الموت البطيء لخليج الجُرجان في إيران، نبوءة أصبحت حقيقة
يعتبر خليج الجُرجان الإيراني أكبر خليج في بحر قزوين، وقد تشكل بسبب تحرك شبه جزيرة ميانكاله في جنوب شرق بحر قزوين.
تعتبر شبه القارة وكذلك المناطق المحيطة بها، بما في ذلك شبه جزيرة ميانكاله وأراضي جميشان الدولية الرطبة، مجمعات بيئية قيّمة.
أدّى تغير إدارة مشكلة الجفاف والمياه، بالإضافة إلى التغيرات في استخدام الأراضي الرطبة واستغلالها بشكل غير سليم، ودخول الملوثات الصناعية والزراعية والحضرية، والتدمير بسبب زيادة الضغط السكاني على الأراضي الرطبة، وتنفيذ مشاريع التنمية في غرب وشمال غرب الأراضي الرطبة، وكذلك الترسبات وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية، إلى آثار مدمرة على هذا النظام البيئي، لكن انخفاض منسوب المياه في بحر قزوين في السنوات الأخيرة هو أهم تهديد لخليج الجُرجان، والذي أثر على العديد من التحديات الأخرى.
كان رد الفعل البيئي لأكبر بحيرة على الأرض على العوامل المناخية خلال السبعين عامًا الماضية من النوع الذي أدّى إلى انخفاض منسوب المياه في بحر قزوين، الأمر الذي تسبب في جفاف مساحة كبيرة من البحيرة الساحلية لخليج الجُرجان.
في السنوات الأخيرة، نتيجة للجفاف المتزايد إلى جانب انخفاض المياه التي تدخل خليج الجُرجان، جفّت نسبة كبيرة من الخليج واختفت.
وفقًا لبيانات الهيئة الوطنية لرسم الخرائط الإيرانية، جفت أكثر من 27 بالمئة من إجمالي مساحة 400 كيلومتر مربع من خليج الجُرجان الدولي في السنوات الأخيرة، وزاد عدم اهتمام حكومة النظام بها من احتمالية زيادة هذه المساحة.
ويحذر الخبراء من أنه مع اختفاء التبادل المائي بين خليج الجُرجان وبحر قزوين سيتوقف خلال العقد المقبل ولن يبقى أي أثر لهذه المنطقة المائية باستثناء الصحراء.
لسنوات عديدة، تتدفق كمية كبيرة من مياه الصرف الصحي الزراعية وحتى المنزلية من المراكز السكانية الحضرية أو الريفية إلى خليج الجُرجان، مما يقلل من جودة المياه في الخليج، وقد تسبب في تراكم السموم من الأنشطة الزراعية على الشاطئ.
في الوقت الحالي، يبلغ مستوى المياه لقناة چپاقلی، باعتبارها الطريق الوحيد الذي يربط بين خليج الجُرجان وبحر قزوين، بضعة سنتيمترات فقط، ولا يمكن حتى لقارب تجديف المرور فيه، وهي سابقة فريدة من نوعها.
إن تجاهل هذه القضية يهدد حياة الملايين من سكان خليج الجُرجان في کلستان ومازاندران.
منذ عدة عقود مضت، إضافة إلى الاستفادة من مياه الأنهار المؤدية إلى خليج الجُرجان، فقد تبادل الخليج المياه مع بحر قزوين عبر ثلاث قنوات، الخزيني، وآشوراده، وچپاقلی، ودخلت آلاف الأمتار المكعبة من مياه بحر قزوين إلى الخليج عبر هذه القنوات الثلاث.
الموت البطيء لخليج الجُرجان
أدى تراكم الطين في قناتي الخزيني وچپاقلی كوصلة مائية لخليج الجُرجان وبحر قزوين وإهمال النظام لحل هذه المشكلة إلى خفض مستوى المياه في خليج الجُرجان وجفاف هذه المنطقة تدريجيًا.
بالإضافة إلى ذلك، تسبب تغير المناخ وبناء الهياكل المائية في مناطق المنبع من الأنهار في وصول تدفق المياه إلى خليج الجُرجان من الأنهار إلى أدنى مستوى له منذ عقود.
في فترة التسعينيات من القران الماضي، جفت قناة الخزيني وقناة أشوراده بشكل كامل، وباستثناء بضعة سنتيمترات من المياه من البحيرات المؤقتة، لا يوجد تبادل للمياه من بحر قزوين إلى خليج الجُرجان عبر هذا الطريق.
خليج الجُرجان، الذي وفر في القرون السابقة بما فيه من مياه وفيرة، الأرضية لإنشاء موانئ مثل جاز وتركمان، وزاد ازدهار هذه المناطق بشكل كبير، يعاني الآن من الجفاف منذ عدة سنوات ولم يبق من كل ذلك المجد شىء، فهو الآن يصارع الموت البطيء.
خليج الجُرجان بوظيفته الاقتصادية والبيئية هام للغاية في التكاثر المائي وجذب الطيور المهاجرة والحفاظ على دورة حياة بحر قزوين كما أن له دور مباشر وهام في معيشة المجتمعات المحلية.
يعد خليج الجُرجان أيضًا أحد أكبر خزانات المياه العذبة المتصلة ببحر قزوين ويعتمد بقاء العديد من الكائنات الحية في أكبر بحيرة على الأرض على ارتباطها بهذا الخليج.