مايك بومبيو يقدم دعمًا بالغ الأهمية للمعارضة الإيرانية
وفقًا لما كتبته صحيفة يونايتد برس إنترناشيونال في 23 مايو/ أيار - بصفته وزير الخارجية الأمريكية رقم 70، ارتدى مايك بومبيو العباءة التي ارتداها توماس جيفرسون، الأب المؤسس الأمريكي ووزير الخارجية الأول، الذي أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
عندما قام بومبيو بزيارة رائدة إلى مقر حركة المعارضة الإيرانية الديمقراطية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ربما يكون قد تذكر أحد أشهر اقتباسات جيفرسون التي قال فيها: “عندما يصبح الاستبداد قانونًا، يصبح التمرد واجبًا”.
أمضى بومبيو خمس ساعات في معسكر أشرف 3 بمدينة مانز بألبانيا الأسبوع الماضي، وهو موطن للآلاف من أعضاء مجاهدي خلق، حيث التقى بزعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي.
نددّ بومبيو بالاتفاق النووي المعيب للغاية بين الرئيس السابق باراك أوباما ونظام الملالي. حيث قام الرئيس أوباما بتوقيع الاتفاق، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، في عام 2015 والذي مزقه الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو في عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من جانب واحد.
حيث صرّح بومبيو حين تم فيه تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة: “الاتفاق النووي مع الملالي المتطرفين في إيران ومجلسهم العسكري هو أخطر إجراء اتخذته إدارة أوباما حتى الآن.”
وتابع: “نتيجة تدفق مليارات الدولارات على نظام الملالي بعد خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن نظام الملالي قادر على زيادة دعمه لجماعات إرهابية مثل حزب الله”.
اتخذّت إدارة ترامب موقفا متشددًا ومبررًا ضد نظام الملالي، حيث نفذّت حملة “الضغط الأقصى” من العقوبات الاقتصادية الشاملة، كما أمرت بتوجيه ضربة بطائرة مسيّرة لقتل الإرهابي قاسم سليماني في مطار بغداد في 2 يناير/كانون الثاني 2020.
جاءت زيارة بومبيو على خلفية المفاوضات الجارية في فيينا، حيث تسعى إدارة بايدن جاهدة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، مع رفع العقوبات المفروضة على النظام بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وصرّح بومبيو: “أحد العوامل الخطيرة المفقودة في سياسة الولايات المتحدة تجاه نظام الملالي هو عدم وجود دعم سياسي للمعارضة المنظمة. لقد تجاوز النظام في طهران أقصى الحدود عند ارتكابه لمذبحة 30 ألف سجين سياسي، كانت أهدافهم الرئيسية وأغلبية ضحاياهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق. كما أنّ التهديد بالهجوم يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الإيرانية، حيث شنّ النظام مؤامرات إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة ضد قادة هذه الحركة.
“الآن، لتصحيح السياسة تجاه إيران، بغض النظر عمّن هو في البيت الأبيض، من الضروري للإدارة الأمريكية الوصول إلى المقاومة الإيرانية والاستفادة من قدراتها الهائلة. معسكر أشرف 3 هو أحد الأماكن التي يجب التركيز عليها. ”
وكان بومبيو حريصًا على الإشارة إلى دور رئيس نظام الملالي إبراهيم رئيسي في مذبحة عام 1988، التي تخضع لتحقيقات الأمم المتحدة. وأضاف بومبيو: “إبراهيم رئيسي، الجزار الذي دبرّ مذبحة عام 1988، هو الآن رئيسًا للنظام … من الواضح أن النظام في أضعف حالالته منذ عقود … لقد فشل رئيسي بالفعل. لقد فشل في سحق الانتفاضات في إيران أو كسر الروح النبيلة للمعارضة داخل الشعب الإيراني “.
استقبل رئيس الوزراء الألباني أعضاء المعارضة الإيرانية في عام 2014 بعد أن تم إنقاذهم من معسكر ليبرتي في العراق، حيث تعرضوا لهجوم مميت مستمر من قبل حكومة نوري المالكي، دمية الملالي، التي هددّت بالقضاء على المعارضة الإيرانية في العراق. تدخلت ألبانيا بشكل واضح ووافقت على السماح لجميع الإيرانيين البالغ عددهم 3000 شخص بالاستقرار هناك.
تسببت شجاعة ألبانيا في إنقاذ المعارضين الإيرانيين من العراق في رد فعل عنيف متوقع من نظام الملالي. حيث بدأ نظام الملالي على الفور في تعزيز سفارته في تيرانا، ونشر عشرات الدبلوماسيين بهدف رئيسي هو استهداف منظمة مجاهدي خلق.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2019، قام رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، بطرد سفير نظام الملالي في ألبانيا وسكرتيره الأول، وأعلن أنه شخص غير مرغوب فيه، وذلك نظرًا لأن “أنشطة تنتهك وضعهم الدبلوماسي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”.
فقد كانوا متورطين في مؤامرة لمهاجمة اللاجئين الإيرانيين في معسكر أشرف 3. كانت هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها الكشف عن مؤامرة تورط فيها عملاء إيرانيون في ألبانيا. وفي مارس/ آذار 2018، أحبطت الشرطة الألبانية هجومًا مخططًا بالقنابل على الإيرانيين المنفيين الذين كانوا يحضرون تجمعًا بعيد النوروز أو رأس السنة في تيرانا.
إن زيارة بومبيو من شأنها أن تتسبب في غضب مماثل في العاصمة طهران. وشددّ في خطابه على دعمه الصريح قائلاً: “أود أيضًا أن أشيد بالرئيسة المنتخبة مريم رجوي. حيث أنه تحت قيادتها الحكيمة، وضع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الأساس لجمهورية حرة وديمقراطية وذات سيادة في إيران. يجب أن نستمر في دعم الشعب الإيراني وهو يقاتل من أجل إيران أكثر حرية وديمقراطية بأي طريقة ممكنة”.
تزامنت زيارة بومبيو مع احتجاجات واسعة على مستوى البلاد استمرّت لأسابيع في البلدات والمدن في جميع أنحاء إيران، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بتغيير النظام والحصول على الديمقراطية. كما صرّحت رجوي لبومبيو أنه: “من خلال إلقاء نظرة خاطفة على الظروف الموضوعية واندلاع الانتفاضات المتتالية في إيران اليوم، يمكن للمرء أن يرى أن تغيير النظام يلوح في الأفق.
لقد قرر الشعب الإيراني بالفعل الدخول في المواجهة النهائية مع النظام. اليوم، نحذر مرة أخرى أنه لا ينبغي للمرء أن يتأخر. نقول أننا نستطيع ويجب علينا تحرير إيران والشرق الاوسط والعالم من الشر النووي للملالي”.
ستروان ستيفنسون هو منسق حملة من أجل تغيير إيران. كان عضوًا في البرلمان الأوروبي عن اسكتلندا (1999-2014)، ورئيس وفد البرلمان للعلاقات مع العراق (2009-14) ورئيس مجموعة أصدقاء إيران الحرة (2004-2014). وهو أيضًا رئيس لجنة البحث عن العدالة لحماية الحريات السياسية في إيران. بالإضافة إلى كونه محاضر دولي عن الشرق الأوسط ورئيس الجمعية الأوروبية للحرية العراقية.