لوقف الإرهاب باسم الإسلام، يجب استهداف قلبه في العاصمة طهران.
بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم القرشي في غارة عسكرية أمريكية يوم الخميس 3 فبراير/ شباط، أكدّ الرئيس جو بايدن أن “هذا الزعيم الإرهابي المجرم لم يعد موجودًا”. وفي حين أن هذا النصر يستحق الإشادة، فهل انتهى الإرهاب تحت راية الإسلام؟
لقد وجّهت إدارة بايدن بالفعل ضربة كبيرة لإرهابيي داعش. لكن حربها ضد الإرهاب تقف في تناقض صارخ مع نهجها الضعيف تجاه الدولة الراعية الأكثر نشاطًا للإرهاب في العالم اليوم، حيث تحاول إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المعيب بشكل قاتل.
زودت صفقة عام 2015، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، الملالي بمجموعة كبيرة من الأموال مقابل مجموعة من القيود على برنامجهم النووي السري.
استخدم الملالي الحاكمون في إيران الأموال لمواصلة دعم نظام بشار الأسد المجرم، والتحريض على التطهير الطائفي في العراق تحت اسم محاربة داعش، وتمويل وتسليح حزب الله الإرهابي في لبنان، وتمويل وتدريب الحوثيين في اليمن، الذين تجاوزت أهدافهم السعودية الآن.
الإرهاب تحت راية الإسلام أصبح يشكل تهديدًا عالميًا، ولكن لا ينبغي أن ننسى من أين نشأ هذا التهديد. عندما أسسّ روح الله الخميني “الدولة الإسلامية” في إيران في فبراير/ شباط 1979، دعا صراحة إلى إنشاء هلال شيعي. لقد أضفى الملالي الطابع المؤسسي على تصدير “الثورة”، وهو تفسيرهم المتطرف للإسلام.
شنّ النظام حربًا مدمرة مع العراق لمدة ثماني سنوات، مما خلف ملايين القتلى من كلا الجانبين وألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية في كلا البلدين. وكان الخميني قد تعهد بمواصلة الحرب العراقية الإيرانية “حتى آخر طوبة لمنزل في العاصمة طهران”.
مات الخميني بعد فترة وجيزة من الحرب، لكن خليفته، علي خامنئي، واصل إرثه حتى يومنا هذا. شكلّ نظام الملالي فيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي (IRGC) خارج الحدود الإقليمية في عام 1989 لمواصلة سياساتها الحربية. قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة بطائرة مسيّرة عام 2020، هو العقل المدبر للعمليات الإرهابية لنظام الملالي في الشرق الأوسط.
لكن إرهاب النظام المستشري لم يقتصر على تلك المنطقة. يصادف الخامس من فبراير / شباط الذكرى السنوية للإدانة التاريخية لأسد الله أسدي، أحد دبلوماسيي نظام الملالي المقيم في فيينا، والذي خططّ لتفجير تجمع للمعارضة في فرنسا في عام 2018. قام أسدي بنفسه بتسليم القنبلة إلى شريكيه الآخرين، بينما تم القبض على عنصر ثالث في فرنسا. حكمت المحكمة في أنتويرب، بلجيكا، على أسدي وشركائه بالسجن لمدة تتراوح بين 15 و 20 عامًا، مؤكدة أن التفجير الفاشل كان علامة على “إرهاب الدولة”.
امتلأ المكان الذي كان أسدي على وشك تفجيره في فرنسا بحوالي 100 ألف إيراني ومئات من الشخصيات الدولية البارزة، بما في ذلك كبار المسؤولين الحاليين والسابقين، والعديد من المشرّعين الأوروبيين. لو انفجرت القنبلة، لكان من الممكن قتل أو تشويه العديد منهم إلى جانب آلاف آخرين
واصل نظام الملالي أنشطته الإرهابية منذ إدانة أسدي، وظلّت شبكة أسدي المنسقة في جميع أنحاء أوروبا كما هي.
على الرئيس بايدن وفريقه أن يتذكروا أن دبلوماسيي النظام الذين يسعون للقاء مباشرة لا يختلفون عن أسدي. تفاخر حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية النظام، بوقاحة بأنه سيواصل طريق سليماني.
لقد أوضح النظام المارق في العاصمة طهران أنه لا ينوي إنهاء مغامرته الإقليمية ولا يزال عازمًا على امتلاك قنبلة نووية. ولهذه الغاية، أنتج النظام معدن اليورانيوم المخصّب بما يتجاوز المستوى المسموح به في خطة العمل الشاملة المشتركة، والغرض الوحيد منه هو صنع سلاح نووي، بينما يتباطأ المسؤولون الغربيون في المفاوضات النووية ويترددون في معاقبة نظام الملالي على عدوانيته، يستهدف الحوثيون، وكلاء نظام الملالي، حلفاء أمريكا في المنطقة.
باختصار شديد، من دون محاسبة نظام الملالي، فإن مزاعم محاربة الإرهاب هي كلام فارغ. داعش هي النسخة السنيّة من نظام الملالي الإرهابي الذي يحكم إيران، والذي كان يعيث الخراب في المنطقة ويقتل الإيرانيين من خلال التذرع بالإسلام “الشيعي”.
يجب على الحكومات الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، أن تتبنى سياسة حازمة تجاه نظام الملالي. إن تزويد نظام الملالي بمكاسب غير متوقعة أخرى لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات في المنطقة. لا ينبغي إعطاء النظام أي تخفيف للعقوبات. على العكس من ذلك، يجب معاقبة الملالي على أفعالهم. يجب سحق رأس أفعى الإرهاب والأصولية الإسلامية في طهران.
سيؤدي عدم القيام بذلك إلى دفع الأبرياء في إيران والشرق الأوسط، وكذلك مواطني الدول الأخرى، الثمن الباهظ لصفقة سيئة مع نظام إرهابي ليس لديه أي وازع في تنفيذ هجمات إرهابية للحفاظ على حكمه.
أليخو فيدال كوادراس، أستاذ إسباني للفيزياء الذرية والنووية، كان النائب الأول لرئيس البرلمان الأوروبي من 2004 إلى 2007. وهو حاليًا رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة (ISJ) ومقرها بروكسل.