لماذا لم يسافر إبراهيم رئيسي إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة- قال مجید تخت روانجي مبعوث النظام لدى الأمم المتحدة يوم الخميس، إن إبراهيم رئيسي، رئيس نظام الملالي، سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن بُعد، ولن يحضر الجلسة بشكل شخصي يوم الثلاثاء.
وفقًا لروانجي، فإن غياب إبراهيم رئيسي يرجع إلى تخوفه من فيروس كوفيد- 19، وهو ادعاء تم دحضه والاستهزاء به حتى من قبل وسائل الإعلام الحكومية. ومن المثير للاهتمام، أن رئيسي لم يكن لديه تحفظات على حضوره بشكل شخصي لمؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون، الذي عُقد في طاجيكستان الأسبوع الماضي.
منطقياً، كان النظام سينتهز الفرصة ليحضر رئيسه الجديد جلسة للأمم المتحدة مع قادة العالم الآخرين. كما كتبت صحيفة أرمان الحكومية في 18 سبتمبر/ أيلول، “في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، كان حضور جلسة الأمم المتحدة في هذا الوقت فرصة فريدة لايمكن فقدناها.”
فلماذا امتنع رئيس نظام الملالي عن حضور أحد أهم الأحداث الدولية السياسية الدولية؟ والأهم من ذلك، لماذا يفوت رئيسي فرصة إصلاح صورته بالوقوف جنبًا إلى جنب مع زعماء العالم؟
تتردد الكثير من الأحاديث حول آراء محللي النظام وما يثار في وسائل الإعلام الحكومية عن المعضلة التي يواجهها نظام الملالي في وجود قاتل على رأس الدولة.
لماذا لم يسافر إبراهيم رئيسي إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة
أشارت صحيفة جهان صنعت الحكومية إلى انتهاكات رئيسي لحقوق الإنسان، ولا سيما دوره البارز في إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، والتي أصبحت مصدر غضب وانتقاد من قبل السياسيين في جميع أنحاء العالم. وأضافت الصحيفة في 18 سبتمبر/ أيلول ”كتب ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين رسالة إلى [الرئيس الأمريكي/ جو بايدن] مطالبين بمنع إبراهيم رئيسي من دخول الأراضي الأمريكية.”
قال أحد المحللين نقلاً عن صحيفة جهان صنعت في محاولة للدفاع عن رئيسي، لكن كان لقوله ضررًا أكبر من نفعه، حيث قال: “وفقًا للقانون الدولي، لا يمكن اعتقال إبراهيم رئيس أي دولة لأنه متهم بارتكاب جرائم حرب”. في الواقع، أكد هذا المحلل أن رئيسه مجرم حرب.
وأعرب أحد خبراء القانون في المقال صراحة عن قلقه قائلًا: “ربما تكون ردود الفعل في بلدان أخرى [على رحلة رئيسي إلى نيويورك] من بواعث القلق مثل مظاهرات الإيرانيين المقيمين في الخارج. ستؤدي مثل هذه الأحداث إلى نتائج سلبية، وبطبيعة الحال، في ظل هذه الظروف، لن تستحق الرحلة تكاليفها.”
جاء ذلك في إشارة إلى التظاهرات التي دأبت المقاومة الإيرانية على تنظيمها في الأشهر القليلة الماضية، مطالبة باعتقال ومحاكمة رئيسي وغيره من مسؤولي النظام المتورطين في مجزرة عام 1988 وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية.
ما يجعل الوضع أكثر توتراً بالنسبة للنظام هو المحاكمة المستمرة لحميد نوري، مسؤول النظام الذي يُحاكم في محكمة سويدية بتهمة تعذيب السجناء السياسيين في الثمانينيات ودوره في مذبحة عام 1988.
أوضح الشهود الذين مثلوا أمام المحكمة وأهالي الضحايا الذين تقدموا بشكاوى ضد نوري أن الجناة الحقيقيين الذين يجب محاكمتهم ووضعهم خلف القضبان هم إبراهيم رئيسي، والمرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، وكبار مسؤولي النظام الذين دبروا مذبحة عام 1988.
كما نُقل في مقال صحيفة جهان صنعت عن أحد خبراء القانون قوله: “الظروف الحالية ليست مناسبة لمثل هذه الرحلة. على سبيل المثال، في الوقت الحالي، لا تزال محاكمة حميد نوري جارية في السويد، حيث تم ذكر اسم رئيسي عدة مرات … أعتقد أن ما دفع رئيسي ومستشاريه إلى تجنب حضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة هو تجنب التوتر المحتمل الذي قد يسببه المغتربون الإيرانيون … قد يرغب الإيرانيون الذين يعيشون في الخارج أو بعض المنظمات والمؤسسات في اتخاذ إجراءات ضده.”
لخصّت صحيفة جهان صنعت الأمر برمته بقولها: “إن الوضع الحالي في إيران وعلاقاتها مع العالم قد يجعل عدم حضور قمة عالمية أفضل من حضورها، وقد تدفعنا الأسباب السياسية وبعض الإجراءات الوقائية ضد القضايا الهامشية المحتملة إلى التخلي عن فوائد المشاركة في جلسة مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة “.
النظام عالق في مأزق. من ناحية أخرى، كان خامنئي في حاجة ماسة إلى تعيين رئيسي على رأس النظام للإبقاء على قبضته على السلطة في مواجهة المد المتزايد للاضطراب في المجتمع الإيراني. من ناحية أخرى، فإن تعيين الجلاد إبراهيم رئيسي كرئيس للنظام له مفاضلات عالمية لا يستطيع النظام التعامل معها. وفي الوقت نفسه، فإن المقاومة الإيرانية وداعميها في جميع أنحاء العالم مستعدون دائمًا لتحدي النظام على كل الجبهات، ومحاسبته على جرائمه الماضية والمستمرة وعدم السماح لمسؤوليه بالقتل بمجرد خروجهم من إيران.