المساعي اليائسة لنظام الملالي للإفراج عن إرهابييه ومجرميه
أفادت وكالة أنباء فارس الحكومية في 19 فبراير / شباط أن وزير خارجية النظام حسين أمير اللهيان التقى وزيرتي خارجية بلجيكا والسويد على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
وبحسب وكالة فارس للأنباء، فإن الموضوع الرئيس للنقاش عبد اللهيان ونظيره البلجيكي كان وضع أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني الإرهابي الذي حُكم عليه بالسجن 20 عامًا بتهمة التآمر لتفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في فرنسا عام 2018، والتي لو لم يتم إحباطها في اللحظة الأخيرة، لكانت قد تسببت في سقوط آلاف الضحايا.
وفي اليوم نفسه، أفاد موقع وزارة الخارجية الإيرانية على الإنترنت أن أمير عبد اللهيان تحدث إلى وزيرة الخارجية السويدية بشأن حميد نوري، الجلاد السابق في سجن كوهردشت (كرج) والمتورط في مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي.
يُحاكم نوري حاليًا في محكمة ستوكهولم، حيث يدلي العديد من ضحاياه بشهادات مروّعة حول الفظائع التي ارتكبها هو وسلطات النظام الأخرى في سجون النظام. وبحسب الموقع، أخبر أمير عبد اللهيان نظيرته السويدية أنه “من غير المقبول أن تتأثر العلاقات بين البلدين بمؤامرات” منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
هذه الأحداث تؤكد حقيقتين رئيسيتين حول نظام الملالي:
بينما حاول النظام في البداية أن ينأى بنفسه عن هاتين الحالتين، فإن إدانة أسدي والشهادات التي أدلى بها أثناء محاكمة نوري أثرّت عليه بشدة. حيث أن كلا المجرمين يمثلان كل ما يمثله النظام، من الإرهاب، وانتهاكات حقوق الإنسان، وعدم احترام الحياة والقيم الإنسانية.
النظام مرعوب من نتائج وانعكاسات كلتا المحاكمتين لدرجة أن وزير خارجيته يتدخل علانية ويطلب إطلاق سراح المجرمين بعد أن ثبت فشل جهود أخرى – بما في ذلك التهديدات الإرهابية وأخذ الرهائن.
يعتبر الجهاز الدبلوماسي للنظام جزءًا لا يتجزأ من الشبكة الإرهابية وعمليات فيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي ووزارة الاستخبارات والأمن (MOIS). دبلوماسيو النظام، وسفاراته، ومنشآته الدبلوماسية الأخرى هم قنوات عمليات الإرهاب والتجسس التي يمارسها النظام.
وسابقاً، أثبت ملف صوتي مُسرب لوزير خارجية النظام السابق محمد جواد ظريف أن قوات حرس نظام الملالي تسيطر على سياسات النظام، لا سيما الاستراتيجيات الخارجية التي نتج عنها جرائم إرهابية عديدة في المنطقة والعالم أجمع. اعترف ظريف في الملف الصوتي بأنه نسق سياساته عن كثب مع قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي والعقل المدبر للإرهاب في النظام والذي تم قتله على يد القوات الأمريكية.
وفي وقت لاحق، وفي رد فعله على التسجيل الذي تم الكشف عنه، شددّ ظريف نفسه أيضًا على وحدة النظام وقال: “تقليص النقاش النظري بين جناحي القوة الخارجية للمؤسسة، وهو ما يعني الدبلوماسية والمواجهة، كذريعة لتعزيز الانقسام والخلاف بين العسكريين والدبلوماسيين الذين يناضلون من أجل النظام، ليس فقط قصر نظر ولكن في تناقض تام مع آرائي بأن الدبلوماسية والمواجهة يكمل كل منهما الآخر”.
مع تولي إبراهيم رئيسي الآن منصب رئيس النظام، أصبحت العلاقات بين وزارة الخارجية، وقوات حرس نظام الملالي، ووزارة الداخلية أكثر إحكامًا من أي وقت مضى. ويهيمن على حكومة رئيسي قدامى المحاربين في قوات حرس نظام الملالي، وأشرف أمير عبد اللهيان، وهو مسؤول اتصال بين قوات حرس النظام وفيلق القدس، كما أن له علاقات وثيقة بسليماني، على جهود النظام الإرهابية في العراق.
بعد اعتقال أسدي، هدد أمير عبد اللهيان بـ “صدمة” الدول الغربية إذا لم يطلقوا سراحه.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها النظام الضغط على السلطة التنفيذية لبلد ما للإفراج عن مجرميه. لكن يأسه النظام على الساحة الدولية يعكس قوتها المتضائلة في الداخل، حيث أن الإيرانيين وحركة المقاومة مصممّون على الإطاحة بالملالي مع استمرار احتجاجاتهم وانتفاضاتهم.