إيران: دواء باهظ الثمن، حياة بشرية رخيصة
عند إلقاء نظرة على المعدات والأسلحة التي يستخدمها نظام الملالي ضد شعبه لقمع احتجاجاتهم، يمكننا الكشف عن النفقات الهائلة اللازمة لضمان استقرار حكمه.
مع استخدام قوات الأمن التابعة للنظام في كثير من الأحيان رذاذ الفلفل ضد المتظاهرين، يعاني العديد من المصابين بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى من نقص الأدوية المناسبة لمساعدتهم على التعافي من هذه الهجمات. وقد أفادت وسائل إعلام النظام مؤخرًا أن الستيرويد فلوتيكازون، المستخدم في علاج مرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، أصبح نادرًا وعندما يتوفر يكون بأسعار باهظة للغاية.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصبحت الأدوية في جميع أنحاء إيران شحيحة للغاية وارتفعت تكاليف العلاج بشكل كبير، مما ترك آلاف الأشخاص على شفا الإفلاس بسبب تكاليف العلاج.
في مايو/ أيار، كان الأنسولين شحيحًا للغاية مما عرّض حياة مرضى السكر في جميع أنحاء البلاد لخطر كبير. وبشكل مضلل، وعد نائب رئيس قسم الغذاء والدواء في جامعة أصفهان للعلوم الطبية بأنه سيقوم بحل هذه المشكلة. وصرّح في تقرير نشرته وكالة أنباء الطلبة الحكومية يوم 7 مايو/ أيار “لا نقول ليس لدينا أي مشاكل أو نقص في الأدوية، لكن الأوضاع تتحسن. كان الناس يبحثون عن الأنسولين. ولا تزال هناك عناصر غير متوفرة بكميات كافية “.
لم تكن المشكلة فقط التكلفة العالية وندرة الأدوية. فقد أدّت سياسة النظام اللاإنسانية بإلغاء سعر صرف العملة المفضل البالغ 42 ألف ريال إلى زيادة أسعار الأدوية. لم يعد جميع الأشخاص الذين يعيشون الآن في فقر تقريبًا قادرين على تلبية احتياجاتهم.
بينما كتبت وكالة الأنباء الحكومية إيلنا، نقلاً عن رئيس منظمة الغذاء والدواء في النظام، بهرام دارایي، في 21 مارس / آذار، أن “الأدوية المستوردة، زادت أسعارها حتى 6 أضعاف، بينما ارتفعت أسعار الأدوية المنتجة محليًا بنسبة 30 إلى 100 بالمئة، اعتمادًا على سعر عملة توريد المواد الخام ”.
بينما كان الوضع لا يطاق بما يكفي للعديد من المرضى، تم نشر أخبار تصدير الأدوية إلى روسيا من قبل وسائل الإعلام الحكومية للنظام.
في 16 أكتوبر/ تشرين الأول، كتب الموقع الإلكتروني الحكومي والمُرتبط بمنظمة ترويج التجارة التابعة للنظام، “أعلن رئيس منظمة تطوير التجارة أن الأدوية الإيرانية يتم تصديرها إلى روسيا. فتح انسحاب الشركات الغربية من روسيا بسبب العقوبات سوقًا مناسبة للشركات الإيرانية يمكن استغلالها. والآن تم إبرام اتفاقيات جيدة فيما يتعلق بتصدير الأدوية المضادة للسرطان”.
النظام يؤذي المواطنين بأي طريقة ممكنة لضمان بقائهم في مكانهم. في العام الماضي فقط، أدى سلوك النظام في منع استيراد لقاحات فيروس كورونا إلى خسائر في الأرواح لأكثر من 500000 شخص، ولا تزال إيران اليوم واحدة من الدول القليلة في جميع أنحاء العالم التي لا تزال تعاني من هذا الفيروس.
وحاول مسؤولو النظام نفي هذا الخبر خوفًا من رد فعل الشعب في وضع تشهد فيه البلاد احتجاجات يومية. في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، كتبت صحيفة “تجارت” الحكومية: “مؤخرًا، قال سجاد إسماعيلي، مستشار منظمة الغذاء والدواء، إنه لن يمنح تراخيص تصدير لأي شركة لتصدير الأدوية الإيرانية حتى يتم تلبية الاحتياجات المحلية. وفي هذه الأثناء، تحديدًا في 16 أكتوبر / تشرين الأول، بينما أشارت وسائل الإعلام عدة مرات إلى نقص الأدوية، تحدث نائب وزير الصناعة والتعدين والتجارة عن التخطيط لتصدير الأدوية إلى روسيا”.
وأضافوا: “مع كل هذا، فإن السؤال هو ما إذا كان التصدير إلى روسيا له ما يبرره في الوقت الذي تواجه فيه البلاد نقصًا في الأدوية”.
وفقًا لتقرير منظمة الشفافية والعدالة، هناك نقص في أكثر من 200 مادة صيدلانية في إيران، منها 80 في مرحلة شديدة الخطورة. في الوقت نفسه، أعلن أحد أعضاء مجلس شورى النظام عن زيادة أسعار الأدوية بنسبة 700 بالمئة.
وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، كتبت صحيفة “أفتاب” اليومية الحكومية: “إن سعر الأدوية يرتفع بنسبة 700 بالمئة، وإمكانية وصول الناس إلى الأدوية وصلت إلى مرحلة حرجة للغاية. فأولئك الذين خلقوا هذا الوضع يبحثون عن أرباح كبيرة”.
