دورهم ونفوذهم المشبوه في بلدان المنطقة.
الخيارات المطروحة لمعالجة الملف النووي للنظام الايراني من جانب المجتمع الدولي والتي يبدو إن أهمها حاليا هو خيار التفاوض من أجل التوصل لتسوية سلمية للمعضلة، أکدت الحقائق والوقائع وتطورات الاحداث بأن خيار التفاوض فإنه وطوال الاعوام الماضية من التفاوض المستمر من جانب المجتمع الدولي مع النظام الايراني فإنه لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس بل ان کل الذي يتحقق عبارة عن تمنيات وآمال و توقعات وإنتظارات وليس هنالك من مستفيد من وراء إدامة وإستمرار هذه المفاوضات سوى النظام الايراني الذي يستخدمها کسيف ديموقليس ضد الشعب الايراني لتأکيد شرعيته على الصعيد الدولي خصوصا إذا ماعلمنا بأن الاتفاق النووي في عام 2015 ليس لم يحقق أية نتيجة مفيدة للمجتمع الدولي بل وحتى کان على العکس من ذلك تماما، والاخطر من ذلك إن هذا الاتفاق قد کان في غير صالح الشعب الايراني تحديدا مثلما إنه کان شرا وشٶما على بلدان المنطقة عندما ساهم بتقويته وتوسيع دائرة یهيمنته ونفوذه.
من المٶکد بأن مفاوضات فيينا ستستمر وتتواصل مع هذا النظام المخادع والمراوغ وإن أي إتفاق معه على فرض إبرامه لن يتمکن من ضمان إلتزام النظام به لأنه سيواصل خروقاته وإنتهاکاته من خلال مواصلة نشاطاته السرية من أجل حيازة القنبلة النووية، ولذلك فإنه ليس هناك من ضمان فعال وحاسم
سوى تغيير هذا النظام القرووسطائي المٶمن بالقوة وذلك من خلال دعم النضال المشروع للشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط هذا الکابوس المظلم ولاسيما وإن المقاومة الايرانية قد أکدت من خلال برنامجها ذو العشرة نقاط بإيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية.