حالة من الجفاف في خوزستان نتيجة لتنفيذ مشروع نقل المياه غير المدروس- أصبحت أزمة المياه في إيران إحدى الأزمات الرئيسية. وتعتبر المحافظة الواقعة في جنوب غرب البلاد خوزستان واحدة من أكثر المناطق تضررًا.
الآن ومنذ عدة أيام يحتج المزارعون في هذه المنطقة على ندرة المياه. لكن الوضع لا يقتصر على الفلاحين فحسب، بل إن الحياة اليومية للشعب منهارة بسبب عدم وجود مياه للشرب. هيئة المياه والكهرباء في المحافظة مجبرة على توفير المياه للعديد من القرى في المحافظة بواسطة الصهاريج، وهذا بالطبع لا يكفي، وفي كثير من الحالات، لا تغطي حتى احتياجات الناس ليوم واحد.
يعتبر الكثير من الناس في هذه المحافظة أن نقل مياه خوزستان إلى الهضبة الوسطى لإيران أحد أهم أسباب نقص المياه في مقاطعتهم هذه الأيام. كما أدى سوء إدارة الموارد المائية والذي زاد من الجفاف، إلى جعل أهالي هذه المحافظة عطشى.
يجب أن يتدفق حوالي ثلث موارد المياه الحالية في البلاد بشكل طبيعي إلى محافظة خوزستان، ولكن منذ بداية الثمانينيات، تم تنفيذ مشاريع مختلفة على نهري كارون ودز، والآن أصبح جزء كبير من مياه هذين النهرين موجهة إلى محافظتي أصفهان ويزد.
وفي غضون ذلك، قبل الإجهاد المائي هذا العام، تم إمداد حوالي 700 قرية في خوزستان بالمياه بواسطة الصهاريج، والآن مع تجفيف الفروع النهائية لنهر كرخه، تجاوز عدد هذه القرى الألف قرية، وهو مؤشر واضح على أن عطش الناس ليس له علاقة بادعاءات الحكومة حول الجفاف.
وصف النائب أحمد آوايي، نقل مياه خوزستان إلى الهضبة الوسطى الإيرانية، بأنه السبب الأهم لنقص المياه في محافظته، وصرّح لوكالة الأنباء الحكومية رُكنا قائلًا: “لسوء الحظ، بدأ تنفيذ مشاريع تحويل المياه من نهري دز وكارون من قبل حكومة هاشمي رفسنجاني. كان هذا، بالطبع، خطأ فادح منذ البداية، وما زالت الحكومات اللاحقة تفعل ذلك”.
وأضاف النائب: “نقل المياه من خوزستان إلى الهضبة الوسطى لإيران هو أمر خاطيء وغير مهني ومضر للبيئة بدرجة كبيرة، مما أضر بأهالي خوزستان، وخاصة سكان المدن والقرى الواقعة أسفل هذه الأنهار. بعد حكومة “الاقتصاد أولاً” (أكبر هاشمي رفسنجاني)، وبينما استمرّت الحكومات في ارتكاب هذا الخطأ، يؤكد العديد من الخبراء أن الحل لتطوير المحافظات الوسطى ليس نقل المياه من خوزستان.
“حتى بعض المسؤولين في هذه الحكومة يعترفون بأن استمرار نقل المياه من نهري دز وكارون إلى الهضبة الوسطى لإيران هو أمر خاطئ، وعندما تحدثت مع الرئيس الحالي لمنظمة البيئة، أقر أيضًا بأن هذا لا ينبغي أن يحدث.”
ثم اعترف بسوء استخدام هذه المياه المنقولة، وأقر بأن هذه المياه تستخدم في أغراض زراعية وصناعية وهي في كثير من الأحيان مشاريع غير ضرورية تقودها قوات حرس نظام الملالي، وتابع قائلاً:
“إذا أراد مسؤولو الحكومات السابقة توفير مياه الشرب فقط لأهالي المحافظات الوسطى، لكان بإمكانهم حل مشكلة أهالي أصفهان ويزد، إلخ. من خلال بناء خطوط الأنابيب التي تنقل فقط مياه الشرب التي تحتاجها هذه المحافظات. لكن لسوء الحظ، تم نقل حصة المياه التي يمكن أن تؤدي إلى تطوير خوزستان إلى الهضبة الوسطى لإيران لسنوات عديدة لتطوير الصناعة والزراعة “.
كما انتقد كثيرون آخرون الحكومة بشأن هذا الإجراء، ومنهم أحمد أوايي، النائب عن دزفول، الذي قال: “إن استراتيجية تنمية هذه المحافظات لم تكن نقل المياه من نهري كارون ودز منذ البداية، وقد أدى هذا الإجراء إلى تنمية غير متوازنة في البلاد بحيث يتم توفير المياه الزراعية والصناعية للمحافظات الوسطى في كثير من الأحيان، لكن أهالي خوزستان، وخاصة مزارعو هذه المحافظة، يواجهون أزمة المياه في أوقات كثيرة “.
كانخطأنابيب كوهرنك 2 أحد أهم خطوط الأنابيب لنقل المياه من خوزستان إلى الهضبة الوسطى لإيران، وتقوم وزارة الطاقة حاليًا ببناء خط أنابيب كوهرنك 3 لاستكمال مشاريع نقل المياه من نهري دز و كارون إلى الهضبة الوسطى لإيران.