تقرير بشأن مشكلة الإسكان في إيران والمواطنون الذين يعيشون على أسطح المنازل
تعتبر قضية الإسكان من المؤشرات الرئيسية والمؤثرة في النمو الاقتصادي للمجتمعات. تشير التقارير إلى أنه من بين عدد من الصناعات المختلفة، يمكن اعتبار صناعة البناء هي الصناعة الرئيسية في إيران، نظرًا لأن البناء كان الصناعة الأكثر كفاءة وتقلبًا في السنوات الأربعين الماضية في إيران.
في السنوات الماضية، ارتفعت أسعار المساكن بشكل لا يصدق وأصبحت الآن مشكلة كبيرة للمواطنين الإيرانيين، وخاصة في العاصمة طهران. تشير الإحصاءات إلى أن الناس في العاصمة طهران ينفقون 50-60٪ من نفقاتهم على تكاليف السكن وحدها.
مع إضافة المساكن إلى سوق الأوراق المالية، أثرّت التقلبات على أسعار المساكن والإيجارات بشكل كبير، ولم تعد الأجزاء ذات الدخل المنخفض من المجتمع قادرة على دفع الإيجار. ولجأ البعض إلى استئجار منازل مشتركة مع أسرة أخرى أو استئجار أسطح المنازل.
في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، قال ناصر أماني، عضو مجلس مدينة العاصمة طهران، إنه قد مرّت 50 عامًا على عدم تحديث وثائق الإقامة. وأضاف أن الناس يؤجرون أسطح المنازل والطوابق السفلية والأفنية، بل ويقيمون في منازل مشتركة.
مشكلة الإسكان العمال
يتعرض العمال باستمرار لضغوط تتعلق بكيفية توفير الطعام لأسرهم، وتكاليف المدرسة لأطفالهم، وتلبية احتياجات أسرهم. يعود العمال الإيرانيون إلى ديارهم بعد يوم عمل شاق، مدركين أنهم في المنزل ليسوا مرتاحين وعليهم دفع إيجارهم المتأخر ومطالبة أصحاب العقارات ببضعة أيام أخرى.
لقد أقدم العديد العمال على الانتحار في الأشهر الماضية بسبب الفقر وعدم القدرة على تغطية نفقات عائلاتهم. يتراوح أجر العامل من 3-4 ملايين تومان (حوالي 106 إلى 142 دولارًا أمريكيًا) والتي، إذا تم دفعها في الوقت المحدد، ستغطي فقط حوالي 10 أيام من تكاليف المعيشة.
حلول فارغة لمشكلة الإسكان في إيران
في سبتمبر/ أيلول الماضي، أفاد البنك المركزي الإيراني أنه منذ العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 30.5 ٪ في أسعار المساكن. في 24 أكتوبر / تشرين الأول، كتبت وسائل الإعلام الحكومية أن وزارة الطرق والبناء الحضري الإيرانية قالت إن هناك مليوني منزل غير مأهول في إيران، وسوف تستخدم هذه المنازل لتحقيق التوازن في السوق، وخفض تكاليف المنازل.
في التقرير، أفاد فريد قادري، خبير الإسكان الإيراني، إن 70٪ من المواطنين في العاصمة طهران يعيشون تحت خط فقر الإسكان، وينفقون أكثر من 30٪ من دخلهم السنوي أو الشهري على الإسكان وحده.
ولكن مع الفساد المؤسسي في إيران، فمن غير المرجح أن تكون الدولة قادرة على حل مشكلة الإسكان للمواطنين الإيرانيين.
وعد رئيسي ببناء مليون منزل
وعد رئيس النظام، إبراهيم رئيسي، أثناء حملته الانتخابية، ببناء ملايين المنازل كل عام . كما صرّح وزير الطرق والبناء الحضري الإيراني إن بإمكانهم بناء أربعة ملايين منزل في أربع سنوات، وسيتعين عليهم بناء 2740 وحدة في اليوم للوصول إلى هذا الرقم.
إذا قسمنا هذا الرقم على 24 ساعة ، فهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك 114 منزلًا مبنيًا في الساعة الواحدة. لذلك، للوصول إلى مليون منزل في السنة، يجب بناء 114 منزلاً بالساعة.
هذا بينما قال سعيد محمد، وهو جنرال سابق في قوات حرس نظام الملالي، إنه سيبني مليون منزل، وستكون هناك حاجة لميزانية قدرها 500 تريليون تومان، وهو ما يعادل خمسة أضعاف ميزانية البناء في البلاد. حتى لو قامت إيران بضخ هذا الكم من الأموال، فسوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل التضخم، والذي حطمّ بالفعل الأرقام القياسية في السنوات الماضية.
هذا بينما في 3 أغسطس/ آب، قال رئيسي إن الحكومة لديها عجز في الميزانية بقيمة 450 تريليون تومان، ومعدل التضخم يزيد عن 44٪. لذلك، فإن الوعود الفارغة التي قدمها رئيس الملالي ليست فقط لا أساس لها من الصحة، بل إنها ستؤجج الغضب المتراكم في صفوف المواطنين الفقراء، الذين سئموا من حكم الملالي الفاسدين.