إیران: محاولات خامنئي لاستغلال الأزمة الأفغانية لاكتساب ميزة في محادثات خطة العمل المشتركة الشاملة- إن سقوط أفغانستان في أيدي حركة طالبان والاضطراب الذي صدم العالم في الآونة الأخيرة، قد أعطى نظام الملالي فرصة لاستخدام تلك الأحداث للضغط على الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، لكسب المزيد من نقاط القوة في محادثات فيينا.
لقد توقفت محادثات فيينا منذ ما يقرب من شهرين حتى الآن، ومع تغيير الحكومة في إيران ووصول الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، يبدو احتمال استئناف واختتام هذه المحادثات أكثر صعوبة من ذي قبل.
يعتبر نظام الملالي سقوط الحكومة الأفغانية وسيطرة طالبان على البلاد في صالحه، على المدى القصير على الأقل. لذلك فهي تدعم بحذر وبشكل غير مباشر التطورات الأخيرة، حيث أن الولايات المتحدة الآن في مأزق بفقدانها لمكانتها في أفغانستان.
وبالتالي، يمكنهم استخدام هذا الوضع لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن المفاوضات النووية، مما يجبر الولايات المتحدة على رفع العقوبات، ودون الاستسلام لمطالب الولايات المتحدة للتفاوض بشأن برنامج الصواريخ والتدخل في المنطقة.
إیران: محاولات خامنئي لاستغلال الأزمة الأفغانية
يعلم خامنئي أن كل اهتمام حكومة الولايات المتحدة الآن منصب على الانسحاب من أفغانستان، وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط دولية بسبب الانهيار غير المتوقع وغير المخطط للحكومة الأفغانية والاضطرابات الحالية في العاصمة كابول.
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، زاد خامنئي من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60٪ من خلال إضافة سلسلة أخرى من أجهزة الطرد المركزي لإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه إذا لم يتم الاستجابة لمطالب إيران، فلن يتبقى سوى القليل لزيادة التخصيب إلى مستوى إنتاج قنبلة ذرية.
تجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الإيراني قد تعرض للإفلاس الشديد والتفكك بسبب الفساد الحكومي المستشري فضلاً عن العقوبات الأمريكية. كما دفع التضخم، الذي بلغت نسبته 50٪ وكذلك الارتفاع الشديد في الأسعار، بأكثر من 80٪ من الإيرانيين تحت خط الفقر.
أدت البطالة وعدم القدرة على تحمل تكاليف الإسكان المرتفعة في المناطق الحضرية إلى دفع 40 ٪ من سكان الحضر إلى ضواحي المدن والعيش في مدن من الصفيح.
فيروس كوفيد- 19
بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المزري الذي جعل الناس أكثر فقرًا من أي وقت مضى، تواجه إيران حاليًا أكبر عدد من الضحايا بسبب جائحة فيروس كوفيد- 19 العالمية. وفقًا لإحصاءات موثوقة، وقع أكثر من 370 ألف شخص ضحية للمرض حتى الآن. على الرغم من أن النظام أعلن عن إحصائيات رسمية تزيد قليلاً عن 100000 حالة فقط، وفقًا للعديد من مسؤولي النظام، فإن العدد الفعلي يتراوح بين 3 إلى 3.5 أضعاف الأرقام الرسمية. تكافح إيران حاليًا مع الذروة الخامسة للوباء ويموت أكثر من 2000 شخص جراء الإصابة بفيروس كورونا كل يوم.
والسبب الرئيسي لهذا الوضع في المرحلة الأولى من الوباء، هو تكتم النظام وإنكاره لتفشي فيروس كورونا في إيران، كي لاتؤثر على انتخابات مجلس النواب التي كانت تجري حينها.
بينما اتخذت دول أخرى في العالم إجراءات لمواجهة انتشار الفيروس من خلال عزل المدن والمناطق المصابة، نفى خامنئي وصول الفيروس إلى إيران ولم يتخذ أي إجراء لحجر مدينة قُم حيث شوهدت أولى الحالات المشبوهة.