أزمة الطاقة الإيرانية مستمرة في التدهور تحت إدارة نظام الملالي-الانقطاع غير المخطط له للتيارالكهربائيخلال فصل الصيف- على الرغم من حقيقة أن إيران احتلت المرتبة الـ 12 على مستوى العالم من حيث توليد الكهرباء العام الماضي، إلا أن السكان يواجهون انقطاعا للتيار الكهربائي بشكل منتظم وغير مخطط له خلال فصل الصيف.
بعد انقطاع التيار الكهربائي في 3 يوليو/ تموز، اندلعت هتافات “الموت لخامنئي” في شرق العاصمة طهران، الأمر الذي تسبب في صدمة حتى للسلطات الحاكمة.
انقطاع التيار الكهربائي
قال وزير الطاقة المنتهية ولايته في حكومة حسن روحاني، رضا أردكانيان، إن انقطاع التيار الكهربائي يعود إلى ارتفاع درجة حرارة الجو قبل أوانه وانخفاض هطول الأمطار.
قال محمد حسن متولي زاده، الرئيس التنفيذي لشركة توانير، في 23 أبريل/ نيسان، إن تقليص حجم المياه في خزانات السدود، ينتج عنه تقليل إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 40٪، وهو أحد العوامل الأساسية في نقص الكهرباء.
وفي الوقت نفسه، ألقى وزير الطاقة السابق، الذي ذهب إلى لجنة الطاقة البرلمانية لتقديم تفسيرات، باللوم على تعدين العملة المشفرة (البيتكوين) كسبب رئيسي في نقص الكهرباء. واشتكى من وجود 3600 مركز غير مصرح به لتعدين العملات المشفرة تستهلك 570 ميجاوات من الكهرباء.
محطات توليد الطاقة الحرارية
العديد من محطات الطاقة الحرارية، التي تولد ما يقرب من 80 ٪ من الكهرباء في البلاد والتي تستهلك معظم طاقتها الإنتاجية من قبل الحكومة، لا تتمتع بالكفاءة النظرية المطلوبة، وتعمل بدلاً من ذلك بجزء ضئيل من قدرتها بسبب التآكل أو المشاكل الفنية أو الإغلاق.
وفقًا للإحصاءات العالمية، تمتلك إيران متوسط استهلاك عالمي للفرد (حوالي 3 كيلوواط ساعة)، وهو أقل من متوسط الاستهلاك في البلدان المماثلة. في الواقع، فيما يخص نمو الاستهلاك السنوي للكهرباء، فإن نصيب الاستهلاك السكني هو الأدنى بين النمو السنوي لاستهلاك الطاقة مقارنة بالقطاعات الأخرى.
أزمة الطاقة الإيرانية مستمرة وتوليد الطاقة الكهرومائية
تتراوح كمية توليد الطاقة الكهرومائية بين 10 و 12 جيجاوات، وأكبر رقم قدمه النظام، والذي من المحتمل أيضًا أن يكون مبالغًا فيه، هو 14.5 جيجاوات.
لذلك، حتى لو قبلنا زعم الحكومة بانخفاض إنتاج الكهرباء بنسبة 40٪ نتيجة لقلة هطول الأمطار الذي أكدته الحكومة، فإن كمية الطاقة المستقطعة ستكون أقل من 6 جيجاوات، وهو ما يمثل عُشر إجمالي إنتاج البلاد.
هذا الوضع ليس نتيجة لحدث أو أكثر من الأحداث الطبيعية وغير الطبيعية، كما يدعي المسؤولون، ولكن نتيجة لسياسات النظام الغادرة في التجاهل الكامل للبنية التحتية للبلاد. ضع في اعتبارك السيناريو التالي:
لم يكن هناك استثمار أو ميزانية أساسية
لم يكن هناك ما يلزم من استثمارات ومخصصات في الميزانية لإنتاج الكهرباء، الأمر الذي كان من شأنه أن يسمح بزيادة سنوية بنسبة 5٪ في إنتاج الكهرباء لمواجهة الاستهلاك المتزايد.
قبل العقوبات الأمريكية في عام 2017، تم توقيع اتفاقيات إنشاء محطات توليد الكهرباء بقيمة 6 مليارات دولار تقريبًا مع شركات بلجيكية وصينية وألمانية، ولم يتم تنفيذ أي منها على الرغم من السيولة المتاحة في ذلك الوقت.
شبكة نقل وتوزيع الكهرباء في البلاد مهترئة نتيجة لقلة الاستثمار، وبالتالي فإن معدل فقدان الطاقة يصل إلى 12٪ وهو أمر لا يصدق. بمعنى آخر، يتم إهدار حوالي 10 جيجاوات من إنتاج الكهرباء في البلاد ببساطة بسبب حالة الشبكة الغريبة. وبحسب تقديرات الإدارة السابقة وتصريحات روحاني، فإن استثمار ملياري دولار سنويًا في توزيع الكهرباء وشبكة النقل، هو أمر ضروري للغاية على مدى السنوات العشر القادمة، وهو أمر لم يتم القيام به.
أزمة الطاقة الإيرانية مستمرة وتم إنفاق مئات المليارات على الطاقة النووية
في حين أن النظام الديكتاتوري أنفق مئات المليارات من الدولارات على الصناعة النووية على مدى العقود الثلاثة الماضية بحجة توليد الطاقة النووية، فإن الطاقة النووية تمثل حوالي 1 في المائة من إجمالي إنتاج البلاد.
وفقًا لاتفاقية باريس، لم يتم الوفاء بكمية إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، والتي تلتزم الدولة بالامتثال لها. كان من المفترض أن تولد الخطة الخامسة، التي شارفت على نهايتها، 4500 ميغاواط من الكهرباء من مصادرالطاقة المتجددة، بينما تم إنتاج أقل من 400 ميغاواط.
مع انخفاض الاستثمار والإدارة في صناعة الكهرباء، لا يمكن أن تؤدي جميع العوامل، التي ذكرها المسؤولون غير الموثوق بهم في النظام، مجتمعة إلى انقطاعات التيار الكهربائي التى نشهدها حاليًا.