إيران: خامنئي يؤيد الجلاد “إبراهيم رئيسي” رئيسًا للبلاد-أعلن المرشد الأعلى لنظام الملالي “علي خامنئي”، الثلاثاء، تأييده الرسمي “لإبراهيم رئيسي”، الرئيس الجديد للنظام. وتم تعيين الجلاد “إبراهيم رئيسي” بعد الانتخابات الرئاسية الزائفة التي أُجريت في18 يونيو/ حزيران، والتي قاطعها نحو تسعون بالمائة من الشعب الإيراني.
ووصف خامنئي “إبراهيم رئيسي” في مرسوم المصادقة الذي أصدره بأنه “حكيم لا يعرف الكلل وذو خبرة وشعبية”. ومن غير المستغرب أنه لا تنطبق أي من هذه الخصائص على رئيسي، الذي كان يترأس السلطة القضائية في النظام قبل الرئاسة.
وأثناء التحضير للانتخابات، فإن خصوم “رئيسي” انتقدوه بشدة بسبب خبرته شبه المعدومة في الشؤون الحكومية، وخاصة السياسة الخارجية والاقتصاد، وافتقاره إلى التعليم حيث أنه درس في الحوزات منذ الصف السادس وليس لديه تعليم رسمي، وفقًا لمسؤولي النظام نفسه. وبالنسبة لكونه مشهورًا في إيران، أصبح اسم “رئيسي” مرادفًا “للإعدام” و “التعذيب”. واشتهر أيضًا بدوره المحوري في مذبحة عام 1988، التي كان فيها عضوًا في “لجنة الموت” التي هي عبارة عن مجموعة من مسؤولي النظام الذين وقّعوا على مذكرة إعدام 30 ألف سجين سياسي بريء. كما تم قتل وتعذيب المتظاهرين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 تحت إشرافه.
لقد تم إدراج اسم “رئيسي” تحت لائحة العقوبات الأمريكية بسبب انتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان كما أثارت رئاسته الجدل وكذلك قلق منظمات حقوق الإنسان. حتى رئيس النظام السابق “حسن روحاني” سبق أن وصف رئيسي بأنه شخص “لا يعرف شيئًا سوى الإعدام والسجن“.
والشيء الوحيد الذي يمكن أن يُنسب إلى رئيسي هو أنه “لا يعرف الكلل”، وذلك في جهوده لخدمة خامنئي، وقمع الاحتجاجات والمعارضين، وإبقاء نظام الملالي الوحشي قائمًا.
وخلال حفل التنصيب، وصف رئيسي انتخابات 18 يونيو/ حزيران التي تمت مقاطعتها على نطاق واسع بأنها “مشهد مجيد”. وقد استخدم كلمة “تحول” مرارًا وتكرارًا لوصف بداية عمل حكومته ووعد بإعادة بناء الثقة العامة، وسد الفجوة بين الشعب والحكومة، ومحاربة الفساد.
ومن المثير للاهتمام أن “رئيسي” نفسه هو رمز للفساد. وكان في السابق المشرف على مؤسسة “آستان قدس رضوى”، وهي مؤسسة خيرية مزعومة استحوذت على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني وتقوم بتوجيه مليارات الدولارات من جيوب الناس إلى أنشطة النظام الشائنة. كما يخضع العديد من أقرانه ومرؤوسيه في القضاء للتحقيق بتهم الاختلاس.
وكذلك لم يقدم رئيسي أي خارطة طريق ملموسة حول كيفية التخطيط للوفاء بوعوده. وبدلاً من ذلك، حاول ضمنيًا إلقاء اللوم على “روحاني” في حالة الاقتصاد المتعثرة وأقر بأن البلاد تعاني من تضخم بنسبة 44 بالمائة، ونمو سيولة بنسبة 680 بالمائة، وعجز في الميزانية الحكومية يبلغ 4500 تريليون ريال.
وحذر خامنئي من أن “حل المشكلات الاقتصادية يستغرق وقتًا طويلاً. ويعرف أعزائنا هذا الأمر ويجب أن يعلموا أيضًا أن المشكلات لا يمكن حلها في ليلة واحدة. إنها تحتاج إلى وقت”
وبخلاف ذلك، أشار كل من “خامنئي ورئيسي” إلى أن الشعب الإيراني يجب ألا يتوقع أي شيء سوى”المزيد من نفس السياسات” في ظل الحكومة الجديدة. وشعب إيران يعرف ذلك بالفعل. وبعد الانتخابات، نزل الناس من مختلف الطوائف إلى الشوارع للتعبيرعن مطالبهم، لأنهم يعرفون أنه بغض النظر عمّن يجلس على مقعد الرئاسة، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها الحصول على حقوقهم هي النضال من أجلها. من عمال النفط إلى أصحاب المزارع والمزارعين والعاملين في الحكومة، استأنف الإيرانيون حركاتهم الاحتجاجية. وخلال الأسبوعين الماضيين، تحولت الاحتجاجات على نقص المياه والكهرباء إلى مظاهرات مناهضة للنظام، تطالب بإسقاط النظام والإطاحة بخامنئي، الزعيم المطلق وغيرالمنتخب للنظام. كما كان الشعب الإيراني يهتف في الأيام القليلة الماضية، “طالما أن الملالي في السلطة، فإن إيران لن تكون دولة”.
وقالت السيدة “مريم رجوي“، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في بيان لها،” إن رئاسة إبراهيم رئيسي وضعت حدًا لأية أوهام حول الاعتدال أو الإصلاح في هذا النظام إلى الأبد. المقاطعة الساحقة للانتخابات الوهمية في يونيو/ حزيران الماضي هي الوجه الآخر للانتفاضات منذ عام 2017 حتى اليوم، مخاطبة بذلك رغبة الشعب الإيراني في الإطاحة بالنظام. وهذا شيء يحاول خامنئي بقوة منعه من خلال الاستفادة من جائحة فيروس كورونا والإصابات البشرية الهائلة.
“في نظر الشعب الإيراني … يجب تقديم جميع قادة النظام، وخاصة خامنئي، ورئيس القضاء، “غلام حسين محسني إيجئي، إلى العدالة لارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، على مدى أربعة عقود من القتل والنهب وتدمير أصول وموارد الأمة “.