إیران: هل يمثل رئيسي الورقة الرابحة أم الأخيرة للمرشد الأعلى للنظام؟ مع تولي “إبراهيم رئيسي” منصب رئاسة نظام الملالي، أصبح حلم المرشد الأعلى حقيقة، والنظام الآن في حالة أحادي القطب. فلم يعد هناك ما يسمى بالفصيل الإصلاحي في المناصب الرئيسية للحكومة، لذلك فقد “علي خامنئي” ورقة وجود معارضة داخل البلاد من أجل إعلانها المتسبب الرئيسي لجميع أوضاع الشعب البائسة ومن أجل التغطية عليه هو ومؤسساته الفاسدة.
من الآن فصاعدًا، ستضرب الموجات الهائلة من الاحتجاجات الشعبية بیت خامنئي مباشرة.
اشتكى رئيسي من تداعيات فيروس كورونا خلال حفل التنصيب، ليس لأنه يحصد ما بين “700 و800” روح بريئة من الشعب الإيراني يوميًا، ولكن لأنه فشل في تقبيل يد خامنئي.
وبهذا المنطق، أظهر”رئيسي” أنه يعمل فقط من أجل ولائه للمرشد الأعلى للنظام ولم يكن لديه مهمة أخرى سوى نشر القمع والرد على السخط الشعبي بالرصاص والغاز المسيل للدموع والتعذيب والسجن.
لكن الحقيقة هي أن رئيسي لا يمثل الفرصة، بل إنه ضد الفرصة. إنه أخر ورقة وضعها خامنئي على الطاولة. وبحسب “فريدون مجلسي”، دبلوماسي سابق في النظام، فإن الحكومة لا تستطيع أن ترتكب حتى أقل الأخطاء. وقد قال هذا قبل أن يتولى “رئيسي” السلطة.
إن تراكم الأزمات الداخلية أعطى الحكومة تحذيرًا من أن المجتمع ليس لديه صبر لتحمل هذا الوضع، وأن صبر الشعب كاد أن ينفد. لذلك، لم يعد هناك إمكانية أو فرصة للمغامرة. هذه هي نظرة الحكومة الثالثة عشرة والتي ستملى عليها بالتأكيد.
ولأن الحكومة الثالثة عشرة، حتى لو تم توليها من قِبل أشخاص مثل “إبراهيم رئيسي”، فلم يعد لديها الإمكانية والفرصة لارتكاب أي خطأ. ” (الدبلوماسية الإيرانية، 22 مايو/ آيار 2021)
لذا فإن رئيسي ليس شريان الحياة بعد كل هذا، إنه مجرد نسخة بين السيئ والأسوأ. ومن خلال مقاطعة الانتخابات الزائفة وكذلك تلك السلسلة من الانتفاضات، أظهر المجتمع أنه لا يبحث عن حل داخل حكومة كان لديها بالفعل العديد من التجارب الفاشلة.
لم يعد بناء “ناطحات السحاب العملاقة” وإظهار الأنياب وكشف النقاب عن نماذج الصواريخ والطائرات بدون طيار أمرًا موثوقًا به، بل إنه يعكس فقط نقاط الضعف الجوهرية. وهذا أيضًا أصبح مفهومًا من قِبل عناصر النظام.
“لا يمكننا الاعتماد فقط على قدرات “بوتين” العسكرية والحوافز غير الواقعية وعبقرية “شي جين بينغ” وتحليل الوضع الاجتماعي من خلال خطط أمنية زائفة وتضييق اتصال النظام بالعالم كل يوم.” (صحيفة همدلي اليومية الحكومية، 7 أغسطس / آب 2021)
جاءت نتيجة تولي “رئيسي للسلطة” أن أسس هذا النظام فاشلة في كل المجالات. النظام الآن ليس له سلطة أو قوة، لا عسكريًا ولا أيديولوجيًا ولا اقتصاديًا ولا سياسيًا. هذه حقيقة يتحدثون عنها بأنفسهم:
من خلال إجراءين تقليديين للموافقة والتنصيب، تم الاعتراف برئاسة إبراهيم رئيسي. ووفقًا لـ”مايكل مان” إنه في موقع حيث توجد أربعة مصادر للسلطة، عسكرية، وأيديولوجية، واقتصادية، وسياسية، وكل منها لديه وضع خاص.
القوة العسكرية تخضع لمراقبة شديدة من المعارضة الأجنبية، وهم يحاولون الحد منها، والقوة الأيديولوجية فقدت نفوذها السابق في الحياة العامة، والقوة الاقتصادية المعتمدة على النفط لا تتمتع بظروف جيدة وتعتمد على “خطة العمل الشاملة المشتركة” وعلى الأوضاع السياسية. وبالنسبة للسلطة فقد فقدت هيمنتها.” (صحيفة شرق الحكومية، 7 أغسطس/ آب 2021).
التراجع والضعف ينتشران كفيروس بين مسؤولي وعناصر النظام. كان هذا واضحًا في خطابات البعض منهم في حفل تنصيب رئيسي. الذي أصبح كارثة بالنسبة للنظام.
كانت كلمات السادة رؤساء مجلس النواب والسلطة القضائية “ضعيفة” خلال حفل التنصيب الذي حضره ممثلين عن أكثر من سبعين دولة. لم يكن من كرامة ثورة ومباديء جمهورية الملالي. حيث تركزت خطاباتهم على قضايا مثل الفساد ومشاكل المعيشة المتراكمة والبطالة وتأثير العقوبات وما شابه ذلك. ” (تازة نيوز، 6 أغسطس/ آب 2021)
والنتيجة بالنسبة للنظام هي التحذيرات المستمرة من الإطاحة به: “الضغوط الاقتصادية المقلقة، إلى جانب ارتفاع معدل الوفيات بسبب تفشي الأمراض وعدم كفاءة مؤسسات صنع القرار، تؤدي في النهاية إلى وصول الأشخاص المنكوبين إلى نقطة لن يخسروا فيها شيئًا. وهذه عملية خطيرة حذر منها مؤيدو النظام مرارًا وتكرارًا على الرغم من كل التحذيرات. (صحيفة مستقل، 7 أغسطس/ آب 2021.)