إيران: حملة ربط العيون
في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة من قبل المواطنين الإيرانيين في مدينة أصفهان، احتجّ المواطنون على جفاف نهر زايندة رود في المدينة. حيث بدأت الاحتجاجات بمطالبة المزارعين بحقوقهم المائية. لكن أخيرًا، نظرًا لأهمية هذا النهر في حياة جميع المواطنين، انضمّ المواطنون من جميع الطبقات الاجتماعية للمشاركة في تلك الاحتجاجات.
وخوفًا من امتداد تلك الاحتجاجات إلى مناطق أخرى من البلاد، تدخل النظام بشكل وحشي مستخدمًا طلقات الخرطوش خرطوش ضد المحتجّين الأمر الذي تسبب في فقدان العديد من المواطنين لأعينهم، وذلك لأن النظام قد قررّ قمع الاحتجاجات التي قالها بـ “سعر أقل” على عكس الثمن الباهظ الذي دفعه بعد قمع احتجاجات نوفمبر 2019.
وسرعان ما أصبحت هذه العيون المفقودة رمزًا للتضامن والتعاطف بين الناس في جميع أنحاء البلاد. أظهر الكثير من الناس تضامنهم مع المصابين من خلال تغطية إحدى العينين برقع العين.
بدأت أمهات ضحايا احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 هذه الحملة، وسرعان ما أصبحت واحدة من الموضوعات الرئيسية لإيران على وسائل التواصل الاجتماعي. في وقت لاحق، انضمّ المتعاطفون في جميع أنحاء العالم إلى هذا العمل.
حملة ربط العيون
قالت تلك الأمهات: “أطفال أصفهان المصابون مثل أطفالنا، ولن نسمح بدفن معاناتهم”.
لقد خلقوا تقليدًا يسمى الآن ربط العيون. تعبر الصور ومقاطع الفيديو واللوحات الآن عن تلك الحملة.
حتى المعلمين والمدرسين الذين قاموا بعمل عدد من الاحتجاجات في الأيام الأخيرة، قد أظهروا تضامنهم من خلال تغطية أعينهم. وهذا يدل على أنه على الرغم من ادعاءات النظام بأن الاحتجاجات كانت مضللة من قبل المخربين والمتسللين من خارج البلاد، إلا أنهم كانوا جميعًا أشخاصًا عاديين وكانوا يقاتلون من أجل حقوقهم القانونية بشكل سلمي.
هذا التضامن هو رسالة واضحة للنظام بأنه مع القمع في أبشع صوره لن يكون قادرًا على منع انتفاضات الشعب، وفي الأيام والأسابيع والأشهر القادمة سيواجه المزيد من الاحتجاجات، وهذه المرة يجب أن نتوقع أن يقوم المحتجّين بالرد على قوات النظام.
ويذكرنا هذا التضامن بقصيدة “إنسان” الشهيرة للشاعر سعدي الشيرازي الذي قال:
“كل البشر أعضاء في جسد واحد،
فقد جاءوا جميعًا من مصدر واحد.
عندما يصيب الوقت أحد الأعضاء بالألم.
فلا يمكن لباقي الأعضاء أن تبقى ساكنة.
إذا كنت لا تتألم لألم الآخرين.
فلا تستحق لقب انسان “.
وهذا شيء يجب أن يخاف منه النظام لأن الشعب الإيراني متحد ولن يتركوا أبناء وطنهم وحيدين.
وألقى زعيم المقاومة الإيرانية، مسعود رجوي، في كلمة بعنوان “ما العمل؟” في ملعب أمجدية بالعاصمة طهران في 12 يونيو/ حزيران 1980، قال: فيه
“اعلموا أن كل يد تنفصل عن المجاهدين تنضم إليهم عشر أيادي وكل عين تعمونها لتبتعد عن المجاهدين يأتي إليهم مائة عين مبصرة وكل قلب تمزقونه من المجاهدين وكل رأس تكسرونها، سيحل محلها ألف قلب ورأس مبارك. هذا هو منطق الثورة ومنطق التوحيد ومنطق التطور ومنطق الإسلام وسنة الله في خلقه “.
يجب أن نضيف إلى هذه العيون عيون ضحايا هجوم النظام بالأحماض. يجب أن نضيف إلى هذه العيون، العيون التي فضلّت الإعدام وعدم التراجع عن طريق إيران الحرة في مذبحة عام 1988.
هذا هو الربط الحقيقي لعيون الشعب الإيراني الساعي للعدالة والحرية على مدى الـ 42 عامًا الماضية. حملة ربط العينين يبشر بصحوة عامة. كراهية عامة للديكتاتوريات والديكتاتوريين، إيذانًا ببدء فجر الحرية الحتمي.