الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

عندما تكون الإيديولوجية خنجراً مسموماً

انضموا إلى الحركة العالمية

عندما تكون الإيديولوجية خنجراً مسموماً

عندما تكون الإيديولوجية خنجراً مسموماً

عندما تكون الإيديولوجية خنجراً مسموماً

الکاتب – خالد الوحيمد

ما من مغامرةٍ حتى تكون هناك جدليةٌ واسعة النظير تستهدف الإنسان بشكلٍ مباشر، وتكون المعركة

معركة وجود، بل اتسعت الرقعة إلى أكثر من ذلك، وهي حرب الإبادة من كل جوانبها سواء الإنسانية أو

التراثية وحتى على صعيد التاريخ لم يسلم من تزويره وتشتيت الحقيقة من كل أبعادها.

 

وفي خضمّ الأحداث الراهنة وما يجري في الساحة السورية خاصة تحرير إدلب وغيرها من يد قوات

المعارضة، يستعد النظام السوري بدعم من نظام الملالي لخوض معركة منقطعة النظير، سيكون

ضحيتها سكان المنطقة العزل والمجردين من السلاح!

 

مازال النظام يخرق اتفاق الهدنة الروسية – التركية على المناطق المتنازع عليها، وهذا التجاوز لم يصدر

من بشار نفسه وإنما من نظام الملالي في طهران، حيث دعم نظام الأسد بمزيد من القوات في الآونة

الأخيرة للحفاظ على ماء الوجه بعدما تعرضت هذه العمائم للشتم والتنكيل من أهالي البصرة مما

أسفر عن حرق القنصلية الإيرانية.

 

لنفرض انتصر بشار وحرر جميع المناطق السورية على حساب دماء الأبرياء كيف ستكون حال الشعب

هل ستخمد ثورتهم؟ وهل سينسون ثاراتهم؟ ستكون الثورة مستمرة ومتجددة ليس ضد نظام بشار

وحسب، وإنما ستكون صرخة ضد الملالي، هذه الشياطين النتنة التي أرهقت شعوب المنطقة،

وأوقفت تقدمها بسبب تدخلها الجائر في العراق واليمن ولبنان.

 

لقد غرقت هذه الدول الأربع في وحلٍ من الأزمات لا يمكن ترميمها أو علاجها إلا بسقوط نظام طهران،

فهذه الأخيرة إن تخلت عن إيديولوجيتها سوف تسقط حالاً؛ لأن من أدبياتها التوسع الجغرافي وتصدير

الثورة الخمينية، لتشمل كل دول المنطقة. وهو ما وضحه الخميني في كتابه «الحكومة الإسلامية

وولاية الفقيه»، حيث كرس جهده في تطوير هذه النظرية حتى طبقها جزئياً في حياته عندما أسقط

شاه إيران العام 1979م.

 

هذا النظام لا يمكن أن يتراجع عن أفكاره ومخططاته، وإن تراجع قيد أنملة فيعد مخالفة صريحة لوصية

الخميني، وبهذه الحالة سوف ينهار على نفسه بسبب الأصوات المتطرفة المتمسكة بالنظرية. باتت

المسألة وجوداً، فإما أن أكون أو لا أكون خاصة بعد أحداث الربيع العربي، التي هيأت للملالي الوجود

العسكري والسياسي، وتعد فرصة سانحة لا يمكن التفكير بالتراجع عنها، إلا باستخدام الحيل وعملية الكر

والفر، حتى يتم تطبيق الجزء الثاني من النظرية وهو السيطرة التامة على مناطق النفوذ، ثم تبدأ في

فصلٍ جديد من تطبيق الجزء الثالث، وهي بدء السيطرة على الدول الأخرى.

 

لكن التوقعات تثبت يوماً بعد يوم أن هذا النظام كلما حاول التقدم في نظريته كلما بدت أدواته تتفكك

وتستنزف كل طاقاته، والمعضلة التي ترهق كاهله الحصار الاقتصادي والضغط الشعبي، فهو يصارع

كل هذه الأبجديات من أجل إثبات الوجود، وهي مغامرة فاشلة منذ بدايتها.

الریاض