إیران:وسائل الإعلام الحكومية تحذر رئيسي من حالة الاضطراب في المجتمع- تعيش إيران أسوأ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تتضخم نتيجة لفساد النظام وسياساته الخاطئة. بالإضافة إلى أن البلاد تعاني من أزمة فيروس كوفيد- 19 المتفاقمة والتي كان من الممكن منعها إذا لم يحظر المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، استيراد اللقاحات الموثوقة في يناير/ كانون الثاني 2021.
مع تفاقم الأزمات المختلفة، تحذر وسائل الإعلام الحكومية من الانتفاضات الشعبية. تستمر هذه التحذيرات في الازدياد مع تولي الرئيس الجديد للنظام، إبراهيم رئيسي، مهام عمله.
وكتبت صحيفة ابتكار الحكومية، يوم الأحد “إذا فشلت هذه الحكومة فإن كفاءة المؤسسات بأكملها ستتعرض للخطر”. وأضافت الصحيفة “التحديات الكبيرة التي تواجهها حكومة رئيسي ليست بسيطة ولا هينة. أولاً، تواجه الحكومة عجزًا كبيرًا في الموازنة العامة. ثانيًا: انتشار فيروس كورونا والزيادة المرعبة في عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس.”
“ثالثًا: انخفاض التسامح لدى الناس. حيث فقدوا كل شيء. كما أن عدد هؤلاء المواطنين الذين ليس لديهم ما يخسرونه ليس بهين. وتحذر صحيفة ابتكار من أن أي ضغط على الناس من شأنه أن يولد حالة من الانفجار.”
إیران:وسائل الإعلام الحكومية تحذر رئيسي
وفي يوم الأحد، أكدّت صحيفة جوان اليومية الحكومية، وهي أحد المنافذ الإعلامية لقوات حرس نظام الملالي، على حالة التوتر في المجتمع الإيراني.
أثناء تذكير حكومة رئيسي بالاحتجاجات الإيرانية الكبرى في يناير/ كانون الثاني 2018، ألقت صحيفة جوان باللوم على الوضع الحالي على فساد الحكومة السابقة. وحذرت رئيسي من أن “أخطاء الحكومة السابقة يقفون لها بالمرصاد”.
وكتبت صحيفة جوان اليومية “لا يزال تحدي رأس المال الاجتماعي [لحكومة رئيسي] قائمًا. إلى جانب عملية تقليل أو زيادة التغييرات في رأس المال الاجتماعي والأحداث الاجتماعية-السياسية الداعمة أو المراوغة، فإن الثقة هي أحد أهم العوامل في تكوين رأس المال الاجتماعي. وبدون الثقة، لا يمكن تحقيق القضية المهمة لرأس المال الاجتماعي الحكومي.”
وحذرت صحيفة “شرق” اليومية الحكومية النظام بأكمله من عواقب استياء الناس من الأزمات الاجتماعية القاتلة.
وكتبت صحيفة شرق يوم الأحد “تبدأ حكومة (رئيسي) عملها في حين أن المجتمع الإيراني متورط في مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية المتطورة والمعقدة”.
وكتبت صحيفة شرق “الانتشار القاتل لفيروس كورونا له أيضًا عواقب إنسانية واجتماعية واقتصادية شاملة. فتلك القضايا ليست نتاج تصرفات حكومة بعينها، ولكنها نتيجة لسياسات البلاد المحلية والإقليمية والدولية في العقود الأخيرة، وكذلك الضغوط الخارجية على [النظام]، والتي أصبحت هي نفسها معضلة هيكلية معقدة.”
وأضافت الصحيفة “تؤثر هذه القضايا على الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى في البلاد. وبالتالي، تزداد أبعاد هذا التأثير على الناس والنظام بشكل يومي. في السابق، كان اتجاه الاحتجاجات الاجتماعية، مثل الاحتجاجات [الكبرى] في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، دليلًا على استياء الجمهور. أما الآن، فإن المشاركة المنخفضة للناخبين في الانتخابات [الرئاسية الصورية] الأخيرة ووجود عدد كبير من الأصوات الباطلة هي دليل على حالة عدم الرضا العام.”
وبينما اعترفت صحيفة شرق بالفساد المؤسسي للنظام، قامت كذلك بوصف إجراءات مثل “تسليط الضوء على بيوت الفساد المظلمة” والخلافات بين الفصائل و “المنافسة والمصالح السياسية العميقة” بأنها “متطلبات مرضية”.
أقرّت صحيفة شرق “لقد تجلى الفقر في جوانب مختلفة في البلاد. وقد نظر الخبراء مرارًا وتكرارًا في الزيادة في عدد الفقراء.
حيث يظهر الفقر الإقليمي والحرمان المزدوج في أجزاء من البلاد، بما في ذلك العديد من المقاطعات الحدودية، الوجود غير المرحب به للفقر في المجتمع. كما أن التهميش الواسع النطاق في المناطق الحضرية وأجزاء أخرى من البلاد هي جوانب أخرى من الفقر.”
كما حذرت صحيفة شرق النظام من أن “دراسة الاتجاهات التي تسبب الفقر وعدم المساواة في إيران أمر ضروري”. تسببت سياسات [النظام] في الفقر وزيادة الاستياء السياسي. تُظهر الدراسة الإحصائية للطبقات المشاركة في [احتجاجات إيران الكبرى] في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 بعض جوانب هذه القضية “. بعبارة أخرى، مع استمرار الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في إيران، تلوح في الأفق انتفاضة كبرى أخرى.