تقرير جديد يعزز الحاجة إلى اليقظة المستمرة ضد المعلومات المضللة لنظام الملالي عبر الإنترنت
على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت هناك تقارير مختلفة تفيد بأن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية قد استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة لنشر نقاط الحوار التي تخدم مصالحها الخاصة، ولكن في السنوات الأخيرة، تجاوزت هذه الظاهرة استخدام الروبوتات وشخصيات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة لنشر معلومات مضللة عن نشطاء المعارضة المحليين، غالبًا عن طريق انتحال صفة أبرز المجموعات التي تدعو إلى تغيير النظام.
أدى نمو هذه الممارسة إلى إزالة آلاف الحسابات بواسطة مواقع فيسبوك وتويتر و انستجرام – وهو اتجاه تم تحديده علنًا لأول مرة في عام 2014 وما زال مستمراً حتى يومنا هذا. وتؤكد التقارير المتكررة عن عمليات الإزالة لتلك الحسابات، حقيقة أن اليقظة المستمرة ضرورية لمكافحة المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما في الوقت الذي يُقال إن قراصنة تابعين للدولة قاموا بتوسيع مهاراتهم مرارًا وتكرارًا وعززوا استراتيجيتهم في نشر تلك المعلومات المضللة.
في الحقيقة، ساهم هذا التنسيق والتقدم بلا شك في مساعدة تلك الحسابات والصفحات المخادعة والمزيفة على الانتشار بشكل عام، وبسرعة أكبر مما يمكن إزالتها. في أغسطس/ آب 2018، أفاد موقع فيسبوك أنه قد أزال مامجموعه 652 صفحة ومجموعة وحسابًا متورطًا في انتشار الدعاية والمعلومات المضللة نيابة عن نظام الملالي. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد تمت إزالة مئات الحسابات الأخرى في يناير/ كانون الثاني التالي، وتم حذف 513 آخرين في مارس / آذار 2019. بعد ذلك بوقت قصير، وجدنا أن موقع تويتر يمثل مصدر كبير للقلق، حيث تمت إزالة 2800 حساب مدعوم من نظام الملالي بسبب نشاط خادع في مايو/ أيار، كما تمت إزالة 4،779 حساب فقط في الشهر التالي.
في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن عمليات الإزالة المتتالية هذه، كانت شركات الأمن السيبراني تشارك أيضًا التقارير مع وسائل الإعلام العالمية حول النشاط غير الموثوق به بشكل عام، والمساهمات المتزايدة لنظام الملالي في هذا المجال على وجه الخصوص. ذكرت بعض هذه التقارير صراحةً أن فيسبوك وتويتر سيكافحان على الأرجح لتحديد الحسابات والمنشورات المشبوهة بسرعة كافية لوقف توسعها، كما سلطّ آخرون الضوء على مجموعة من التكتيكات التي يبدو أن النظام يستخدمها تتجاوز مجرد انتشار المعلومات المضللة.
ذكرت إحدى الشركات التي تُدعى FireEye في يونيو/ حزيران 2019 أن بعض الحسابات التابعة لنظام الملالي قد قامت بانتحال اسماء شخصيات سياسية بارزة في الولايات المتحدة الأمريكية بغرض الترويج للسياسات ونقاط الحوار التي كانت تصبّ في صالح النظام. كانت التكتيكات المتعلقة بانتحال الهوية هذه قد تم إنشاؤها سابقًا كوسيلة لتشويه نشطاء المعارضة الإيرانية من قبل نظام الملالي، لاسيما أولئك المنتسبين إلى الجماعة المؤيدة للديمقراطية الرائدة في البلاد، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وائتلافها الأم، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ساعدت أحد الرسائل المفتوحة التي نشرها عميل سابق لنظام الملالي في وقت سابق من العام في الكشف عن الحجم الهائل لجانب آخر من حملة التضليل الإعلامي التي يمارسها النظام. كان من كتب تلك الرسالة هو المدعو هادي ثاني خاني، الذي بعد أن غادر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، اتصل به عملاء مخابرات النظام على الفور وأقنعوه بالمشاركة في حملة تضليل بعيدة المدى تستهدف تلك المنظمة على وجه التحديد.
قام ثاني خاني بتفصيل هيكل عمليات وزارة الداخلية، والمبالغ التي تلقاها العملاء مقابل كتابة المقالات وإجراء مقابلات إعلامية بناءً على نقاط الحوار التي قدموها، والطرق التي تعاونت بها شبكته الخاصة – “المراسلين الأصدقاء” والأكاديميين لإنشاء نوع من حلقة التغذية الراجعة بين المحتوى الذي يتم انتاجه من قبل النظام والمنشورات وعروض البث التابعة للطرف الثالث.
بطبيعة الحال، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في تلك الحلقة، وأشارت رسالة ثاني خاني إلى أن كل شخص تم تجنيده في عمليات الدعاية مطلوب منه الاحتفاظ بحساب واحد على الأقل في كلٍّ من فيسبوك وانستجرام، والتي من خلالها شاركوا مقالاتهم الخاصة وكذلك نسخ مبتورة من نفس نقاط الحديث. كان من المتوقع أن ينتج كل من عملاء الشبكة ما لا يقل عن 12 مقالاً شهريًا، من شأنها عرض مزاعم كانت غير مواتية لحركة المعارضة، أو استنتاجات من شأنها تثبيط السياسات التي ربما كانت تدعمها.
لقد كشفت تحليلات الأمن السيبراني حساب ثاني خاني من خلال تحديد العديد من مواقع الويب الزائفة التي حاول نظام الملالي استخدامها لإضفاء جو من الشرعية على نقاط الحديث الداخلية. في يونيو/ حزيران 2021، تم التأكيد على التهديد الذي تشكله مثل هذه المواقع عندما استولت الحكومة الأمريكية على حوالي ثلاثين نطاقًا على الإنترنت بسبب دورها في نشر “المعلومات المضللة لصالح نظام الملالي”. بالطبع، تم ترحيل معظم المواقع المعنية ببساطة إلى خوادم مختلفة، لكن إزالتها من نطاقات الولايات المتحدة ربما قللّت من احتمال أخذها على محمل الجد كمنافذ إخبارية شرعية واستخدامها كمصادر من قبل المراسلين الخارجيين.
لقد نمت ممارسة انتحال الهوية التي ينتهجها نظام الملالي بشكل أكثر جرأة، كما يتضح من إنشاء حساب تويتر في يناير/ كانون ال 2021 الذي انتحل هوية الممثلة الأمريكية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سونا سامي، ونشر بيانًا يحث الإيرانيين على التجمع في البيت الأبيض أو مبنى الكابيتول. تمت إزالة الحساب المعني على الفور من قبل تويتر بعد أن تم الإبلاغ عنه من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نفسه، ولكن إذا كان التاريخ الحديث يشير إلى أنه سيثبت أنه واحد فقط من مئات إن لم يكن الآلاف من الحسابات المزيفة التي حاول نظام الملالي استخدامها خلال العام الماضي.
تفيد الرسالة السابقة التي شاركتها شركات الأمن السيبراني، بأن هادي ثاني خاني، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مازالا يعملان على تلك الأمور كما كانوا دائمًا: اليقظة المستمرة مطلوبة من أجل منع المعلومات المضللة التي ينشرها نظام الملالي عبر الإنترنت من إلحاق ضرر أكثر مما قد حدث بالفعل.