سلسلة من الانتفاضات الشعبية وصراخ الرعب للاستبداد
بسبب نضج الظرف الموضوعي، تحدث الانتفاضات الشعبية واحدة تلو الأخرى. تصبح فترة هذه الانتفاضات أقصر وأقصر. يبدو الأمر كما لو أن مختلف تصدعات المجتمع الإيراني بدأت تتحرك بوتيرة متسارعة. التصدعات التي لكل منها زلازل وارتدادات خاصة بها.
وقاحة جهاز خامنئي الخاص
لقد اعترفت صحيفة كيهان، الصحيفة الموالية لخامنئي، على مضض بهذه الانتفاضات:
“ليس سرا أن المعلمين والمتقاعدين والعمال والمزارعين والفئات الاجتماعية المماثلة يعانون من مشاكل اقتصادية. ولا حرج في ذلك، ولكنه أيضا على حق ومن حقهم في نقل همومهم ومشاكلهم إلى المسؤولين”(كيهان. 15 ديسمبر).
الصحيفة اعترفت بأنه لا يمكن فعل شيء حيال هذه الانتفاضات، لكنها طالبت كذلك بأنه بعد أن تصل أصوات المتظاهرين إلى آذان قادة الحكومة، يجب معالجة هذه المطالب “قدر المستطاع”! قصدها أنه مثل أصفهان، يقول مسؤولو النظام، لقد سمعنا صوتكم، لكن لا يمكن فعل شيء.
لقد تجاوزت كيهان حدود الوقاحة، وتهكمت على كادحي هذا النظام، وأدانتهم باتباع “نهج نقابي بحت” وطلبت منهم عدم إهمال “المصالح الوطنية”!
“المصالح والمصالح الوطنية الكبرى”! هي اسم مستعار لخامنئي وكيان نظام ولاية الفقيه. لا يوجد نظام في التاريخ المعاصر لإيران قد خان المصالح الوطنية للشعب الإيراني مثل الملالي الخونة. إنهم لا يعترفون بشيء يسمى “وطني”. هذه الكلمة ليس لها مكان في قاموسهم.
وتهدد الصحيفة المحتجين قائلة إن مطالبهم تتسبب في “سيولة جديدة وتولد تضخم”! أي أنها تلوموهم على عجز الميزانية وطباعة النقود بدون رصيد.
سلسلة من الانتفاضات الشعبية وصراخ الرعب للاستبداد- خلق حالة ثورية
لا يقتصر الأمر على تجاوز حدود الوقاحة. الرسالة الرئيسية للصحيفة هي عدم التجمع وتحدي الأمن للنظام الكهنوتي!
وكتبت “هل السبيل الوحيد لرفع المطالب والمشاكل هو المسيرات في الشوارع التي لا يتحمل فيها أحد مسؤولية الانطلاق وأحداثها وتداعياتها، أم أن هناك أساليب أكثر حضارية وأكثر فائدة وأقل تكلفة؟” من المسؤول عن انحراف هذه التجمعات وركوب أعداء الأمة الإيرانية كلها على أمواجها؟ وأي جهة تدفع الثمن الباهظ لهذه الأمواج غير جيوب الامة الايرانية؟ (نفس المصدر)
وهنا نرى تشابك الظروف الموضوعية بالشرط الذاتي وخلق وضع ثوري للانتفاضة وإسقاط النظام. وهنا لا خيار أمام كتّاب خامنئي سوى الاعتراف بجاهزية الظروف الموضوعية في المجتمع، لكنهم يريدون منع ارتباط هذه الظروف بوحدات المقاومة ورواد الحركة المتمثلة في مجاهدي خلق. عندما يحدث هذا الارتباط، يمكن لحركة أي خلل اجتماعي أن تفعّل التصدع الأساسي، أي معركة الشعب ضد نظام ولاية الفقيه، وزعزعة أركان سلطة الملالي مثل انتفاضة تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
استراتيجية فعالة
إن ربط الظرف الموضوعي والشرط الذاتي وانبثاق وضع ثوري منه هو المهمة الأكثر إلحاحًا لوحدات المقاومة وشباب الانتفاضة. إذا كان النظام يكتفي بالحمى خوفا من الموت ويريد “أساليب مدنية أكثر فائدة وأقل تكلفة”! فيرجع سبب ذلك إلى توسع روح الانتفاضة والنشاط الذي خلقته عمليات وحدات المقاومة في المجتمع..
استراتيجية وحدات المقاومة هي السبيل الوحيد لإسقاط النظام الكهنوتي. لا ينبغي إعطاء فرصه لهذا النظام. يجب أن تستمر الانتفاضات المتتالية وسلسلة الانتفاضات. اليوم، أصبح الوضع في إيران أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للإطاحة بنظام ولاية الفقيه. وهذا ما يؤكده حراس النظام الثقافي بلغة مقلوبة.