العراق: خيل ولي الفقيه المعطوبة تُصر على ميدالية ذهبية بالسباق
الانتخابات العراقية بين الواقع والمأمول
كان للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي دورا كبيرا في إفساح المجال للنظام الإيراني وقطعاته الأجيرة لأخذ مواقعهم والتمدد داخل العراق على حساب قيم الحرية والديمقراطية التي كان من المفترض أن تحل في البلاد بعد الإدعاء بالدكتاتورية والإستبداد ونمطية الحكم الشمولية، إلا أن تمدد النظام الإيراني وقطعاته الأجيرة تلك لم يكن بالبديل الذي يرجى حلوله بعد ذاك الإدعاء ذلك لأن ما تسوقه كهنة طهران من فكر ليس بالفكر الديمقراطي ولا بالفكر الديني الحر الأصيل الذي يعزز مبادىء والمساواة واحترام الإنسان لأخيه الإنسان بدلا من التطرف في النظرة اليه والتعامل معه، وبالتالي ما حل محل ما كان لم يكن له أي موقع من الإعراب ولم يضعه كاتب بل فرضته قوة ليقف على السطور بمقومات القوة والمال والعنف فوقف مهزوزا مرتعدا حتى يوافيه الأجل، وأجله هنا أجلين الأول أجل فرضه على الشعب بسطوة المال والعنف والسلطة والجريمة والترغيب والترهيب، والثاني أجل وجوده المادي في هذه الحياة، وهنا للشعب كلا الرغبتين أما الرغبة في زوال هذا المفروض من على السطور التي يتناسق معها ولا يدركها ولا تتقبله، أو الرغبة الثانية في أن يقضي الله أعمارهم وينجو الشعب منهم ومن شرور أنفسهم وأعمالهم سواءبالأجل الإلهي أو بثورة تشنق آخر من فيهم من الباطل على هذه السطور بأمعاء آخر كاهن مضل يمشون ورائه.
خمس تجارب إنتخابية بنيت على الباطل الكامن على السطور المغتصبة بفتوى كهنوت، كانت أربعة منها قد استقرت على تلك السطور الموبوءة بتلك الأوبئة وبفتوى الكهنة وبفساد المال السياسي المنهوب من قوت الجياع، والتجربة الخامسة يبدو أن الكهنوت قد تركها معلقة تتأرجح تائهة كالمعلقة ليس لإيمان بالعدل وإنما لأمر لا نعلمه ويضمره الكاهن في نفسه، وتراكمت آلام الشعب وازداد أنين سطور فرفضهم الشعب ورمت بهم السطور من العلياء القهرية إلى ما هو أعلى من مستواهم وقابلياتهم.
تقول بعض الإحصائيات الخاطئة أن 9 ملايين عراقي قد شاركوا في الإنتخابات العراقية وهذا أمر خاطىء تماما، في حين يدعي البعض الآخر بأن تعداد نفوس العراق 30 مليون نسمة وهذا يعني أن المشاركين بالإنتخابات يماثلون ما يقرب من ثلث نفوس الشعب العراقي، وهنا تكون نسبة الـ 9 ملايين المشاركين في الانتخابات نسبة مقبولة في حال توفر إقرار شعبي عراقي كامل بشرعية العملية السياسية بالعراق مع رغبة كاملة لدى ما لا يقل عن 98% من العراقيين العراقيين في المشاركة بالانتخابات، أما التقديرات الأدق في هذا الجانب فهي تقديرات لجان المراقبة الدولية التي قالت بأن نسبة المشاركة قد تصل إلى 41%، ومن المؤكد أن هذه النسبة قد شملت عسكر وميليشيات ومنتفعين وأرباب وظائف مقربين ومحيطهم وما شابه ذلك وبنسبة عالية جدا أي أن أكثرية من شاركوا بالانتخابات هم من تلك الفئات.
بالإنتقال إلى أحصنة السباق المريضة الأجيرة التي راهن عليها نظام الملالي رغم إدراكه بتفاقم مرضها إلا أنه أصر عليها من فراغ وليس من منطلق قناعات بهم، وهكذا هو واقع الحال افلاس متفشي في جميع مجالات الوجود .. إفلاس بالدين والقيم والأخلاق، وافلاس بالعلم والمعرفة، وإفلاس بصدق الموالاة والحلفاء، وإفلاس اقتصادي وسياسي وإداري، ويؤدي كل ذلك بالمحصلة إلى إرباك وتخبط وضياع والمطاردة بالمتردية في السباق لا لكفائتها ولكن لدمويتها واستعدادها لمزيد من الإجرام وينطبق الحال على مسرحية الإنتخابات الرئاسية في طهران والإنتخابات النيابية بالعراق فخليهم العرجاء المعطوبة بالعراق قد خسرت وتصر المعطوبة على الفوز.. وكيف تفوز المعطوبة بالإنتخابات في ظل مشاركة 41% من إجمالي نفوس العراقيين ويعتقد البعض أن ما حصلوا عليه في ظل نسبة المشاركة تلك أعلى بكثير من استحقاقاتهم فالكثير من أفراد ميليشياتهم والمحسوبين عليهم لم ينتخبوهم وحتى بعض الكهنة لم تعد تشعل البخور لأجلهم.
ختاما .. يُقال أن الحياء نصف الإيمان، فإن غاب الإيمان حضر نصف حياء ينم عن نصف إيمان، وفي حال خيل ولي الفقيه المعطوبة في العراق حضر الإدعاء بالإيمان مع فقدان الحياء وبالتالي لا إيمان ولا حياء