هل يعالج العالم أخطاء الماضي بعد أن صحي ضميره العالم مؤخرا؟ حصدت القمة السنوية العالمية للمقاومة الايرانية من أجل ايران حرة ما كان يجب حصاده منذ اربعة عقود، وبعد تجربة اربعة عقود مع النظام الايراني أدرك الغرب اخطائه وأيقن أن قراءاته للامور كانت مغلوطه أو عفوية سطحية، فالبعض ممن تضامن من الغرب مع المقاومة الايرانية بات مؤمنا بقيمها ورؤيتها واهدافها السياسية بعد عناء والبعض الاخر دفعه الوعي السياسي المتأخر الى التضامن، والبعض الاخر من ذوي القيم خجل من القبول برئيس مدان دوليا بارتكاب مجازر وجرائم ضد الانسانية أن يعتلي سدة حكم دولة ليعيد نشاطه الاجرامي من جديد ضد شعبه، نعم لقد خجل البعض من مهادنة النظام في الماضي، تلك المهادنة التي أودت بحياة مئات الالاف بالباطل وقمعت شعب حر يعيش في قمة الفقر على ارض تتنوع مواردها العظيمة ولا تنضب.. نعم إن تدارك الاخطاء واصلاحها أفضل من التمادي في مشاركة المجرمين بجرائمهم أو التعاون معهم، أو الحرص على اقامة علاقلات متنوعة معهم دون الاكتراث بطبيعة حكمهم.
هل يعالج العالم أخطاء الماضي بعد أن صحي ضميره العالم مؤخرا؟
الكاتب: الدكتور نورالدين محمد الموسوي
لقد كان قمة السوء والخذلان في المحافل الدولية وفي دول العالم الحر أن تتبنى افكارا ومبادىء وتثبتها في دساتيرها وانظمتها ولا تدافع عنها، ومن الطبيعي أن تطالبهم بالتضامن مع مظلوميتك أو على الاقل الدفاع عما الزموا أنفسهم به من قيم ومبادىء.
يختلف رأي المدرك لحقائق الامور في إيران عن رأي اولئك المعبأون بالفكر الموجه إليهم، وكذلك يتطلب اصدار موقف ما بخصوص طرف ما توفر البيانات اللازمة لاصدار حكم او اتخاذ موقف، وأبني هذه السطور والاراءعن إدراك وفهم لكلا المدرستين وعن رغبة عميقة في أن يعيش الانسان اينما كان بامان وسلام حيث يحل له ما يحل لغيره وحدود حريته تنتهي تصبح على حساب الاخر، وإن أصبحت على حساب الاخر خرجت عن مفهوم ونقاء الحرية وهذا ما نعانيه كثيرا.
صغارا كنا نحسب أن السرقة هي سرقة المال فحسب، ولما انضجتنا الايام قبل الاوان رأينا سرقة الثورات وسرقة الفكر والرأي، رأينا نوع آخر من السرقة وهو السلب، والسلب هو من اخطر انواع السرقة حيث يكون جهارا وعمدا دون ادنى روادع، والمأخوذ حياءا كالمأخوذ سلبا وعقوبة السلب اشد من السرقة، وقد درج النظام الايراني على موضوع السلب منذ قيام الثورة سنة 1979 ويؤسفني أن استخدم كلمة سنة فقد كانت السنة عاما لما قامت الثورة ولما سُلبت الثورة من قبل المدعين باسم الدين اصبحت سنة لما فيها من ألام فبتنا نستخدم مصطلح السنة بدلا من مصطلح العام.
خلاصة القول لابد من ثورة في إيران من اجل الخلاص، ولابد ثوار كمجاهدي خلق ليس انحيازا وانما ايمانا ناجم عن معرفة بهم وبقدراتهم وبما تحتاجه إيران التي اصبحت ركاما من الازمات ولن يتمكن غيرهم من الاصلاح بنجاح فالوضع في إيران يحتاج الى زهاد مؤاثرين مضحين صابرين،فالوضع كارثي واصلاحه سيتطلب عقود من العمل الشاق.
من جانبي ليس لدي أدني شك في قدرات اخواتي واخواني في المنظمة.. ولا أدني شك في انتمائهم لمسيرتهم وتاريخهم النضالي، ولا في قدراتهم على إقامة هكذا مؤتمرات فقد سبق وان أقاموا الكثير بنجاح لكن مؤتمر هذه السنة كان بحجم المرحلة بحجم التوقيت بحجم ما يمر به العالم والشرق الاوسط، لقد كان قمة ومؤتمرا من أجل العالم، وفي الوقت الذي أحيي فيه كافة المشاركين والمتضامنين يجب أن اؤكد أنه كان مؤتمرا من أجل العالم ولقد تضامن المتضامنون مع أنفسهم قبل ان يتضامنوا مع المقاومة وليعلموا ذلك جيدا.
ما أسعدني في هذا المؤتمر أنه حقق عدة امور أعتبرها نصرا وتحولا انسانيا وسياسيا كبيرا منها:-
- تمكن المنظمة وأشرف والمقاومة من ارسال رسالة قدرتها الى العالم كله فالمقاومة في منفاها تمكنت من عقد مؤتمر لا تتمكن دولة كامريكا من عقده لهذه التفاصيل الواسعة وعلى هذا النحو الدقيق.
- أن ارى نتاج وحصيلة جهد المجاهدين قد حقق اعلى درجات حتى وان بقي النظام في السلطة فانه سيبقى كلص مجرم سرق بيتا واقام فيه بدعم غربي.. والغرب هم اساس بقاء النظام.
- ان ارى تحولا كبيرا في اراء الاوروبيين الذين عهدتهم مجاملون وارائهم حذرة ودبلوماسية.. واليوم كانوا ثوارا أكثر من كونهم دبلوماسيين.
- التحول الكبير في الموقف الامريكي فوق العادة وفوق الوصف وقد دل على وجود ازمة وفجوة كبيرتين بين النظام واميركا.. ومن ناحية الاخرى هذا على جهودكم وتضحياتكم الكبيرة في هذا الإطار فمؤكد ان هذا التحول الأمريكي لم يأتي بالسهل ولا دون تضحيات.. وفقا لتحليلي لكلمات الأمريكان فهناك خطوة واحدة متبقية ان لم تكن حدثت في الموقف الامريكي وهي الاعتراف والدعم الرسميين من خلال الكونغرس.
- النجاح الذي حققه هذا المؤتمر يجعل منه قمة فعلية قمة استعرضت قدرات وحازت على اعترافات واذعان لدرجة ان البعض منهم قد يشعر في قرارة نفسه بالخجل والتقصير.. كان نجاح مثيرا وحقيقيا وموجعا للنظام وسيبقى موجعا ومقلقا للنظام الذي قد يتحرك تحركات مريبة هذه الفترة.
- لقد كانت مهزلة الإنتخابات بالنسبة للمنطقة وللعالم وللشعب الايراني بمثابة الضارة النافعة ويقولون رب ضارة نافعة.. وكان تحديد رئيسي كرئيس بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
الدنيا ديانة اي حاكمة بالفعل والادانة وكل شيء فيها دين فالظلم دين والدم دين واللطف دين والفضل دين.. وكل مديون سيسدد ما عليه من ديون وبيت العنكبوت ديونه كثيرة جدا.
يمكن قول الكثير لكني أوجز للصالح العام بما قل ودل.
هنيئا لكم والمجد لكم ولشهدائكم
أعلم أنكم جميعا في أشرف وباريس وأوروبا وامريكا وكل مكان منهكون ومتعبون وليس ذلك بجديد عليكم فهذا دأبكم.. والله مولاكم ولا مولى للظالمين فمولاهم الشيطان وأنفسهم الأمارة بالسوء.