فضائح النظام الإيراني التي لا نهاية لها
خلال الأيام القليلة الماضية، كانت إحدى أكثر الأخبار في وسائل إعلام النظام الإيراني إثارة حول سفر ابنة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى تركيا لشراء لوازم المولود حفيد قاليباف، أو كما أشارت إليها وسائل الإعلام، “سيسمون غيت”.
كان رد فعل الشعب الإيراني محيرًا تمامًا لأن هذا الخبر غير ذي صلة تمامًا مقارنة بمئات حالات الاختلاس والسرقات الفلكية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها النظام. بهذا المنطق، لا ينبغي لهذه القصة أن تثير أي اهتمام.
وبحق، فقد أثار الكثير من السخرية والغضب من الشعب الإيراني، فضلاً عن الشتائم ضد النظام، حيث كانت القصة إحدى المناقشات الرئيسية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية. سخر الناس على وسائل التواصل الاجتماعي من ادعاءات قاليباف السخيفة بدعم الفقراء وأعادوا نشر قائمته المزيفة والمزورة للأصول والثروات، والتي قدمها خلال السباق الانتخابي الرئاسي في عام 2017.
حتى أن بعض الناس قالوا إن الرجال أمثاله وأسرهم ليسوا بحاجة للسفر إلى الخارج لشراء شيء على الإطلاق بينما يمكنهم بسهولة طلب البضائع بدلاً من ذلك. لقد توصلوا إلى أن القصة الكاملة لشراء أغراض الأطفال كانت تحريفًا لإخفاء شيء أكبر بكثير، مثل غسيل أموال النظام، حيث يتمتع مسؤولو النظام، مثل قاليباف، بتجربة مباشرة.
تتطلب معالجة مثل هذه المسألة أدلة ووثائق أخرى. ليس هذا هو الغرض من هذا النص، لكن من المؤكد أن دراسة أسباب رد الفعل الاجتماعي الواسع هذا أمر يستحق التحقيق.
واحدة من أكثر القواسم المشتركة عمقًا بين مسؤولي النظام هي دجلهم الذي لا يمكن تصوره، وهي خاصية مميزة ورثوها عن مؤسس النظام خميني.
في المقابل، من سمات المجتمع الإيراني النابض بالحياة رد فعله الفوري على تصرفات النظام. بينما وصل الناس إلى نهاية حبلهم، لم يتبق شيء في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لهذا البلد الذي يتم بثه ولا يثير رد فعل المجتمع.
الآن، إذا أضفنا إلى السمتين المذكورتين أعلاه قليلاً من إكسير “الحرية”، والذي هو نتيجة وصول الأشخاص المقيد إلى الإنترنت، فإننا نكتسب شيئًا غريبًا.
في حالة تخضع فيها جميع وسائل الإعلام التابعة للنظام للرقابة، فإن هذا الوصول الصغير إلى عالم المعلومات الحر، الذي يجد مخرجًا عبر الآلاف من حواجز النظام وفلاتره وعرض النطاق الترددي الضيق للإنترنت، يؤدي بشكل متزايد إلى إهانة النظام ويكشف عمق فسادها.
الآن، يمكننا أن نفهم سبب قيام المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ومسؤولي النظام بكل ما في وسعهم لتنفيذ ما يسمى بـ “خطة حماية الإنترنت“، لأن أي كشف عن فساد النظام وجرائمه يصبح تهديدًا مباشرًا للنظام.
الغالبية العظمى من الإيرانيين عاشت هذا النظام بلحم ودم، لكن الأمر استغرق الكثير من الوقت والتضحيات حتى يصلوا إلى هذا الموقف.
وقد أصبح هذا الأمر أكثر خطورة على النظام حيث أن العديد من أنصاره يتراجعون ويشككون في النظام بأكمله، خاصة وأن الكثير من الناس يكافحون من أجل البقاء، ولا يمكنهم حتى تحمل تكلفة رغيف الخبز، بينما يعيش معظم كبار مسؤولي النظام في البلاد عيشة راخية باذخة.