“العدالة” في عيون المرشد الأعلى للملالي- قال المرشد الأعلى للملالي، علي خامنئي، في اجتماع عُقِد في 28 أغسطس /آب 2021 مع حكومة رئيس النظام إبراهيم رئيسي: “الأساس الذي تقوم عليه الحكومة، هو إقامة العدل”.
جملة قصيرة فاجأت الكثيرين بسماعها من شخص يترأس حكومة تمارس كافة أنواع الجرائم في الداخل والخارج.
يعتقد المحللون أصحاب الرؤية الديمقراطية وحقوق الإنسان أن مثل هذا التعبير هو اعتراف بالوضع السيئ للنظام الذي يسعى إلى إيجاد مخرج من هذا الوضع، ويفسره آخرون على أنه “ظلم كبير”.
ثم أضاف خامنئي: “نحن (النظام) متأخرون في هذا المجال (العدالة). يجب أن نعمل بجد”. إنه ليس مخطئًا، ولكن ما يتحدث عنه خامنئي ليس تأسيس جمهورية ديمقراطية، فيما يخص العدالة والحقوق الاجتماعية وحقوق الأفراد، تتماشى مع تلك المقبولة والمطبقة في جميع أنحاء العالم، ولكنه يتحدث عن الفاشية والديكتاتورية الدينية التي جاءت بقاتل جماعي على رأس الحكومة الجديدة لتعويض تراجعها في مجال عدالتهم المنشودة، تلك التي شهدناها في القمع الدموي للاحتجاجات الشعبية الأخيرة.
لإعطاء تذكير مادي لتعريف العدالة في الطبيعة السادية النفسية لهذا النظام، يجب أن نعود إلى بداية عهد النظام.
يمكننا أن نكتفي فقط بالنظر إلى فترة الثمانينيات والتظاهرات السلمية في 20 يونيو/ حزيران 1981، ومراجعة أعمال أسد الله لاجوردي، الجزار الأكثر وحشية في تاريخ إيران.
كان لاجوردي هو الروح القاسية لهذا النظام، الذي كان لديه حساسية هستيرية ضد الحرية والأشخاص الذين حاربوا من أجلها. لذلك كان القتل ومذابح السجناء السياسيين من دواعى السرور بالنسبة إليه.
وأعرب عن اعتقاده بأن إبقاء السجين السياسي على قيد الحياة وسجنه ليس في مصلحة النظام، وبدأ مذبحة السجناء السياسيين المنتمين إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وغيرهم من طالبي الحرية في سجن إيفين سيئ السمعة.
“العدالة” في عيون خامنئي
استخدم لاجوردي سياسة الضغط الأقصى لسحق السجناء وإقامة ما يسمى بالوحدات السكنية المخصصة للنساء والتي كانت مخصصة للاغتصاب والقبور والتوابيت. كذلك، فإن الدعامة المطولة للأرق والجوع ومجموعة متنوعة من الضغوط النفسية ليست سوى أمثلة قليلة على التعذيب الذي يمارسه هذا المجرم الملقب بإيخمان إيران (أدولف أيخمان أحد المسؤولين الكبار في الرايخ الثالث والذي أشتهر بجرائمه ووحشته في التعذيب).
شخص أطلق عليه خامنئي “عزيزي” بعد وفاته. لذا فلا عجب أن يشكو خامنئي من تخلف نظامه عن الركب في مثل هذا النوع من العدالة.
قال لاجوردي ذات مرة: “بمجرد أن يثبت أنه قد شارك في المظاهرات، سنقوم بإعدامه على الفور، ولن نتردد في ذلك”.
و بحسب لاجوردي، شارك أكثر من نصف مليون متظاهر سلمي في مظاهرات سلمية في طهران في 20 يونيو/ حزيران 1981، بدعوة من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وتم اعتقال العديد منهم وإعدامهم خلال ثلاثة أيام .
في مذبحة عام 1988، تم إعدام أكثر من 30 ألف شخص خلال شهرين فقط من فصل الصيف. ومع تقدمنا بنفس معدل الإعدام وإرساء تلك “العدالة”، فإن عدد الإعدامات باستثناء التعذيب والاغتصاب، حتى الإعدامات للأطفال والشباب في عام 2009، سيكون أعلى بكثير من الرقم الذي أعلنه هذا النظام إذا كان قادرًا على إقامة “عدالة” لاجوردي.
وبالمثل شهدنا في انتفاضتي 2017 و 2019 تخلف النظام في إقامة العدل! ووفقًا للأرقام، كان من المفترض أن يصل عدد القتلى في عامي 2017 و 2019 إلى آلاف الأشخاص في غضون أسابيع أو أيام قليلة.
على الأرجح أن رئيسي، زميل لاجوردي وصديقه المقرب، سيؤسس هذه “العدالة” من خلال تشكيل حكومة الموت، وبالتأكيد في جميع شرائح المجتمع ، من خلال تنفيذ “العدالة” المزعومة.
الآن بدأوا جريمتهم بمساعدة فيروس كورونا وسيشهد العالم المزيد من الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.