النظام الإيراني…، ومشروع التشهير والتشويه ومجازر الإبادة الممنهجة ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية-
منظمة مجاهدي خلق ومدرستهم ومواقفهم السياسية
تأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في السادس من سبتمبر سنة 1965 من قبل مجموعة المهندسين الشباب المتنورين من خريجي كلية الهندسة بجامعة طهران ومن نشطاء الحركة الديمقراطية الايرانية الذين يمكن أن يقال عنهم إنهم فتية آمنوا بربهم وبوطنهم وبشعبهم إيمانا مخلصا لا شية فيه، ولم يكن لهم أي رغبة أو مسعى للوصول إلى السلطة، وكان دافعهم الى تأسيس المنظمة هو الإصلاح العام والتخلص من ظلم وبطش نظام الشاه، وسعى المؤسسون إلى تأسيس منظمة وطنية ديمقراطية آملين لها أن تكون قاعدة لبنية سياسية ديمقراطية تكون بديلة لحكومة الشاه، وكان لهؤلاء الشباب الملتزمين دينيا وقيميا ملاحظات على إساءة تفسير الدين، وكذلك إساءة استخدامه وتشويهه وبالطبع فإن هذا لا يروق لرجال الدين الذين يعتاشون من مدخل سوء التفسير وسوء الاستخدام هذا، وخلال نضالهم ضد الشاه تعرض المؤسسين الثلاثة للسجن الذي لم يمنعهم من الاستمرار في ممارسة نضالهم فصاغوا فكر وثوابت مؤسستهم منظمة مجاهدي خلق من خلال دراسة مستفيضة للتاريخ والمدارس السياسية المختلفة معتمدين على ثوابت وقيم الإسلام المحمدي الحقيقي الأصيل، وخلصوا إلى بناء منظمتهم ورحلوا عن الدنيا بعد أن اعدمهم الشاه تاركين ورائهم المنظمة التي ترونها ويراها العلم كله بعين كبيرة وكذلك يراها عدوهم اللدود نظام الملالي الحاكم في طهران، لكن عدوا كهذا لن يمتدح عدوه لكنه سيكيل له من الشر ما يعجز عنه ابليس ولكثرة ما يلعن الملالي ابليس اصبحوا اكثر منه براعة وحنكة، ولم يكن الملالي معادين لمجاهدي خلق منذ البدايات الأولى، فبدء العداء كان عند اكتشافهم للفكر والنهج الذي يتبعه مجاهدي خلق ويجمع كل فئات الشعب حولهم من المتدينين والديمقراطيين والمثقفين والتجار والنساء والشباب، وتلك القاعدة الشعبية الكبيرة التي كانت حول منظمة مجاهدي خلق كانت تخيف رجال لكنهم كانوا يأملون إبتلاعها وجعلها في فلكهم ولم يحدث ذلك، وقد طلب خميني من مسعود رجوي الشاب الذي احيي منظمة مجاهدي خلق بعد عدة مؤامرات احاطت بها .. طلب منه في أحد الجلسات الخاصة أن يعلن بأن العملية السياسية في ايران ما بعد الشاه ستكون مقصورة على التيارات الدينية فرد عليه مسعود رجوي بما قاله وتعهد به خميني نفسه سابقا وقال له (أيا حضرة الإمام ألم تقل بنفسك أن حرية ممارسة النشاط السياسي مسموح بها للماركسيين) فغضب خميني منه وترك المجلس وقد أساء في حساباته معتقدا بأن مسعود رجوي قد يجاريه وينفذ مطالبه طمعا في سلطة أو ما شابه ذلك، وارسل بعدها خميني لمسعود رجوي رسالة يقول فيها ما معناه كن تحت جناحنا ولك ما تريد من امتيازات السلطة فرفض مسعود رجوي ذلك، وكيف لا يرفض وهو يحمل قيم وثوابت تأسست بالتضحيات الجسام بدماء رفاقه الشهداء ومعاناة سجنه وسجن الكثيرين من أعضاء وأنصار المنظمة… والفارق كبير هنا هو عندما يكون مسعى المرء من أجل سلطة ومنافع وما شابه أو أن يكون مآثرا مضحيا بدمه وحياته من أجل الغير من أجل وطن وشعب وقيم ودين.
رجال الدين في ايران ومدرستهم ومواقفهم السياسية
فئات ممن لا يكادون يفقهون حديثا، وفقيههم لا يختلف عنهم كثيرا فرشد العقل البشري وتفقه أهل العلم لا يقودهم إلى الغي أو الضلال والجريمة أو الظلم والبهتان، وتلك العمائم التي على رؤوس بعضهم لا تنم عن علم أو تقوى أو رغبة في علم وتقوى وإنما هي وسيلة لبلوغ الغاية في حقيقة الأمر عند معظمهم ولم يكن الإسلام بالنسبة لهم إلا خطابا اقحموه بالسلطة فشوهوه، وأما ادعائهم بالولاء إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين ما هو إلا إدعاء يخلو من حقيقة عند أغلب رجال الدين.. فآل بيت النبي لم يخرجوا عن سنة ابيهم وجدهم ولم يخرجوا عن تعاليم الإسلام وقرآنه المجيد وأولى برجال الدين الذين يدعون هذا الادعاء أن يصدقوا فيما ادعوا وأن يبتعدوا عن الباطل ودعم الطاغوت فقوتهم كانت نتاجا لدعم الشاه لهم، وبقاء الشاه وطغيانه في حينها كان بدعمهم، ولا ننسى أن رجال الدين هم من اتهموا الدكتور مصدق رحمة الله عليه بالخيانة وقالوا انه خائن ومن يخون بلاده يجب أن يموت .. هؤلاء هم الملالي جمع ملا أي معلم الدين .. انتهازيون نفعيون وصيادي فرص يخبأون الشر تحت عمائمهم وفي صدورهم في حين يأمر الإسلام المحمدي بنقاء السريرة والدعوة للصلاح ونشر السلام والرحمة .. أما مدارس رجال الدين فلا مدارس لهم سوى أنهم ميكافيليون أكثر من الميكافيلية نفسها واستخدموا الدين كوسيلة لبلوغ الغاية ولا زالوا، ولن تجدهم على أي مدرسة من مدارس الاسلام، وحقيقة الأمر أنهم سلاطين برداء الدين ولم يحسنوا استخدام السلطة أيضا كي يدوم سلطانهم .. وها هو الدين بسبب نهجهم وأمثالهم مشوها ضعيفا، وها هو النشىء في العراق وايران مهدما روحيا ولا يمتلك أدنى المعارف الدينية التي تصون شخصيته وتعزز وجوده كإنسان… والتدقيق في الأوضاع الإجتماعية والسياسية والادارية في ايران والعراق واليمن ولبنان وكل ما تمتد اليه يد نظام الملالي المتسلطين في ايران يتضح للقاصي والداني طبيعة هذا النظام وحقيقته التي لا تمت للدين بصلة.. والاستعداد للمحاججة قائم.
الفرق بين المدرستين مدرسة الملالي وامتداداتها، ومجاهدي خلق وامتداداتها
الفرق بين المدرستين لا يحتاج الى جهد لإكتشافه فلمجاهدي خلق ثوابت عقائدية وفكرية ينتمون لها برسوخ، وثباتهم على مواقفهم وقيمهم في عهد الشاه وفي عهد ادعياءالدين يبين حقيقة امتلاكهم لمدرسة ذات ثوابت ومبادىء سياسية واخلاقية كلفتهم دماءا وتضحيات جسام، ولو أنهم ابدوا شيئا من المرونة مع توجهات خميني لكانوا هم حكام ايران منذ ذلك الحين، ومن يقوم على الإيثار ليس كمن يقوم على دعم الطواغيت واللهاث وراء السلطة مهما كان الثمن حتى لو كان الخروج عن الدين جملة وتفصيلا، لم تعد منظمة مجاهدي خلق أحدا بمدينة الاسلام الفاضلة التي وعد بها خميني ثم نقض العهد، وعد مجاهدي خلق بالنضال من اجل قيمهم الرامية الى اصلاح أمر شعبهم ووطنهم وقد فعلوا وتشهد لهم تضحياتهم بذلك.
كلا التيارين سواء كان الملالي أو منظمة مجاهدي خلق إسلاميين ذوي عقيدة واحدة لكن الأول مدعي ملأ الدنيا ضجيجا بإسلاميته التي لم يطبقها ولم يدركها ولم يحترمها ولم يصنها، والثاني سلك مسلكا راسيا دقيقا ينطلق من أن الدين المحمدي هو ثوابت من أخلاق وقيم ورحمة وتسامح وعدل ومساواة وقبول بالآخر فساروا بتلك الثوابت كبديهيات يومية تحولت لمنهج سلوكي راسخ ومدرسة ممتدة الى اليوم بثبات.
يٌتبع