على الغرب أن يواجه نظام الملالي
أظهرت إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي أنهما قادران على فرض ضغوط سياسية واقتصادية كبيرة على الدول إذا أرادوا ذلك. وفرض كلاهما عقوبات واسعة النطاق على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، بما في ذلك تقييد وصول موسكو إلى أسواق رأس المال والأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي. لكن لماذا لا تطبق نفس السياسة تجاه نظام الملالي؟
في نهاية المطاف، فإن جمهورية الملالي هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. أثار التأسيس الديني لجمهورية الملالي والميليشيات التي تعمل بالوكالة والجماعات الإرهابية الصراع في العديد من الدول الأخرى وتم تنفيذ الاغتيالات والأنشطة الإرهابية لأكثر من أربعة عقود.
على سبيل المثال، تم اتهام وكيل إيران في لبنان، حزب الله، بتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تفجير 1983 لثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، والذي قتل فيه 241 جنديًا أمريكيًا، وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، وكذلك تفجير ملحق السفارة الأمريكية عام 1984 في بيروت.
كما تم اتهامها بأن لها دور في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة، والتي حكمت المحاكم الفيدرالية على نظام الملالي بدفع 7.5 مليار دولار لعائلات الضحايا. وبحسب ما ورد كان حزب الله وجمهورية الملالي وراء هجوم عام 1992 على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس، والذي قُتل فيه 29 شخصًا، وتم قصف المدمرة الأمريكية كول في عام 2000.
كما أن حكومة الملالي كانت وراء المساعدات لتنظيم لقاعدة قبل العديد من الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة. وجدت محكمة في نيويورك في عام 2011 أن: “حكومة جمهورية الملالي لديها تاريخ طويل في تقديم المساعدة المادية والدعم للمنظمات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة”.
وأضاف: “كانت جمهورية الملالي الدولة البارزة الراعية للإرهاب ضد الولايات المتحدة ومصالحها على مدى عقود عدة. طوال فترة التسعينيات – على أقل تقدير – اعتبرت جمهورية الملالي أن تنظيم القاعدة أداة مفيدة لزعزعة استقرار المصالح الأمريكية … ساعدت حكومة الملالي، بل وحرضّت وتآمرت مع حزب الله وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة لشن هجمات تفجيرية واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة من خلال استخدام آلية تسليم متطورة لشاحنات انتحارية مفخخة”.
بينما في أوروبا، تم إرجاع العديد من المؤامرات الإرهابية إلى نظام الملالي. أحبط مسؤولون أوروبيون في 2018 هجومًا إرهابيًا ضد مؤتمر كبير بعنوان ” من أجل إيران الحرة” في باريس. في فبراير/ شباط من العام الماضي، حكمت محكمة في بلجيكا على أسد الله أسدي، الموظف بسفارة نظام الملالي في فيينا، بالسجن 20 عامًا لدوره في الهجوم المخطط له.
في الشرق الأوسط، يمول النظام ويسلّح ويدعم مجموعة واسعة من الجماعات الإرهابية والميليشيات التي تنشر الفوضى في الدول الأخرى من أجل تعزيز المصالح الأيديولوجية والثورية والجيوسياسية لجمهورية الملالي. على سبيل المثال، الطائرات المسيّرة والصواريخ المتطورة التي تستخدمها مليشيا الحوثي لمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات على الأرجح تأتي من نظام الملالي، الذي اعترف بجماعة الحوثي الإرهابية باعتبارها الحكومة الرسمية لليمن.
استنادًا إلى تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير/ كانون الثاني 2021، هناك أدلة قوية على أن جمهورية الملالي هي المزود الرئيسي للأسلحة لجماعة الحوثي. كما أفاد تقرير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة:”تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الأفراد أو الكيانات في جمهورية الملالي تزود الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة”.
من الواضح أن نظام الملالي لطالما كان مصدرًا رئيسيًا للصراع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. الطريقة الوحيدة لمواجهتها هي ممارسة ضغوط كبيرة على الملالي الحاكمين على المستويين الاقتصادي والسياسي.