الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران: هل حقق رئيسي شيئًا في روسيا؟

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران: هل حقق رئيسي شيئًا في روسيا؟

إيران: هل حقق رئيسي شيئًا في روسيا؟

إيران: هل حقق رئيسي شيئًا في روسيا؟

تتناقض الرحلة إلى روسيا بشكل صارخ مع شعار النظام المزعوم “لا غربية ولا شرقية”، المحفور على مدخل وزارة الخارجية. تؤكد رحلة رئيسي الأخيرة إلى روسيا أن النظام يحاول الخروج من القاع والإمساك بأي شيء يمكّنه من إنقاذ نفسه من الإطاحة به.

الاقتصاد الإيراني في حالة من الفوضى نتيجة سوء إدارة حكم الملالي، والفساد، وعدم الكفاءة، والعقوبات، ووباء كوفيد -19. حيث ارتفع معدل التضخم إلى حوالي 40 بالمئة والعملة الوطنية الإيرانية فقدت قيمتها بشكل سريع. كما تمتد الاحتجاجات الإيرانية من جميع مناحي الحياة في جميع أنحاء البلاد، والتي يستهدف خلالها الناس النظام بأكمله في هتافاتهم. يبدو مستقبل المحادثات النووية في فيينا قاتمًا بسبب ابتزاز النظام وموقفه المتطرف. باختصار، الوقت ليس حليف النظام.

في غضون ذلك، تحذر وسائل الإعلام الحكومية من انتفاضة شعبية أخرى. حيث حذرّت صحيفة مستقل في 19 يناير / كانون الثاني من أن “تسونامي الأزمات الاجتماعية سببّت حالة من الاستياء وعدم الرضا” وسيؤدي ذلك إلى “اندلاع مشاكل ضخمة” “يمكن أن تكون خطيرة للغاية وتؤدي إلى حالة من الانهيار”.

سخرالعديد من المتابعين للأحداث في إيران من سفر رئيسي إلى روسيا، ومن رحلة وزير خارجيته إلى الصين. وتسائلوا بسخرية عن شعار “لا غربية ولا شرقية”. رداً على ذلك، زعمت صحيفة “كيهان” الناطقة بلسان المرشد الأعلى في 19 يناير/ كانون الثاني: “في شعار” لا الغرب ولا الشرق، لا نتحدث عن الاتجاهات الجغرافية. كان هذا الشعار للأيام الخوالي “.

باختصار شديد، تصور رحلة رئيسي إلى روسيا مأزق النظام. لكن لا تزال هناك العديد من التكهنات المهمة حول الدافع وراء زيارته. أولاً، إن نظام الملالي بحاجة ماسة إلى المساعدة المالية، وعلى عكس الاتفاق النووي لعام 2015، فإن الحكومات الغربية ليست مستعدة لمنح أموال إضافية غير متوقعة للملالي. إلى جانب ذلك، لن يتم رفع العقوبات في المستقبل القريب. ولمنع الاختناق الاقتصادي، يجب على النظام أن يلجأ إلى روسيا لتوسيع عملياته التجارية.

لكن روسيا لا تستطيع أن تقدم حلاً لنظام الملالي، حيث تخضع روسيا نفسها لعقوبات دولية وتواجه تحديات اقتصادية خطيرة خاصة بها. لذلك، لن تخاطر بمساعدة النظام وتخاطر بمزيد من العقوبات أو تدفع الثمن الباهظ لانتهاك العقوبات المفروضة على نظام الملالي. في 15 يوليو/ تموز 2020، نقل موقع شان الحكومي عن إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس السابق للنظام، اعترافه بأن نظام الملالي “لا يعتقد أن روسيا والصين ستلتزمان بالعقوبات”.

ثانيًا، ربما تسعى روسيا إلى اكتساب ميزة اقتصادية وسياسية على إيران. وهناك تكهنات بأن الكرملين يريد بيع طائرات سوخوي المقاتلة لنظام الملالي لأن مصر والجزائر ألغت عقودهما بسبب العقوبات الأمريكية على روسيا.

النظام لديه مشاكل في التعامل مع الدول الغربية في المحادثات النووية. وبالتالي، ربما تسعى روسيا إلى استخدام علاقاتها مع نظام الملالي كوسيلة ضغط في أزمتها على أوكرانيا للحصول على تنازلات من القوى الغربية.

يمكننا القول بأن نظام الملالي سيكون الطرف الخاسر. لأنه، كما أبرزت صحيفة اعتماد الحكومية في 19 يناير/ كانون الثاني، “روسيا تهتم فقط بمصالحها الخاصة ولا يمكن الوثوق بها”. فالنظام لديه التجربة المريرة لروسيا في إدانة طهران في مجلس الأمن.

صرّح نعمت الله إيزدي، آخر سفير لإيران لدى الاتحاد السوفيتي في 19 يناير / كانون الثاني “كنّا نعتقد أن روسيا ستستخدم حق الفيتو ضد قرار مناهض لنظام الملالي في مجلس الأمن. لكنها لم تستخدم حق الفيتو على الإطلاق، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل صوتت ضدنا، كما رفضت على الأقل مغادرة اجتماع المجلس أو الامتناع عن التصويت.”

ثالثًا، يناور النظام في طهران الآن بسياسته “النظرة إلى الشرق” وسط المفاوضات النووية، ويتظاهر بأنه ينوي استغلال المشاكل الحالية بين القوى الغربية وروسيا والصين والانضمام إلى “الكتلة الشرقية”. والاصطياد في المياه العكرة.

هذا غير مرجح لأن النظام بحاجة ماسة إلى رفع العقوبات الأمريكية. يرسل المجتمع الإيراني المضطرب باحتجاجاته اليومية هذه الرسالة إلى نظام الملالي الهش بأنه ليس لديه وقت “للتجربة والخطأ” ، كما وصفته وسائل الإعلام الحكومية. إلى جانب ذلك، يقوم الخصوم الإقليميون للنظام بزيادة الضغط على الحكومات الغربية حتى لا تستسلم لابتزاز النظام النووي.

فكرة نظام الملالي بأن التجارة مع الصين وروسيا من الممكن أن تساعد 85 مليون شخص أو على الأقل مساعدة النظام في تمويل أنشطته غير المشروعة هي فكرة خاطئة بالمثل. يروّج وزير خارجية رئيسي لصفقة إيران والصين التي تبلغ مدتها 25 عامًا، ومع ذلك فإن الاستثمارات الموعودة لم تتحقق بعد، حيث كانت بكين مترددة في ضخ مبالغ ضخمة في بلد خاضع للعقوبات مثل إيران.

بعبارة أخرى، فإن سفر رئيسي إلى روسيا وسياسة “النظرة إلى الشرق” للنظام يشبه السقوط من المقلاة إلى النار. هذه السياسة ليست طفرة للنظام، فهي تحمل في طياتها يأس الملالي الذين يحاولون التشبث بأي شيء في متناول اليد مثل شخص يغرق في البحر. يواجه النظام مجتمعًا متفجرًا في الداخل وسكانًا يريدون تغيير النظام. هذه مشكلة لا تستطيع روسيا أو الصين حلها.