الموقف الإيراني المهتز في المفاوضات النووية
القضية النووية الايرانية تدخل مرحلة خطيرة للغاية. تزداد حدة الصراعات بين نظام الملالي والحكومة الأمريكية ويتزايد القلق من أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أصبح مستحيلاً.
وفي وقت سابق، صرّح إنريكي مورا، ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات النوورية، إنهم يتحدثون عن أسابيع وليس أشهر للتوصل إلى اتفاق مع النظام، وفسّر المحللون هذه الفترة على أنها الفرصة الوحيدة المتبقية حتى لا تفقد خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 معناها وهدفها.
بعد مكالمة بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظرائه الأوروبيين في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وفي يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول 2021، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس:”ناقش معالي الوزير ونظرائه مخاوفهم المشتركة بشأن وتيرة التطورات في البرنامج النووي لنظام الملالي مع ضيق الوقت لعودة النظام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.”
وهذا يشير بوضوح إلى أن النظام قد دخل بالفعل مرحلة الأزمة وأصبح تمديد وقت المفاوضات مستحيلاً بالنسبة إليه.
على الجانب الآخر، فكل طرف جاهز لأي مفاوضات، ويلتزم كلا جانبي المفاوضات بوضع التنازلات التي يمكن تقديمها على الطاولة واللعب بأوراق الضغط التي يملكها كل طرف للتوصل إلى اتفاق. والطرف غير القادر على إبرام الصفقة هو صاحب اليد الدنيا في المفاوضات وليس أمامه سوى هذا الخيار.
وبقدر ما يجب أن يكون مبعوثو الدول المشاركة في هذه المفاوضات مغرمين بسياسة التهدئة مع هذا النظام، لا يجب أن يجلسوا خلف الطاولة لقبول مطالب هذا النظام بشكل أعمى.
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول، صرّح نيد برايس، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية قائلًا: “بالطبع، بدأت الجولتان الأخيرتان أيضًا باستفزازات نووية جديدة، ثم اتسمت في بعض الحالات، بمواقف غامضة وغير واقعية وغير بنّاءة من جانب نظام الملالي وفي أحسن الأحوال يمكننا القول بأن نظام الملالي كان يسعى لإبطاء وتيرة المفاوضات بينما يتسارع في تنفيذ برنامجه النووي. لقد كنّا واضحين جدًا أن هذا لن ينجح. يحتاج نظام الملالي إلى ممارسة ضبط النفس في برنامجه النووي وتسريع وتيرة المفاوضات في فيينا”.
حتى حلفاء النظام المؤقتون يعرفون أن هذا المسار الذي سلكه النظام خطير للغاية ومن خلال دعمهم للنظام فلن ينجو أي منهم من مخاطر هذا المسار. لذلك، فهم يتفقون جميعًا على أنه لا ينبغي السماح للنظام بالوصول إلى قنبلة نووية، ويجب منع ذلك بأي شكل.
وأضاف نيد برايس “طوال الفترة الماضية، أوضحنا أننا لا نجلس مكتوفي الأيدي. نحن نشارك بنشاط مع حلفائنا وشركائنا، كجزء من مجموعة 5+1، ولكن أيضًا خارج ذلك الإطار لإدراج شركائنا الإقليميين في البدائل المتاحة. ونحن مستعدون بشكل كامل لمتابعة هذه البدائل إذا أثبت نظام الملالي أنه ليس صادقا وثابتا في التفاوض بشأن العودة المحتملة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة.”
إنّ النظام بالفعل على أعتاب معضلة كبيرة. وعليه أن يختار بين الاستمرار بأقصى سرعة في برنامجه النووي للوصول إلى القنبلة الذرية أو قبول مطالب الدول المتفاوضة والجلوس والقبول بانهياره ومواجهة الاحتجاجات المتصاعدة.
الوضع حرج للغاية بالنسبة للنظام، لدرجة أنه يخشى إصدار أوامر قمعية بينما يتزايد عدد الاحتجاجات اليومية، والتي ستؤدي في النهاية إلى احتجاج على مستوى البلاد كما هو الحال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. وفي هذا الإطار، يستجدي العديد من عناصر ومسؤولي النظام رأس نظامهم لقبول المفاوضات والتراجع عن مطالبه المتطرفة.
وفي 28 فبراير/ شباط 2021، كتبت صحيفة جهان صنعت الحكومية اليومية أنه “مثل هذا الوضع هو بمثابة قنبلة موقوتة تمت زراعتها في مجتمعنا. إذا استمرّ النظام في التقليل من شأن هذا الخطر المحتمل، فإنه في اليوم الذي ستنفجر فيه هذه القنبلة الموقوتة، لن يتبقى شيء من (النظام)”.