خوزستان: اللیلة الخامسة من الاحتجاجات على نقص المياه– في الليلة الخامسة من انتفاضتهم، خرج أبناء وشباب خوزستان ليلة الاثنين على الثلاثاء 19 يوليو/تموز إلى الشوارع في الأهواز، وحميدية ، وماهشهر ، وأبادان ، ورامهرمز ، وسوسنكرد ، وشادكان ، وشوشتر ، وأنديمشك ، وأميدية ، وشوش، ودزفول ، احتجاجًا على نقص المياه. كما تظاهر أهالي خرم آباد دعماً لانتفاضة خوزستان.
وفي مساء الأحد، واصل أهالي محافظة خوزستان الإيرانية، نزولهم لليلة الرابعة على التوالي إلى الشوارع لاستئناف احتجاجاتهم على النقص الحاد في المياه خلال موسم الصيف الحار. واندلعت الاحتجاجات في مدن الأهواز،
وسوسنكرد، وكوت عبد الله، وشوش، وكرخة، وجفير، وعبدالخان، وسيد عباس، وشاوور، وغيرها الكثير.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام وأغلقوا الطرق. وبدلاً من حل أزمة المياه التي تهدد الحياة في المحافظة، أرسل نظام الملالي قواته الأمنية لقمع الاحتجاجات. حيث فتحت قوات أمن النظام النارعلى المتظاهرين مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.وتم تأكيد هوية ثلاثة من الضحايا حتى الآن، من بينهم صبي يبلغ من العمر 17 عامًا، لكن من المرجّح أن يكون عدد الضحايا أكبر.
وعلى الرغم من الوجود المكثف لقوات أمن النظام، لم يتراجع الأهالي وظلوا يواصلون مظاهراتهم.
وقد أثار الوضع المتوتر في “خوزستان” القلق بين أعضاء البرلمان. وخلال جلسة الأحد، حاول عدد من النواب النأي بأنفسهم عن الأوضاع في “خوزستان” وإلقاء اللوم على حكومة الملالي.
وفي الوقت نفسه، قد حذروا جميعًا من تصاعد التوتر، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلي انتفاضة أخرى واسعة النطاق.
وصرّح محمد مولوي، النائب عن مدينة “ابادان”، إن خوزستان يتم سحقها … خوزستان تتدمر ويتفشى بها سوء الإدارة.
والحقيقة أن “حكومة روحاني” قد أصدرت تقريراً عديم الجدوي في نهاية ولايتها. حيث يُلقي التقرير باللوم فيما حدث على الطبيعة وانخفاض هطول الأمطار والطقس الحار.
ولكن من الأولى أن تتحدثوا عن سوء إدارتكم. لقد دمرتم الممتلكات الاجتماعية “.
وحذر مجید ناصري نجاد، النائب عن شادکان، من الانتفاضة وقال: “كنا نتوقع أن تعقِد هيئة رئاسة البرلمان جلسة طارئة حول الوضع في خوزستان … وعلى رئيس النظام أن يأتي إلى هنا، يجب أن تأتي أعلى سلطة في حكومة الملالي إلى هنا وتجيب علينا. … كم من الوقت يجب أن ننتظر لكي نحِل الأزمات والمشاكل؟
هل سننتظر حتى يأتي العدو (يقصد المعارضة الإيرانية) إلى هنا ويسبب الاضطرابات. نحن في وضع مُقلق. وإن العدو يخطط لمؤامرات ويحاول إثارة أعمال الشغب في خوزستان”.
وغرد النائب محمود أحمدي بيغش: “انتبهوا لما حدث في خوزستان، إنه يشبه رائحة الدم “.
ولكن فيما يتعلق بالشعب، فإن جميع مسؤولي النظام وسياساتهم الفاسدة هم السبب الرئيسي في هذا الوضع. وفي بعض المناطق، احتشد المحتجون أمام منازل ومكاتب أعضاء البرلمان والمسئولين الأخرين،وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام.
كما حاولت صحيفة “وطن إمروز” الحكوميةاليومية إلقاء اللوم على حكومة روحاني المُنتهية ولايتها ورفضت الاعتراف بالمشاكل الدائمة التي يعاني منها المجتمع بأسره. وفي مقال لها بعنوان ” إن الأزمة من إرث روحاني”،وأضافت الصحيفة، “إن السؤال الرئيسي هو، لماذا أصبحت الطبقات المهمّشة والفقراء هم المُحرك الرئيسي للاحتجاجات وأعمال الشغب في عهد حكومة روحاني؟
“إن عودة الاحتجاجات إلي الشوارع خلال السنوات الثماني الماضية، وخاصة العامين الماضيين، دليل على رد الفعل العنيف من قبل الطبقات المهمّشة في المجتمع، والتي كانت أكبر ضحايا سياسات حكومة الملالي.
وبغض النظر عن سبب الاحتجاجات – سواء كانت أسعار البنزين أو أزمة نقص المياه – يمكننا أن نرى خيبة أمل الشعب من خلال الاحتجاجات …
وقد تعكس صورة خوزستان التي مزقتها الأزمات عدم الرضا في جزء ما من المجتمع، لكن يمكننا أن نرى نفس المشاكل في قطاعات أخرى، بما في ذلك الإسكان والتوظيف وما إلى ذلك، وايضاً في أجزاء أخرى من البلاد”.