الانتحار أصبح أمرًا عاديًا في المجتمع الإيراني- الانتحار هو نتيجة سلسلة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع الإيراني، حيث يتأثر كل فرد في المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر بفيروس كورونا ومشاكله.
في بعض الأحيان يكون الأطفال أو كبار السن أكثر عرضة لتلك الأضرار، على الرغم من اختلاف مقدار الضرر بين الناس، يعتقد العديد من الخبراء الاجتماعيين في إيران أن الآثار النفسية لفيروس كورونا، مثل الانتحار، قد بدأت للتو.
على الرغم من أنه على مدار العام ونصف العام الماضي، كان فيروس كورونا أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم المشكلات النفسية مثل تصاعد العنف، والعزلة الاجتماعية، والعنف المنزلي/ والانتحار، شأنه شأن العديد من الأحداث الأخرى مثل الزلازل، يتشكل التماسك الاجتماعي في أوقات الأزمات.
لسوء الحظ، في هذه الفترة لم يتشكل هذا التماسك، وقد نتخيل أنه في هذه الحالة يكون المجتمع نابض بالحياة والجميع يساعد بعضهم البعض، لكن فيروس كورونا لم يكن مجرد وباء أو مرض، بل جائحة هو أزمة اجتماعية ستظهر آثارها على الناس، حتى بعد انتهاء الوباء.
في الآونة الأخيرة، تم تدمير المجتمع الإيراني وتعطلت سبل عيش العديد من الناس بالإضافة إلى تدمير العلاقات والمناسبات الاجتماعية.
تتناقص مرونة الناس في المجتمع، بالإضافة إلى انخفاض مستوى التسامح الاجتماعي وكذلك مستوى التسامح بين الأفراد وبعضهم البعض.
نحن بحاجة إلى أن نفهم أن فيروس كورونا وحده ليس هو مايسبب الأزمة ويزيد من حدة العنف والانتحار، ولكن المشاكل الاقتصادية والتضخم والبطالة لها دورها الفعّال أيضًا في هذه العمليات.
تأثير الموجات المتعددة لفيروس كورونا على ارتفاع معدلات الانتحار في عام 2020
في عام 2020، ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن الانتحار مقارنة بعام 2019، مما يدل على أن الموجات العديدة للفيروس كان لها تأثير واضح على هذه الإحصائية.
في حالة الطوارئ الاجتماعية، خلال هذه الفترة، تشهد البلاد زيادة في العنف، مما يشير إلى أن عتبة التسامح لدى المجتمع أصبحت أقل وأن الأشخاص الذين لديهم معدل انتحار متوقع في الظروف الوبائية لفيروس كورونا يقررون الانتحار بشكل عاجل .
إذا فشلت سياسات الحكومة في إيجاد حل لإنهاء هذا الوضع المنهار، فستواجه البلاد بالتأكيد العديد من المشاكل، حيث أن الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا ليست وفيات طبيعية، ولكنها نوع من الموت ينطوي على ظروف اقتصادية وسياسية وحكومية.
من المعروف أن المحافظات الغربية من البلاد تواجه المزيد من حالات الانتحار بسبب الفقر وتمييز الحكومة أكثر من المحافظات الأخرى، لكن الدراسات الأخيرة التي أجراها النظام كشفت أن مركز الانتحار يتحول من غرب إيران إلى الوسط وأجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك محافظات كهكيلويه وبوير أحمد، وبندر عباس، ومركزي ، وكيلان، وطهران ومناطق أخرى مثل خراسان الشمالية.
إذا كانت هناك بعض المناطق الغربية من إيران تشهد حالات انتحار في الماضي، فقد انتقل الأمر إلى أجزاء كثيرة من البلاد الآن.
النساء الإيرانيات أكثر عرضة للانتحار من النساء الأخريات في العالم
بين النساء، ما يقرب من 71 بالمائة من ضحايا الانتحار تحت سن 40 سنة، وبين الرجال، 80 بالمائة من الضحايا تحت سن 40 سنة. لذلك، تظهر هذه الإحصائيات أن الانتحار خاص بالشباب في المجتمع الإيراني، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 40 عامًا. في إيران، كما هو الحال في بقية العالم، ينتحر الرجال أكثر من النساء، ولكن عند مقارنة الدول الأخرى، نجد أنه في إيران، فإن النساء أكثر عرضة للانتحار من النساء في أي مكان آخر في العالم.
انتقال الانتحار من الطبقات الدنيا في المجتمع إلى الطبقات الاجتماعية ذات الخبرة العلمية
انتقل الانتحار من الطبقات الدنيا في المجتمع التي كانت تعاني من مشاكل نفسية إلى الطبقات الاجتماعية ذات الخبرة العلمية وهذا عرض لأزمة إجتماعية، وهو أمر خطير على المجتمع، نظرّا لأن هؤلاء هم قدوة ومثال يحتذى به في المجتمع، ومثل هذه الحالات تؤدي إلى زيادة اليأس والقنوط وتؤدي إلى موت الحيوية الاجتماعية.
فساد الأنظمة المالية والإدارية يلعب دورًا رئيسيًا في الإحباط والانتحار
يلعب الفساد في الأنظمة المالية والإدارية دورًا كبيرًا في حالة الإحباط وفي النهاية الأفكار الانتحارية، فحينما يموت الأمل لن تجد سوى الانتحار. عندما يموت الشعور بالرضا والعمل الخيري والدعوة، سيحل مكانهم الانتحار.