مراوغة النظام العاجز عن التوقيع
واصل نظام الملالي مماطلاته في الرد على الخطة الأوروبية التي تم التفاوض حولها في فيينا مؤخرًا، وسط استبعاد الأوساط الدبلوماسية الغربية الموافقة الإيرانية، مع حلول الموعد النهائي للرد يوم الاثنين.
ظهر وزير الخارجية أمير عبد اللهيان قبل ساعات من حلول الموعد للتاكيد على عدم وجود مشكلة لدى نظامه في التوصل لاتفاق شريطة أن تكون “خطوطنا الحمراء محددة” مشيرًا إلى انه سيتم إرسال “مقترحاتنا النهائية كتابة” إلى الجانب الأوروبي بحلول الساعة 12 ليلاً، وهي اللحظة الأخيرة للفرصة التي منحتها أوروبا.
في وقت سابق على تصريح عبداللهيان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني إن الخطة نوقشت على أعلى المستويات وما زالت قيد المراجعة، مؤكدا على تحقيق تطور نسبي في المفاوضات.
إشادة كنعاني اقترنت بقوله إنه “كانت لدينا توقعات بوفاء الجانب الآخر ببعض الالتزامات ” واشارته إلى “القول بأننا توصلنا إلى اتفاق نهائي مشروط بضمان مصالح النظام ” يوحي بان الاتفاق ما زال بعيدا.
توضح التصريحات التي أدلى بها عبداللهيان بعد انتهاء جولة مفاوضات فيينا الأخيرة المحور الذي تدور حوله مناورات الملالي، فقد أشار إلى موافقة الجانب الأمريكي شفهيا على قضيتين، وطالب بإبداء المرونة في إحدى حالتين، وهي طلب نظام الملالي إغلاق ملف PMD سياسيًا من قبل الوكالة، الأمر الذي رد عليه روبرت مالي بأن الولايات المتحدة لن تمارس أية ضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الخصوص، حيث تشترط الوكالة الحصول على إجابات مقبولة فنيًا من النظام لإغلاق الملف، الأمر الذي يتجنبه الأخير كي لا يتم الكشف عن برنامجه لصنع القنبلة الذرية.
وسائل إعلام النظام كانت أكثر مباشرة من مسؤوليه في الكشف عن النوايا الحقيقية للملالي حيث أفاد موقع “نورنيوز” التابع لمجلس الأمن الأعلى بأن النظام أعلن بوضوح أنه لا يعترف بأي نص أو اقتراح كنص نهائي.
يدلّل موقف النظام الذي عبر عنه كبار مسؤوليه ووسائل إعلامه، وإشارات التحفظ والخطوط الحمراء على نية الاستمرار بوضع العصي في الدواليب، فهو غير قادر على الموافقة أو الرفض، بعد تاكيد الجانب الأوروبي على الانتهاء من النص النهائي وإغلاق الباب أمام إدخال تعديلات أو تغييرات، وإعلان الجانب الأمريكي بوضوح قبوله بالخطة واستعداده للتوقيع عليها في حال القبول الإيراني.