نظام الملالي یعاني من مأزق السقوط والبديل الديمقراطي یتقدم نحو الانتصار -بدأت يوم السبت 10 يوليو 2021 أعمال المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية لإيران الحرة 2021 الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة إيرانيين وأنصار المقاومة من أكثر من 50000 موقع في 105 دول وبحضور الآلاف من أعضاء مجاهدي خلق في أشرف الثالث بألبانيا. وينضم المشاركون إلى الملتقى من سيدني إلى هاواي عبر الإنترنت رغم فارق التوقيت 20 ساعة.
ومع انطلاقة أعمال المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية لإيران الحرة، تظاهر آلاف الإيرانيين في ميدان براندنبورغ في برلين، وتجمعات إيرانية في 16 عاصمة ومدينة رئيسية، بما في ذلك باريس وواشنطن ولندن وأمستردام وستوكهولم وأوسلو وفيينا وروما وجنيف وبشكل متزامن مع ملتقى إيران الحرة، وشارك المشاركون عبر الإنترنت وتابعوا وقائع المؤتمر عن طريق شاشات كبيرة.
في بداية الملتقى، تم عرض رسائل فيديو على الشاشات الكبيرة لأكثر من 1000 عضو من معاقل الانتفاضة من داخل الوطن رغم أجواء القمع والكبت والاضطهاد، حيث أكد خلالها شباب الثوار استعدادهم لإسقاط الديكتاتورية الدينية. وأثرت الاتصالات الحية وكلمات عدد من أعضاء معاقل الانتفاضة بشكل كبير على المشاركين.
وحضر العشرات من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس الأمريكيين البارزين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والعديد من الوزراء الأوروبيين السابقين، بمن فيهم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وبولندا ووزيرا دفاع سابقان بريطاني وفرنسي وزعيم أكبر حزب الشعب الأوروبي.
ولخصت مريم رجوي في كلمتها في المؤتمر، مطالب الشعب الإيراني والمقاومة في ثلاث كلمات: الحرية والديمقراطية والمساواة، ودعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بننضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام وتحقيق هذه الكلمات الثلاث.
وفيما يلي نص الخطاب كاملاً:
أيها المواطنون الأعزاء
يا أبطال معاقل الانتفاضة
أيها الأصدقاء الكرام
أوجّه أحرّ التحيات للمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية ولكم يا أنصار المقاومة في أرجاء إيران والعالم.
هذا هو ملتقی نداءات الشعب الإيراني والثوّار وصانعي الانتفاضة وأنصار الحرية الذين يقولون إن نظام الملالي في طريق مسدود فی منحدر السقوط. الشعب والمقاومة يتقدمان نحو النصر وستتحرر إيران.
المرحلة النهائية للنظام مع رئيسي سفاح مجزرة عام 1988
أيها المواطنون
نحن عشية ذكرى انتفاضة الشعب الإيراني في 21 يوليو 1952 وهي انتفاضة الشعب ضد نظام الشاه والديكتاتورية الملكية لإعادة الدکتور محمد مصدق الكبير إلى السلطة.
وفي اليوم نفسه من عام 1981، أعلن زعيم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي في طهران تأسیس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مواجهة خميني والديكتاتورية الدينية.
أیها المواطنون
نحن نقف الیوم في منعطف تاریخي يعتبر نقطة تحول تحمل تطورات وتغيرات كبيرة.
مجتمعنا محاصر بالاستبداد الديني وكورونا والجوع؛ لكنه يحمل في طیّاته بركانا من الانتفاضات.
كانت المقاومة الإيرانية قد توقعت وأعلنت بالفعل مسار الانكماش وعمليات الجراحیة وإقصاء المقربين في داخل نظام الملالي في مرحلته النهائية، وتجلت هذه الحقيقة وتم إثباتها في مهزلة الانتخابات الأخیرة. وکانت أكبر هزيمة وفضيحة في تاريخ مسرحیات انتخابات نظام الملالي، لدرجة قال فیها الملا أحمد علم الهدى، ممثل خامنئي وخطيب الجمعة في مشهد، صراحة إن أولئك الذين لا يصوّتون أو يدلون بأصوات باطلة يصوتون في الواقع لصالح مجاهدي خلق.
نعم، نصب نظام ولاية الفقيه سفاح مجزرة عام 1988 رئيساً له لسد فجواته التي لا تنتهي ولغرض مواجهة الانتفاضات القادمة، أي من أجل البقاء ومنع السقوط الذي لا مفر له منه؛ لكن هکذا، حفر قبره بیده . إنه يشبه العقرب الذي یلدغ نفسه حينما یشعر بأنه محاط بالنار فيموت.
نعم، لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية، سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه.
إنه شخص قال عنه حتى منتظري، خليفة خميني، إنه من بين الذين ارتكبوا أعظم الجرائم في هذا النظام وأن اسمه سیجّل بین کبار المجرمین في التاريخ.
إبراهيم رئيسي من المتورطين في مذبحة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، كان 90 بالمائة منهم من مجاهدي خلق. كما شارك رئيسي في تعذيب وإعدام الآلاف من قبل ومنذ ذلك الحين.
انظروا الآن إلى وضع النظام: سفاح على رأس الجهاز التنفيذي، ورجل سيئ السمعة منفّذ عمليات الإعدام والتعذيب اسمه محسني إيجئي على رأس السلطة القضائية، و ملّا متعطش للدماء- خامنئي- على رأس النظام بأكمله؛ وفي الواقع، فإن قطيع آکلي لحوم البشر قد اكتمل. هذه التركيبة معبّرة عن مرحلة السقوط التي يعيشها نظام ولاية الفقيه أکثر من ألف قرینة وعلامة.
وقال خامنئي إنه سيعين حكومة شابة متشددة للتغلب على الصعوبات. الآن نصب سفاحا يمثل نفسه محور الصعوبات التي يواجهها النظام ويخرج نظام ولاية الفقيه من الحفرة لیلقیه في البئر. وهو سفاح لا توجد ذرة من الإحساس الإنساني في وجوده. أحد الروبوتات التي يطلق عليها داخل جهاز القضاء بأنه “قاضي سالب حياة” الناس ولا مفعول لهذا الروبات سوی القتل والإعدام. (ورد هذا المصطلح في مقابلة محمد إبراهيم نكونام كبير مستشاري المدعي العام للبلاد حسب وكالة أنباء ميزان للسلطة القضائية في 24 سبتمبر 2016)
وفي وقت سابق، قال الولی الفقیه للنظام إنه ولكي لا يضطر إلى القتال في طهران ومدن إيرانية أخرى، لجأ إلى نشر الحروب في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومتابعة برنامج نووي وصاروخي وتصدير الإرهاب إلى المنطقة. لكن الطريقة التي يسلكها خامنئي تتجه نحو المقبرة.
ثلاثة تطورات كبيرة
ما حدث هو رد فعل النظام على مرحلة تعرف بثلاثة تطورات رئيسية.
أولاً، يعيش النظام ظروف طارئة اجتماعية واقتصادية وفي خضمّ أزمات مستعصية.
ثانيًا، دخول المجتمع الإيراني مرحلة الانتفاضات والاحتجاجات التي بدأت في كانون الثاني (يناير) 2018.
ثالثاً، إنشاء شبكة عامة من المنتفضين الشجعان المتفانین في الذات ونيران مشتعلة لمعاقل الانتفاضة ضد مظاهر حكم الفاشية الدينية.
لذلك في العهد الجديد:
– يتفاقم الصراع بين النظام والمجتمع الإيراني أكثر من ذي قبل. مثلما رأينا حالة مماثلة في عهد الشاه عندما لجأ إلى الحكم العسكري وعيّن الجنرال أزهاري رئيسًا للوزراء، المحاولة التي جائت بنتائج عکسیة.
– خلال هذه الفترة، تفقد الحلول الزائفة والبدائل الاصطناعية والافتراضية دورها الحيوي.
– الاعتدال والإصلاح المزيف أصبحا فی حکم المیت، وتصعد نجمة الثورة وإسقاط النظام باعتبارها الحل الوحيد اللامع والمشرق.
– نعم هو عهد فیضان الانتفاضات وتشكيل كتائب جيش التحرير كما جاء في النشيد الوطني الفرنسي«مارسییز» وكذلك في معارك الاستقلال الأمريكية.
نعم، أکرّر هنا، نظام الملالي في طريق مسدود علی منحدر السقوط.
الشعب والمقاومة يتقدمان نحو النصر
وستتحرر إيران.
الحل لتحرير إيران
مقابل نظام ولاية الفقيه الذي يبحث عن الحل في الجلادين والقتلة المنبوذین من قبل أبناء الشعب،
فإن الحلّ الذي یقدّمه الشعب الايراني للانتصار هو مقاومة تناضل من أجل الحریة و لإقامة ايران حرة.
نعم، تلك القوة التی قادها مسعود رجوي في هذه السنوات الأربعين للعبور بهذه الحرکة عن الشدائد والعقبات، وهي التي ستجعل شعبنا ينتصر ويتحرر.
ولتحقيق هذا الهدف المجيد، فإن الثروة والرصيد الأكبر لهذه المقاومة هي الجماهير المحتقنة التي لن ترضى بأي شيء أقل من إسقاط النظام.
رأس مالنا جيش العصيان والانتفاضة للشباب الذين نزلوا إلى الشوارع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
وتتمثل قوتنا في الشبكة العامة لمعاقل الانتفاضة التي تنشط طوال أيام السنة، وزادت من النضال وعمليات كسر أجواء الكبت على مدى العام الماضي أكثر من ضعف ما كان عليه في العام السابق.
ولو أن نصيب شعبنا من سلطة الملالي النهابين، ليس إلا ارتفاع الأسعار والجوع والجلد والإعدام.
لكن في عالم المقاومة، فإن رصيد شعبنا، یتمثّل في واحد، اثنان، ثلاثة وألف أشرف، أي مراكز الحرية الملتهبة في إيران وحول العالم.
في هذه المواجهة التاريخية بين الاستبداد والحرية، فإن مسئلة الملالي، كما صرّحوا بذلک مراراً، هي تنظيم مجاهدي خلق. وهو الهدف الذي سعوا لتدميره في السجون وغرف التعذيب في خضم مجزرة 1988.
نعم نحن مقاومة منظمة. وهذا هو ما دفع الملالي إلى الجنون. وهو تنظيم قائم على علاقات منسجمة وقوية وقیادة وصون المجاهدين لعدة عقود ولمدة 14 عامًا في أشرف وليبرتي.
وأكد الولي الفقيه للنظام الكهنوتي مرة واحدة بعد انتفاضة يناير 2017 ومرة أخرى بعد انتفاضة نوفمبر 2019، بصوت مصحوب بالغضب والجنون أن مجاهدي خلق کانوا الجهة القيادية لتوجيه الانتفاضة.
وخلال هذه الانتفاضات تم اختبار استراتيجية مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة في شوارع المدن الإیرانیة وتم إثبات صحتها.
دور المقاومة الإيرانية في التاريخ المعاصر
أيها الأصدقاء الأعزاء،
وقد فاز المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال الأربعين عاماً الماضية في اختبار الحرية والاستقلال واختبار الديمومة والقدرة، ولعب دوراً فريداً في العصر الحديث للتاريخ الإيراني. وهو بدیل هذا النظام لإقامة جمهورية ديمقراطية.
وفقا لخطته، بعد ستة أشهر من سقوط نظام الملالي سيفسح المجلس المجال أمام الجمعية التأسيسية والهيئة التشريعية الوطنية لصياغة دستور الجمهورية الجديدة.
وفي الوقت الذي كان يعدم خمینی أعداداً لا حصر لها وکان يعمل على إبادة نسل وقضى على كل الجماعات السياسية وکأنّ کل شیء انتهی، تم تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
والإنجاز الهام الآخر هو أنه بعد ما واصل خميني في تدمير إيران بمواصلة الحرب مع العراق، ظهرت المقاومة الإيرانية وجيش التحرير كقوة حاسمة وجرَعا كأس سم وقف إطلاق النار في حلقوم الخميني. وإلا، كان خميني ينوي الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ، وفتح القدس عبر كربلاء حسب قوله.
كما أن هذه المقاومة أنقذت العالم من خطر القنبلة الذرية للنظام. لو لم یکن 120 سلسلة من عملیات الكشف عن المواقع والأنشطة النووية السرية للنظام، لكان الملالي قد أدخلوا العالم في ظروف مروعة بامتلاكهم القنبلة.
المقاومة الإيرانية هی التی قامت قبل ثلاثة عقود بتوعية العالم حول التطرف المنبعث من نظام الملالي كتهديد رئيسي وحذرت من انتشار إرهابه في جميع أنحاء العالم.
ومن الأمثلة الجديدة خطة النظام لتفجير المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإیرانیة في باريس في حزيران 2018، حيث حُكم على الدبلوماسي التابع للنظام بالسجن 20 عامًا في بلجيكا لقيامه بهذا العمل الإرهابي.
من ناحية أخرى، من خلال التأکید علی حقيقة الإسلام كدين رحمة وحریة، قدمت منظمة مجاهدي خلق نقيضًا فعالًا ضد التطرف والاستبداد الديني.
لهذا السبب، فإن المقاومة الإيرانية هي محور التضامن بين الشيعة والسنة في إيران وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهذه الحركة هي نقطة نهاية الانقسام والتمييز الديني ونقطة انطلاق الأخوة بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة.
وهذا هو النموذج الوحيد في بلدان الشرق الأوسط والدول الإسلامية حيث تمكنت حركة إسلامية معارضة من الدفاع عن مبدأ فصل الدين عن الدولة.
كما تدافع المقاومة الإيرانية وبخطة واضحة عن حق الحكم الذاتي لجميع القوميات المضطهدة في إطار وحدة أراضي إيران وسیادتها وسلامتها.
وكذلك ترفع المقاومة الإيرانية راية علاقات عادلة تقوم على احترام الاستقلال والسيادة الوطنية والمصالح المشتركة مع الجيران والعالم.
إن مشاركة أكثر من ألف مشرّع ومسؤولين كبار حاليين وسابقين من 5 قارات حضروا اجتماعات المؤتمر الحالي التي تستمر ثلاثة أيام تضامنا مع الشعب الإيراني دليل على هذه الحقيقة. وأنا أحييهم جميعًا من صميم القلب.
تجارب المقاومة الإيرانية
أيها المواطنون الأعزاء
تجربة المقاومة الإيرانية هي خلاصة 120 سنة من نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية.
إن تجربتنا العظيمة التي مررنا بها ولشعبنا منذ اليوم التالي ليوم 20 يونيو1981 تتلخص في عبارة “لا للشاه ولا للملالي” وهذا هو المعنى الحقيقي والأساسي والضروري للحرية والاستقلال في ساحة العمل السیاسي
إن تجربتنا لمدّة 40 عامًا أثبتت أن نظام ولاية الفقيه لا يقبل الإصلاح والتحول.
التيارات الاصلاحیة الزائفة والاعتدالیة أو مهزلة الانتخابات شكلت غطاء لإخفاء الظروف الموضوعية الجاهزة لإسقاط النظام. والآن، فإن استبعاد الإصلاحيين الزائفين من جانب أسيادهم يعني أنه لم يعد من الممكن إخفاء ظروف السقوط.
إن تجربة المقاومة في أربعة عقود من النضال المضرج بالدماء ضد نظام الملالي هي أنه عندما يتجاهل فرد أو جماعة أو حزب من أجل المصلحة أو المنفعة حقيقة أن نظام الملالي هو العدو الرئيسي لإيران والإيرانيين، فإنه يقترب تدريجياً إلى هذا العدو اللاإنساني.
ثم يهاجم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق بلغات مختلفة. وإلى أن يبرز هويته أخيرًا، ويريد تمامًا مثل الملالي، القضاء على مجاهدي خلق. ثم يدخل من كل باب ليثبت أن نظام الملالي أفضل بكثير من مجاهدي خلق.
وهناك البعض، يدّعي مثل أجهزة الأمن والاستخبارات التابعة للنظام، ويظهر بمظهر رجال مثقفين أو تحت ستار البحث أو الصحافة أن النظام الحاكم في إيران لا بديل له على الإطلاق! وحقا لا يمكن إمداد عدو الشعب الإيراني أفضل من هذا.
أيها الأصدقاء؛ وعلى الساحة الدولية، 40 عامًا من تجربة المقاومة الإيرانية لا تترك مجالًا للشك في أن التهديد في سياسة الحكومات، هو دائمًا استرضاء هذا النظام. تهديد منح فدية للنظام والتضحية بالمقاومة وحقوق إنسان الشعب الإيراني من أجل مكاسب تجارية وسياسية.
تثبت تجربة أربعة عقود من النضال الدؤوب أن النظام الحاكم لن يتغير إلا بالانتفاضة وإسقاطه.
لقد أدرك المجاهدون هذه الضرورة وبالثورة والتحول رسخوا عزمهم وقوتهم النضالية مائة ضعف ويفتحون الطريق أمام حرية الشعب.
وبمثل هذا التحوّل تستطيع القوة الداعية لإسقاط النظام:
أولاً، تكسب أهلية الحضور في ساحة المعركة لإسقاط النظام
ثانياً، تکتسب الجدارة لبناء مجتمع حر ومتحرّر وهذا یتحقق.
نعم، تجربتنا هي إيلاء الأهمية والقيمة الفذة للإنسان المثالي، الذي تخلى عن كل المصالح الفردية والشخصية، وكرس نفسه للنضال الجماعي والمنظم من أجل تحریر إيران.
التجربة هي أن نتجاهل أولئك الذين يزرعون بذور اليأس في المجتمع الإيراني، وعلى العكس من ذلك، نشعل نبراس الأمل عالیاً في غليان الحالة الثورية للمجتمع الإيراني لإسقاط النظام.
واعتمادا على هذا الطريق والتجربة نقول:
الطريق والحل یکمنان في هذه المقاومة. السالكون العازمون في هذا الطريق مستعدون، ويبنون جسر الانتصار نحو المستقبل ويحققون الحرية للشعب الإيراني.
الإيمان بقدرة الإنسان
أيها الأصدقاء الكرام،
أخواتي وإخوتي
إن نضالنا وعزمنا على إسقاط النظام نابع من إيماننا بقدرة الإنسان.
نحن نؤمن بأن كل عضو في هذه المقاومة، وكل مؤيد لهذه الحركة، وكل عضو في معاقل الانتفاضة يستطيع أن يفعل شيئًا عظيمًا.
وكل إنسان حرّ يرافق هذه الحركة ولو بخطوة أو بجرة قلم فدوره حاسم.
نعتقد أن أيدينا وإرادة شعبنا هي التي تجعل حلم الحرية حقيقة سياسية واجتماعية في إيران.
لهذا لا نعقد الآمال على الخلافات والسجالات داخل ترکیبة الفاشية الدينية؛ ولا تناقضاتها مع الدول الغربية.
وبحسب مسعود رجوي زعيم المقاومة، فإننا “لا نعقد الآمال على أن تأتي هذه الإدارة أو تلك في الولايات المتحدة أو أوروبا لكي تجلب لنا الحرية في الطبق الذهبي. إذا لم يكونوا ضدنا بشكل مباشر أو غير مباشر وضد أمتنا ولا يقفون بجانب نظام الشاه أو الملالي ولم يعرقلوا أمرنا، فهذا يكفينا”.
وننحني أمام أي شخص أو أي حزب أو جماعة یعمل من أجل إسقاط النظام وإحلال الحرية في إيران. ولم ولن نفضل أبدًا ولن نرجّح مصالح جماعية وفئوية على ما يمكن أن يحرّر إيران الأسيرة عاجلاً.
لم نسلك سياسة المتفرج والانتظار لنرى ما سيحدث.
وعلی عکس ذلک، کنا سباقین فی ساحة العمل. وعلى سبيل المثال،
في موضوع المساواة بين المرأة والرجل، بدأنا من اليوم تطبیق ما نريده لمجتمع إیران الغد وطبقناه على أرض الواقع في صفوف هذه المقاومة بريادة النساء.
و بالنسبة لإيران غير نووية، فنحن نعمل من أجله منذ اليوم وأغلقنا الطريق أمام النظام.
وبشأن الاستقلال الذي ينبغي أن يكون المبدأ الأساسي الذي يحكم مصير بلادنا، بدأنا من أنفسنا. ونحن فخورون بالوقوف على أقدامنا والاعتماد فقط على شعبنا.
لم نضحّ أبدًا بمبادئنا وقيمنا من أجل مصلحة اليوم.
لو كان المجاهدون قد توصلوا إلى اتفاق مع خميني وخضعوا لدستور ولاية الفقيه، لكانت جميع السبل مفتوحة أمامهم. لكن الجميع شاهد أنه عندما طلب خميني من مسعود رجوي، مرشح الانتخابات الرئاسية الأولى، قبول دستور ولاية الفقيه مثل باقي المرشحين من أجل التأهیل (!) أعلن مسعود رجوي على الفور استقالته من الترشیح وبالإضافة إلى مقاطعة دستور نظام ولاية الفقيه، أعلن المجاهدون أنهم لا يشاركون في الانتخابات الرئاسية.
نعم هيهات وهيهات تعليق الآمال على كسب السلطة والجاه وایدیولوجیة أنا أولا لجيل مجاهدي خلق.
استخدمنا كلمة التخلف والرجعية في وصف خميني ونظامه منذ البداية ولم نتخل عنها.
لم نتنازل أبدًا عن كلمة الحرية، ونحن نصر على إرادة الشعب لإسقاط النظام منذ 40 عامًا، ونحن مستمرون على هذا النهج، ونطرق على هذا الجدار حتى ينهار وستتحرر إيران الأسیرة.
مطلبنا الحرية والديمقراطية والمساواة
لكن ماذا نريد نحن وشعبنا؟ وكيف نحقق ذلك؟
يمكن تلخيص إرادتنا وإرادة شعبنا في هذه الكلمات الثلاث: الحرية والديمقراطية والمساواة.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالمجتمع الدولي، نطلب منهم الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام وتحقيق هذه الكلمات الثلاث.
نريد محاكمة خامنئي ورئيسي وإيجئي وغيرهم من المتورطين في المجازر بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجریمة الإبادة البشرية.
ندعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لمحاسبة ومحاكمة إبراهيم رئيسي دوليا لارتكابه جريمة ضد الإنسانية وعدم استقباله في دورة الجمعية العامة المقبلة.
خطابنا هو أن نظام الملالي لن يتخلى أبدا عن مشروع القنبلة الذرية وتصدير الإرهاب والتحريض على الحرب في المنطقة. لذلك يجب أن يخضع لعقوبات دولية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، باعتباره التهديد الرئيسي للسلم والأمن العالميين.
محاكمة خامنئي ورئيسي وإيجئي
أيها المواطنون!
انتهى العمر التاريخي لنظام ولاية الفقيه. ويجب أن يرحل خامنئي عدو الشعب الإیرانی.
خامنئي هو من قتل آلاف الشباب في انتفاضة نوفمبر 2019.
وأمر برفع سعر البنزين ودعم الارتفاع المطرد لأسعار أهم السلع.
وهو تعمد في نشر فيروس كورونا ومنع استيراد اللقاحات.
وهذا هو خامنئي، السبب الرئيسي في وفاة أكثر من 320.000 شخص من مواطنينا بسبب جائحة كورونا. كارثة كان من الممكن تجنبها إلى حد كبير. وفي هذا الأسبوع أعلن مركز البحوث في الفيروسات أن عدم المتابعة والسيطرة على كورونا في البلاد، أخذ طابع التعمّد.
وهذا هو فيلق حرس خامنئي الشرّير الذي أسقط 176 شخصًا على متن الطائرة الأوكرانية.
وهذا هو الولي الفقيه ونظامه الذي أبقى ملايين الإيرانيين جیاعا من أجل زيادة ثروة مؤسساته البالغة تريليون دولار.
ويجب أن نسأل، أليست الثروات والمداخیل فی البلاد أكثر بكثير من احتياجات المجمتع وما ینقصه؟
فلماذا الملايين ینامون جائعين؟
ولماذا لا يحصل آلاف عمال النفط والبتروكيماويات على الحد الأدنى من الأجور ولا يحصلون على حدّ الکفایة من العیش؟
ولماذا ينتحر الأطباء المقیمون والممرضات بسبب عدم وجود حقوق لهم؟
ولماذا تركوا الشعب الإيراني وشأنه في ضائقة من توفیر أبسط مقومات الحياة مثل الكهرباء والماء والخبز ولا حل لهم؟
وهنا أريد أن يصل صوتي إلى هذا الجيل الثائر من أبنائي وبناتي في جميع أنحاء البلد، وأقول حذار من أن يخلو قلبكم يومًا وساعة من ألم وحزن شعبكم المحروم.
لا تمروا مرور الكرام من أمام امرأة مع طفلين صغيرين متمسكين بتشادرها وقد نزلت إلى الشارع لبيع كوبونات حصصها الضئيلة.
لا تمروا مرور الكرام من محاولة ذلك المدرّس لحرق نفسه، وذلك المتضرر المخدوع المحتقن الذي فقد حياته، واحتجاج المزارعين الذين وصل السكين حتى عظمهم.
لا تتجاهلوا آلاف الأطفال الذين يبحثون عن لقمة العیش في القمامة 12 ساعة يوميًا في بیئة ملوّثة في طهران، حيث يعيش معظمهم وينامون.
نعم أنتم تتحملون مسؤولية إنقاذهم وخلاصهم جميعًا.
يجب القول إن الحل والحل الوحيد هو إسقاط نظام الملالي الإجرامي.
معاقل الانتفاضة
لم نعلق الآمال على استحصال الحرية صدفة أو حدوث إعجاز لكسر أجواء الكبت والظلم.
عملیة إسقاط النظام هي بناء نقوم بتشييده بتحمل الكثير من المعاناة والعذابات.
تعتمد استراتيجية هذه المقاومة على معالجة طبيعة وسياسة هذا النظام.
هذه الاستراتيجية، التي تشكل الانتفاضة الكبرى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 موسوعتها، هي الردّ على الفاشية الدينية التي لن تتخلى عن القمع حتى اللحظة الأخيرة.
لقد استخلصنا مبادئنا وأسلوبنا من نفس المبادئ التي تحكم ظروف المجتمع.
لقد عملنا لإضاءة الطريق الذي یشتاق الشعب المضطهد أن يسلكه.
نعم، هذا جيش الجياع والعاطلين عن العمل والملایین الذين ليس لديهم ما يخسرونه. ومن هنا ينهض جيش الحرية العظيم.
لنضيء البيت المظلم من جديد
ولنجعل خراب الوطن عامراً مزدهرا
ولنحرر هذا الوطن الجريح النازف
من قيود وأسر العدو من جديد
بمثل هذا الشوق والعطش للحرية نقول: الطريق والحل في هذه المقاومة. معاقل الانتفاضة والسالكون العازمون على هذا الدرب جاهزون، ويبنون جسر الانتصار نحو المستقبل ويحققون الحرية للشعب الإيراني.
التحیة للحریة
التحیة للشعب الإیراني
التحیة لکم جمیعا