مجلس شورى الملالي يعترف بسوء إدارة كارثي لتفشي فيروس كورونا- في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي، ألقى برلمان الملالي انعكاسًا غير مسبوق على الإدارة الكارثية لتفشي وباء فيروس كورونا وتداعياته المحتملة.
وخلال الجلسة، قدمّت لجنة الصحة إلى المجلس تقريرها عن أداء فرقة عمل فيروس كورونا تحت إدارة روحاني. يستعرض التقرير بعض السياسات والقرارات الكارثية التي أدت إلى تفشي الفيروس في جميع أنحاء إيران. وجاء في مقدمة التقرير “الشعب الإيراني غير راضٍ عن أداء فرقة العمل الوطنية لفيروس كورونا، أو الوزارات، أو حسن روحاني نفسه … فقد تكبدوا خسائر لا يمكن تعويضها [من فرقة العمل]”.
في حين يجب النظر إلى التقرير في السياق الأوسع للمنافسات السياسية بين فصائل النظام المختلفة، إلا أنه يسلط الضوء على بعض الحقائق التي جعلت إيران مركزًا لواحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا على الصعيد الدولي.
من بين النقاط البارزة المذكورة في تقرير منظمة الصحة بشأن روحاني، ما يلي:
• إعطاء شعور عام بأن تفشي كورونا هو أمر طبيعي في نهاية العام الإيراني (مارس/ أيار 2021)
• تجاهل تحذيرات خبراء ومفتشين الصحة
• معارضة الحجر الصحي
• إدارة عملية استيراد وإنتاج اللقاحات بشكل سىء للغاية
• ادعاءات كاذبة حول انتهاء ذروة فيروس كورونا.
• ضياع الفرص الذهبية لتقييد رحلات النوروز، وفرض الإغلاق، والأهم من ذلك شراء واستيراد اللقاحات قبل الذروة الرابعة
• عدم وجود برنامج لاستيراد اللقاحات.
ويختتم التقرير بقوله: “بما أن قرارات وأفعال [روحاني] المثيرة للجدل وغير المهنية – أو عدم وجودها – أدّت إلى وفاة العديد من المواطنين وإلحاق الضرر بحياتهم وأموالهم وصحتهم العقلية … من الضروري أن يكون تم التعامل معها بشكل قانوني.”
وقد صدق المجلس على التقرير ووافق عليه بأغلبية الأصوات، وهو إقرار ضمني بالجرائم التي ارتكبها النظام. لكن ما لم يذكره التقرير والمجلس هو أن روحاني ما هو إلا جزء من المعادلة.
المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي هو الجاني الحقيقي، وأن روحاني مجرد بيدق ينفذ أوامره.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل روحاني، كان خامنئي هو من حاول تصوير تفشي الوباء على أنه أمر طبيعي وقال أن تفشي فيروس كورونا “مشكلة مؤقتة وليست خطيرة … دعونا لا نبالغ في الأمر”.
كان خامنئي هو الذي وصف تفشي فيروس كورونا بأنه “نعمة” و “فرصة”. كان خامنئي هو الذي أطلق العنان لفيروس كورونا في جميع أنحاء إيران، ورفض إنفاق جزء بسيط من ثروته التي تزيد عن 100 مليار دولار لمساعدة الشعب الإيراني على تجاوز تفشي المرض.
وكان خامنئي هو الذي حظر استيراد اللقاحات وأعلن في فبراير/ شباط، “حظر استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية”، وأشاد بدلاً من ذلك باللقاح غير الموثوق والخطير الذي تصنعه مؤسسات النظام.
في ضوء ذلك، فإن تقرير لجنة الصحة بالمجلس هو في الواقع حيلة لاستخدام روحاني كبش فداء لخامنئي، المجرم الحقيقي وراء تفشي فيروس كورونا. يأمل خامنئي أنه من خلال إلقاء اللوم كله على الرئيس السابق، يمكنه أن يبعد نفسه عن غضب الشعب الإيراني. لكن في الواقع، التقرير ليس سوى اعتراف بجزء بسيط من الجرائم التي تعود جميعها إلى خامنئي نفسه بأدلة لا يمكن إنكارها.