الوضع المخيف لطبيعة إيران- تدعي حكومة الملالي أن الجفاف في البلاد يرجع إلى انخفاض هطول الأمطار. لكن هذا ليس صحيحًا، وفقًا لخبراء إيران. السبب الرئيسي لاستنفاد موارد المياه هو سوء إدارة الحكومة.
أي، إذا كان مقياس هطول الأمطار ألف ملليمتر في العاصمة طهران، فسيظل هناك القليل من المياه في العاصمة لأن عمليات البناء قد زادت بطريقة كبيرة، الأمر الذي تسبب في حدوث جفاف مناخي. وفيما يخص الجفاف المائي الذي يعود السبب الرئيسي له إلى الآبار العميقة التي تحفرها الحكومة بشكل غير مدروس، الأمر الذي يتسبب في تفريغ موارد المياه الجوفية في البلاد، وبالتالي هبوط منسوبها.
إيران هي واحدة من تلك الدول التي تستخرج كميات أكبر من المياه الجوفية بنسبة 70٪ مقارنة بالدول الأخرى. لكنها أصبحت الدولة صاحبة أسوأ هبوط في منسوب المباه الجوفية في جميع أنحاء العالم. ويضاف إلى ذلك مزاعم النظام أن سدود البلاد لا تملك القدرة على تخزين المياه.
بعد ثورة 1979، ادعى النظام جعل الزراعة في البلاد مستقلة عن الموارد الأجنبية. لم يقتصر الأمر فقط على عدم حدوث ذلك، ولكن معظم إمدادات الغذاء الرئيسية في البلاد تعتمد على الاستيراد. ثم قالوا بعد ذلك، لكي يصبحوا قوة صناعية، يجب عليهم الانتقال إلى الصناعات الكبرى مثل الصلب. لكن على الرغم من أن إنشاء مصانع الصلب يكون عادة بالقرب من المحيط، فقد قاموا بنشرها في جميع أنحاء البلاد. الدولة التي تعاني من ندرة المياه، يجب أن يتم استخدام مواردها المائية لاستهلاك الناس.
ثم يقدمون الأعذار بأن هناك حالة جفاف، والسبب الحقيقي لتلك الأحداث ليس الجفاف، ولكن التطرف في الربح، وحتى الخطط الحالية للحكومة تزيد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم.
ثم استخدمت وزارة المياه والكهرباء ووزارة الطاقة بمساعدة النواب وخططهم غير المتسقة، تقنيات بدائية لتوفير المياه الكافية للشعب: آبار عميقة وشبه عميقة. الحقيقة هي أن الناس العاديين والمزارعين الذين ليس لديهم تعليم جيد لا يفهمون تدمير مثل هذه الآبار للطبيعة من حولهم وكذلك تدمير مستقبل أطفالهم.
هذا التدمير هو خطأ الحكومة. لم يعرف الناس ما هي الآبار العميقة. ثم يزعمون أن نظام الزراعة في البلاد يستخدم 90 في المائة من موارد المياه. وكيف يمكن مع مثل هذا الاستهلاك للمياه أن الموارد الغذائية للبلد تعتمد بشكل أساسي على الاستيراد.
الآن بعد أربعين عامًا من الدمار لم تعد البلاد تمتلك الزراعة، ومعظم المزارعين يهاجرون إلى المدن، المدن التي أصبحت كالخلايا السرطانية في البلاد. فالتوازن الديموغرافي مشوش.
محطات الطاقة هي أحد القطاعات الرئيسية في الصناعة، ومحطات الطاقة التي شيدوها هي نوع من الخيانة لأنه تم حفر ما يصل إلى 20 بئرًا لمحطة توليد الكهرباء الواحدة. إن بناء محطات الطاقة المائية والحرارية تعتبر خطيئة، عندما تمتلك الدولة كل من ضوء الشمس والرياح.
يجب أن تنتقل المدن إلى مصادر غير تقليدية للمياه. كان أول مصدر غير تقليدي للمياه المستخدمة في العالم منذ 60 عامًا هو معالجة مياه الصرف الصحي، بدلاً من استخدام مصادر أخرى للمياه لتلبية احتياجات العاصمة.
المصدر الثاني غير التقليدي هو مسألة جمع مياه الأمطار. في همدان، مع هطول الأمطار الغزيرة، يمكن تلبية احتياجاتها من المياه بسهولة. يمكن لسطح تبلغ مساحته 10 × 20 مترًا في هذه المدينة تزويد هذا المنزل بالمياه لمدة عام كامل. ينتج هذا السطح 60 مترًا مكعبًا من المياه، وهو ما يتطلب أيضًا خزانًا صغيرًا. لم يتم ذكر مثل هذه المشاريع على الإطلاق ويقولون فقط أن الكثير من المياه يضيع.
كل من سيولد في إيران بعد 50 عامًا سيواجه بلدًا بدون مياه سطحية أو جوفية. بالطبع، قد يحدث هذا قبل ذلك.
لا يمكن إعادة تأهيل الأراضي الرطبة، حتى لو قالوا إن إعادة تأهيل الأراضي الرطبة هو أمر خاطىء. إنهم يدخلون مياه قصب السكر المليئة بمياه الصرف الصحي في هذه الأرض الرطبة. أو، على سبيل المثال، يُقال إن مستنقع كاوخوني هو ماتسبب في جفاف نهر زاينده. وهذا أيضًا ليس صحيحًا على الإطلاق، فسوء الإدارة هو ماتسبب في جفاف هذا المستنقع.
يؤدي هذا أيضًا إلى ارتفاع الغبار من المستنقع. وتقوم الحكومة برش البيتومين حيثما تحركت الرمال. ثم عندما يتم رش البيتومين في مكان ما، تبدو المنطقة بأكملها وكأنها محترقة، ويزداد معامل درجة الحرارة ويموت العديد من الكائنات الحية، بالإضافة إلى كون هذه المادة مسرطنة.
تمتلك إيران ما مجموعه حوالي 2800 من الأراضي الرطبة الصغيرة والكبيرة. تبلغ المساحة الإجمالية للأراضي الرطبة في البلاد ثلاثة ملايين هكتار، منها مليون ونصف المليون هكتار مسجلة كأراضي رطبة دولية في اتفاقية رامسر. هذه الثلاثة ملايين هكتار تعادل 30000 كيلومتر مربع؛ للمقارنة، إذا اعتبرنا مساحة طهران 750 كيلومترًا مربعًا، فإن مساحة الأراضي الرطبة في البلاد تبلغ 40 ضعف مساحة طهران. ومع ذلك، فإن الواقع اليوم هو أن العديد من الأراضي الرطبة جفت أو على وشك أن تجف.
هكذا يخون النظام في إيران بيئة البلد وطبيعته.