إیران:السياسة الصحيحة تجاه رئيس النظام الجديد “إبراهيم رئيسي” في الأسبوع الماضي، تولى “إبراهيم رئيسي” حكومة الملالي رسميًا .والدماء لا تزال تسيل من يديه في مذبحة عام 1988 للسجناء السياسيين، ويُعرف بأنه الرئيس الأكثر كُرهًا لدى الشعب الإيراني. ولسوء الحظ، الدول الغربية تغض الطرف عن الجرائم التي ارتكبها رئيسي، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي “إنريكي مورا، نائب الأمين العام للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة” إلى طهران كممثل للاتحاد الأوروبي في حفل تنصيب “رئيسي”
وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا احتجاجًيا على إرسال مبعوث من الاتحاد الأوروبي لحضور حفل تنصيب إبراهيم رئيسي. في 19 يونيو.حُزيران 2021، كما دعت المنظمة إلى إجراء تحقيق دولي في دور رئيسي في الجرائم ضد الإنسانية.
وفي الرابعمن نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية “إبراهيم رئيسي” على قائمة العقوبات مع ثمانية آخرين مقربين من علي خامنئي لدورهم في عمليات “القمع داخل وخارج إيران” وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان.
ومع ذلك، لا تزال كل من أوروبا والولايات المتحدة تسعيان للتفاوض مع النظام وأعلنا أنهما على استعداد للتفاوض مع حكومة الملالي الجديدة، بدلاً من استخدام نفوذها ضد تلك الرئاسة غير الشرعية لزيادة الضغط على نظام الملالي، وهو ما يريده معظم الإيرانيين.
ويجب عليهم إجبار النظام على احترام حقوق الإنسان، والتراجع عن التخطيط لامتلاك الأسلحة النووية والصواريخ البالستية، والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى من خلال الإرهابيين بالوكالة.
إیران:السياسة الصحيحة تجاه رئيس النظام الجديد “إبراهيم رئيسي:من ناحية، أثبتت خبرة 42 عامًا مضت أن هذا النظام لا يفهم لغة غير القوة، وإذا حاول العالم التصالح مع هذا النظام عن طريق التهدئة، لن تكون النتيجة سوى ما نشهده هذه الأيام، نظام ضعيف ولكنه متعطش للسلطة، يقوم بأعمال إرهابية ضد السفن التجارية والناقلات داخل المياه الدولية.
ومن ناحية أخرى، فإن نظام الملالي مشلول تمامًا بسبب الفساد الحكومي المستشري فضلًا عن الضغوط التي تسببها العقوبات وفقدانه السيطرة داخل إيران.
حيث يعيش الشعب الإيراني أسوأ الظروف المعيشية بسبب البطالة والارتفاع الهائل في الأسعار ونسبة التضخم التي تخطت 50٪، وهو ما لم يواجهه حتى خلال الحرب العراقية الإيرانية أو الحرب العالمية الثانية، والآن يعيش 80٪ من الناس تحت خط الفقر. لهذا فإن المجتمع الإيراني أشبه ببرميل بارود يمكن أن ينفجر بأي شرارة.
وفي الشهر الماضي، نظّم المحتجون الغاضبون في معظم مدن محافظة خوزستان الغني بالنفط احتجاجات على نطاق واسع ضد السياسات الخاطئة لــ”قوات حرس نظام الملالي” في بناء السدود داخل المحافظة، مما أدى إلى جفاف الأنهار وتدمير المنتجات الزراعية والماشية.
خامنئي، الذي لا يستطيع الاستجابة لمطالب الشعب بسبب الفساد المؤسسي في جميع أجهزته، أرسل قواته القمعية لتفريقهم بالضرب وبإطلاق النار عليهم. ونتيجة لرد فعله تم قتل وجرح العشرات في مدن مختلفة من المحافظة واعتُقل المئات وتم إرسالهم إلى السجون.
ومع ذلك، فإن رد الفعل النظام لم يؤدي إلى إسكات الناس في خوزستان. بل أنه بدلًا من ذلك جعل أبناء المحافظات الأخرى ينزلون إلى الشوارع لمساندة أهالي خوزستان، وتنظيم مظاهرات كبيرة ورددوا خلالها شعارات “الموت للديكتاتور” و “الموت لخامنئي”.لإظهار كراهيتهم لهذه الحكومة.
وهذا ما أرعب خامنئي، الذي اعترف، في خطاب دعائي ليبرئ نفسه من الأخطاء، بأن للشعب الحق في عدم الرضا عن الوضع والتظاهر.
كما اضطرت الحكومة إلى فتح ممرات السدود للسماح لبعض المياه بالتدفق مرة أخرى إلى الأنهار وإسكات الاحتجاجات مؤقتًا.
وقبل ذلك ثار أهالي “سيستان وبلوشستان” المحرومين شرقي إيران، خاصة في مدينة “سراوان”، بسبب الفقر والبطالة، لكنهم واجهوا مرة أخرى القوات القمعية لحرس نظام الملالي، وسقط عدد من القتلى والجرحى، هذا إلى جانب الاعتقالات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار فيروس كورونا” في جميع أنحاء إيران قد خرج عن السيطرة ووصل إلى ما يشبه المذبحة، لدرجة أن إيران لديها حاليًا أعلى معدل وفيات عالميًا لهذا المرض مقارنة بنسبة الوفيات إلى نسبة السكان.
وفقًا لتقارير موثوقة، مات أكثر من 350.000 شخص بسبب هذا المرض في إيران، ويموت الآن ما بين ألفانوثلاثة آلاف شخص في مدن مختلفة من إيران كل يوم. وجميع المستشفيات مليئة بالمرضى ولا يمكنهم استقبال المزيد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الأكسجين وحتى في “محلول الجلوكوز الملحي”. وأيضًا هناك فساد في جميع الجهات الحكومية، لكن تفاقم هذا الوضع بشكل خاص في وزارة الصحة، بسبب معارضة “علي خامنئي” لاستيراد اللقاحات ووعوده الفارغة بإنتاج لقاحات محلية. الآن، بينما تقترب معظم الدول من تطعيم أكثر من 50٪ من سكانها، فإن أقل من 4٪ فقط من الشعب الإيراني قد تم تطعيمهم بالكامل، ومعظمهم من قوات الأمن القمعية، وقوات الحرس، والملالي، وقادة النظام، وعائلاتهم.
كل هذه الأسباب والأدلة تشير إلى أن الغالبية العظمى من الإيرانيين يريدون تغيير النظام واستبداله بنظام ديمقراطي يقوم على فصل الدين عن الدولة، وهذا المطلب تجسد بوضوح في مقاطعة الانتخابات الأخيرة. لأنه خلال هذه الانتخابات، توجه نحو 10٪ فقط من الناخبين المؤهلين إلى صناديق الاقتراع، ومعظمهم أعضاء ومنتسبين للأجهزة الأمنية وقوات الحرس، أو تابعين للنظام، والذين استفادوا أكثر من غيرهم من هذه الظروف في البلاد.
من الواضح أنه لا يمكن لأي نظام بمثل هذه الظروف أن يدوم طويلاً. فإن عاجلاً أم آجلاً، الشعب الإيراني الذي ثار على دكتاتورية الشاه أملاً في الحصول على الحرية وحياة أفضل، الآن يشعر بخيبة أمل من نظام الملالي وليس لديهم ما يخسرونه وسوف ينهض الشعب ضد هذا النظام الفاسد.
ويمكن للحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، أن تلعب دورًا مهمًا في هذا التغيير، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني. إن السياسة الصحيحة لا يتم تنفيذها من خلال إعادة العلاقات الاقتصادية وضخ الدم في جسد ديكتاتورية الملالي المحتضر. فالسياسة الصحيحة لا تتحقق بالتدخل المباشر، ولا من خلال استرضاء وإنعاش الجهاز التنفسي لنظام يحتضر، بل على العكس من ذلك لا يتم هذا إلا من خلال استمرار العقوبات بل وأضافة عقوبات جديدة. إیران:السياسة الصحيحة تجاه رئيس النظام الجديد “إبراهيم رئيسي