العراق يسعى لإخراج إيران من سوقه لتوفیر الطاقة
عدم شراء الطاقة خسارة لإيران
يواجه العراق مشاكل كثيرة بسبب استمرار العقوبات الدولية ضد الحكومة الإيرانية ويسعى لاستبدال الغاز والكهرباء المستورد من إيران.
قال خبير الطاقة مهدي كرمي بور إن العراق، مثل البلدان الأخرى، يفضل عدم التورط في المشاكل السياسية الإيرانية ويشتري ويستورد الوقود من بائعين آخرين قدر الإمكان.
وتابع في حديثه لموقع تجارت نيوز الحكومي: العراق بحاجة لغازنا لتزويد محطة الكهرباء بالوقود، ونحن نصدر الغاز للعراق. يحتاج العراق إلى الغاز لبناء من خلال بناء محطات طاقة جديدة. العراق يبني محطة لتوليد الكهرباء. لذلك، إذا قمنا بتصدير الغاز إلى العراق، فإن حصتنا من سوق الكهرباء العراقية ستنخفض.
وردا على سؤال عما سيحدث إذا لم نبيع الغاز للعراق، قال؟ إذا لم نبيع الغاز للعراق، سيحصل العراق على غازه من دول أخرى، وهذه اللعبة خسارة مضاعفة لإيران.
وتابع السكرتير السابق للغرفة التجارية الإيرانية العراقية المشتركة: “طبعا خروج إيران من سوق الغاز العراقي أمر واضح، لأسباب سياسية يفضل العراق تزويده بالوقود والبضائع من دول ليس لديها مشاكل سياسية. “
بسبب العقوبات الدولية، تبيع حكومة طهران وقودها وبضائعها بأسعار رخيصة ومخفضة للمشترين من أجل الاحتفاظ بهم.
يذهب نحو 80 في المائة من صادرات طهران من الكهرباء إلى العراق، والباقي إلى باكستان وأفغانستان.
جدير بالذكر أن رئيس الغرفة الإيرانية العراقية يحيى آل إسحاق، أبلغ طهران في وقت سابق عن ديون العراق التي تبلغ ديون العراق نحو 5 مليارات إلى 7 مليارات دولار. وهذا يعني أن طهران باعت الغاز والكهرباء التي يحتاجها العراق للبلاد بسعر أقل، والآن لم تتمكن من إعادة جزء كبير من هذه الدولارات إلى البلاد بسبب مشاكل مصرفية سببتها العقوبات الدولية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن العراق بسبب علاقاته الاستراتيجية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة يفضل عدم الشراء من إيران، وأن هذا الخصم لا يمكن أن يكون بديلاً للتجارة مع العراق، حيث يسعى العراق للتواصل مع دول العالم.
يذكر أن الحكومة الأمريكية منحت العراق يوم السبت الماضي إعفاء لمدة 120 يوما أخرى لشراء الكهرباء من إيران. وهذا يعني أن بإمكان العراق الاستمرار في شراء الغاز والكهرباء من طهران لمدة أربعة أشهر أخرى وعدم التعرض للعقوبات الأمريكية.
ديون العراق لطهران
وفقًا لمسؤولين حكوميين إيرانيين، فإن العراق مدين لطهران بأكثر من 7 مليارات دولار لشراء النفط والغاز، لكن طهران لم تتمكن من تحصيل الأموال بسبب العقوبات الأمريكية.
بموجب العقوبات الأمريكية، يودع العراق الأموال مقابل الغاز الذي تم شراؤه من إيران في البنك التجاري العراقي، ويمكن لطهران استخدامه لشراء السلع الإنسانية. ورغم أن العراق قال إن بإمكانه سداد ديونه بالدينار، فإن طهران تريد الدولار، وهو أمر شبه مستحيل في ظل العقوبات الدولية.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى في حديث لصحيفة “بغداد اليوم” يوم 30 نوفمبر إن “الغاز الإيراني المورد إلى العراق والذي يساهم بتشغيل محطاته بانحسار مستمر”.
وأضاف أن “مايصل من غاز إيراني ثمانية ملايين ونص مليون متر مكعب من اصل خمسون مليونا يفترض إرساله للعراق”، مشيرا الى ان “الخط الإيراني للكهرباء الممتد للعراق هو الاخر مقطوع بشكل كامل وان ماموجود من طاقة تجهز للمواطنين هو من الإنتاج الوطني فقط”.
يوفر العراق ثلث احتياجاته من الطاقة من خلال شراء الكهرباء والغاز من إيران.