40.000 إلى 45.000 حالة وفاة مبكرة في إيران سنويًا بسبب تلوث الهواء-عادة مايكون تلوث الهواء في موسم الشتاء حديث وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية كل عام. بحسب وزارة الصحة، فهو يتسبب في حدوث 40.000 إلى 45.000 حالة وفاة مبكرة سنويًا.
تعزو الإحصاءات الصادرة عن شركة مراقبة جودة الهواء في العاصمة طهران معظم تلوث الهواء في العاصمة إلى حركة السيارات والدراجات النارية.
وفقًا لآخر الإحصاءات المنشورة، فإن 70 ٪ من الجسيمات التي تسببت في تلوث الهواء في العاصمة طهران تأتي من المركبات. والتي كان تتجاوز كذلك نسبة 50٪ في السنوات الماضية.
ومن بين جميع المركبات، كان نصيب سيارات الركاب الشخصية من التلوث حوالي 1.4٪، وسيارات الأجرة ما يقرب من 1٪، والميني باص 4.2٪، والدراجات النارية 10.5٪، والحافلات العامة الحضرية 12.6٪، وحافلات القطاع الخاص 18.2٪، والمركبات الثقيلة 22.4٪.
تحتدم هذه المناقشات في العاصمة طهران خلال فصول السنة الباردة. عندما تحدث ظاهرة انعكاس الهواء، وتسجل عاصمة إيران أرقامًا قياسية جديدة لتلوث الهواء على مستوى العالم.
في غضون ذلك، تلقي منظمة البيئة اللوم على منظومة المعايير وأنها لا توقف إنتاج المركبات غير القياسية، وتقوم المنظومة برمي الكرة في ملعب شركات صناعة السيارات، بينما تقوم شركات السيارات بتمرير الكرة إلى وزارة النفط.
هذا لأنه، لسنوات عديدة حتى الآن، أعلنت منظمة البيئة أنه يجب إيقاف إنتاج المركبات غير القياسية.
فالسيارات التي لا تستهلك وقود أورو 5 تسبب تلوث الهواء. انتقد أمناء المنظومة مرارًا وتكرارًا منظومة المعايير لعدم إلتزامها بالتشديد على إنتاج السيارات القياسية. يقولون إن منظومة المعايير ليست صارمة بما يكفي مع شركات صناعة السيارات.
لا ينتبه صانعو السيارات الإيرانيون الخاضعون لسيطرة عناصر قوات حرس نظام الملالي إلى قوانين الدولة الحالية التي تطالبهم بإنتاج سيارات بمعايير أورو 5، الأمر الذي كان له تأثير على تفاقم تلوث الهواء في البلاد بشكل عام، وخاصة المدن الكبرى.
علاوة على ذلك، في السنوات الأخيرة تبنى النظام سياسات مختلفة في مجال مكافحة التلوث، لم يؤد معظمها إلى الحد من تلوث الهواء، مما يشير إلى أن حكومة النظام لا تهتم بصحة الناس على الإطلاق. فقد أصبح ارتفاع عدد حالات الإصابة بسرطان الرئة وهو السبب الرئيسي للوفاة في إيران.
منظومة المعايير لديها أيضا تفسيراتها الخاصة بها في هذا الشأن، فعلى حد قولهم، أنهم أعلنوا مرارًا وتكرارًا لشركات صناعة السيارات مسألة إيقاف خط إنتاج بعض أنواع المركبات، مثل برايد، وبيجو 405، ونيسان، لكن صانعي السيارات يقولون إن تكلفة إنتاج السيارات زادت بشكل كبير، وأن وقف إنتاج السيارات الأرخص في السوق سيجعل سوق السيارات غير متاح لكثير من العملاء الإيرانيين.
في ظل هذه الظروف، فإن صانعي السيارات، الذين لديهم جماعات ضغط قوية في الحكومة والبرلمان، بكل بساطة يرفضون إزالة سياراتهم الأرخص والأكثر مبيعًا ويتجاهلون صحة الناس.
على الجانب الآخر، يمرر صانعو السيارات الكرة إلى وزارة النفط، قائلين إن إنتاج البنزين أورو 5 في إيران يتم بكميات منخفضة للغاية، وعندما يكون إنتاج ذلك الوقود منخفض للغاية، فلا ينبغي لأحد أن يتوقع من صانعي السيارات تغيير أو إيقاف إنتاج سياراتهم التي تستخدم وقود أورو 4.
في هذا السياق، صرّح عباس كاظمي، مستشار بيجن زنكنه، وزير النفط السابق للحكومة، لوكالة 90 الاقتصادي “كل البنزين الذي تم تسليمه إلى محطات إمداد الوقود في العاصمة طهران منذ عام 2013 هو بنزين أورو 4، وأن تلوث الهواء في العاصمة طهران سببه زيادة الكربون في الهواء.”
وأضاف مؤكدًا: “في خطة التنمية الاقتصادية الخمسية، لا يوجد أي ذكر لتوزيع البنزين أورو 4 على شبكة النقل الحضرية، ومع ذلك، يتم شحن البنزين أورو 4 إلى جميع المدن الكبرى، وإلى جانب ذلك، لن تكون إيران قادرة على إنتاج البنزين من فئة أورو 5 خلال العشرين عامًا القادمة لأن المصافي المصممة في البلاد قادرة فقط على إنتاج البنزين من فئة أورو 4”.
تأتي مشاكل إنتاج البنزين من فئة أورو 5 في وقت تعتبر فيه جودة البنزين أورو 4 غموضًا خطيرًا. في هذا السياق، كان هناك العديد من التقارير حول نقص جودة الوقود القياسية المستخدمة في المركبات.
تم تصنيف التقرير الخاص بجودة البنزين المحلي والمستورد على أنه سري، ولم توافق الحكومة على نشره.
أسوأ ما في الأمر أن وزارة النفط في النظام تدافع عن إنتاج البنزين غير القياسي وتنفي مسئوليتها بشكل كامل عن تلوث الهواء.
رداً على نقص الوقود القياسي الذي يتم انتاجه في البلاد، عزا بيجن زنكنه، وزير النفط في حكومة حسن روحاني، تلوث الهواء إلى شركات صناعة السيارات، قائلاً:
“استهلاك الوقود في شاحنات نيسان بيك أب في البلاد مرتفع للغاية ويبلغ متوسط استهلاك الوقود حاليًا في شاحنات نيسان الصغيرة في البلاد حوالي 20 لترًا لكل 100 كيلومتر وقد توقف إنتاج السيارات في العالم منذ سنوات، لكن لا يزال يتم إنتاجها في إيران إلى الآن ”.
وبغض النظر عن هروب منظمات ومؤسسات النظام المختلفة من واجباتها وتحميل بعضها البعض مسؤولية تلوث الهواء، فالحقيقة أن الشعب الإيراني يعاني ويموت. كما أن المدن الإيرانية تعد من أكثر مدن العالم تلوثًا.