الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مئة يوم مضت على تأجج أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية ـ الإنتفاضة ودوافع قيامها وتأججها  

انضموا إلى الحركة العالمية

مئة يوم مضت على تأجج أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية

مئة يوم مضت على تأجج أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية ـ الإنتفاضة ودوافع قيامها وتأججها  

مئة يوم مضت على تأجج أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية ـ الإنتفاضة ودوافع قيامها وتأججها  

الكاتب: د.عيد النعيمات / نائب برلماني أردني 

لمفردات الدين تأثير كالسحر خاصة عندما يتم توجيهها من قبل محترفين يعرفون أين يعزفون بها ويوجهون عزفهم إلى مجتمع مسلم محافظ يميل إلى التصوف كالمجتمع الإيراني، ومؤكد أن السواد الأعظم من المجتمع وهم الأكثر بساطة سيتأثرون بخطاب السحر هذا في بداية الأمر. 

لقد كان خطاب كبير ملالي طهران وسيلة من الوسائل الإحترافية التي قفزوا من خلالها على الثورة الوطنية الإيرانية سنة 1979 فحصدوا ثمار الثورة الدستورية، وثمار النهضة التي أوجدها وزرع أُسسها  المرحوم الدكتور محمد مصدق، وثمار دماء الشهداء الذين رووا الأرض من أجل الخلاص من دكتاتورية الشاه، واستتب الأمر في نهاية الأمر للملالي وكبيرهم بالزور والكذب والخداع والدم أي بالباطل وما بُني على باطل فهو باطل ومرفوض ومصيره ومصيرهم الزوال حتى وإن طال عليهم الأمد، ولكل مفردة من تلك المفردات (الزور – الكذب – الخداع – الدم) معناه، ولكن لمفردة الدم معنى آخر وهو حجم وقسوة الضريبة التي دفعها ولا يزال يدفعها الشعب من أرواح أبنائه بنات وبنين في السابق والحاضر واللاحق، وهذا أن الدين المترتب على نظام الملالي بعد تأجج الإنتفاضة الحالية وقد تكون الأخيرة لم يعد مجرد حقوق (حرية – كرامة – وازدهار) بل أصبح في الأمر قصاصا بالغٌ أمره لا محالة، ومن يتمعن شعارات  المنتفضين في كل مكان بجميع أنحاء إيران يجد أنها تتضمن أن القصاص هدف من أهدافها ومن هذه الشعارات التي تتضمن القصاص هي : (سأقتل ..سأقتل كل من قتل أخي / أختي) لقد أصبح للشعب متراكم من الدماء في رقاب تلك الفئة الحاكمة التي تخشى وترتعد هي الأخرى من سوء العاقبة مع الشعب وتعلم ما في عنقها من دماء، وقول بشر القاتل بالقتل أمر لا مفر منه ويقره الباري عز وجل بقوله (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قُتِل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) وبما أن عجب هذا الدين وهذا الزمان الملالي لم يلتزموا بحد الله في أول الآية فعليهم تحمل عاقبة ذلك وفق أخر الآية. 

كل من كتب عن الثورة الإيرانية بإنصاف وأنا أقتفي أثرهم كتبوا بأن الإنتفاضة الحالية مرحلة من مراحل الثورة الإيرانية التي لم تتوقف منذ عام 1979 وحتى اليوم وأن هذه المرحلة قد تأججت بسبب القتل  وانتهاك الحرمات والأعراض علنيا دون أدنى إعتبار أو خوف أو حياء علما بأن المساس بحياء وعرض النساء عند المسلمين جميعا أشد من القتل، وعلى الرغم من ذلك فقد بات الإعتداء على بنات الناس في الشارع أو قتلهن أو المساس بكرامتهن وأعراضهن أمرا طبيعيا لدى أجهزة الدولة المسلحة بفتاوى كبيرهم ومن تلاه على عرش المعبد، وكذلك مسلحة بالصلاحيات قبل البنادق والنيران، وهذه حقيقة على المتلقي والقارىء الكريمين أن يدركانها ويتقيدا بها حقا وانصافا، وباختصار شديد اختصر الشعب الإيراني كل مطالبه وهي كثيرة اختصرها بعد هدر الكرامة في مطلب واحد إلا وهو إسقاط من قام وبُني على باطل (إسقاط النظام) وهذا هو المصير الطبيعي لكل بناء على هذه الشاكلة بالإضافة إلى أنه أصبح الأن مطلبا شعبيا مطلقا.   

مئة يوم مضت على تأجج أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية  

مئة يوم مضت من عمر الإنتفاضة الوطنية الإيرانية لم يدخر النظام وسعا في كل يوم من أيامها مقدما قواته غير التي لم تعد تؤمن به كقرابين عنه إلى محرقة الإنتفاضة لتهلك ويبقى هو بحسب ظنه،وقد قدم قوى النخبة لديه لقمع ودحر الإنتفاضة وقد فشل وخاب وخابت قواه النخبوية على الرغم من الإجرام وسفك الدماء والقتل؛ قتل الأطفال والنساء والخطف ولم يعد يتجرىء بوقا من أبواق سلطته على التقدم والتصريح بتصريحٍ ميداني خشية أن يتمرغ أنفه في وحل الإنتفاضة كمن سبقه. 

لم تمضي المئة يوم المنقضية من الإنتفاضة الإيرانية دون ثمن للحرية المنشودة فقد أنضم مئات الشهداء نساءا ورجالا وأطفالا وشبابا .. وطلبة وأطباء ومهندسين ورياضيين وإلى قوافل شهداء الحرية والكرامة شهداء الحق، وقد شهدنا في هذه المئة الماضية جرائم تبكي الصدور وتعتصر لها القلوب والأفئدة ولا نعلم أي البشر هؤلاء الذين يحطمون رأس فتاة صغيرة أو يفقأون عين الأخرى ويكسرون ذراعها ويحلقون شعر رأسها، أو يتخذون من إطلاق النار على الأطفال واغتصاب الفتيات منهجا لتركيع الشعب وكبح جماح الإنتفاضة. 

لن يقبل كل حر ابي على هذه الأرض بما جرى ويجري من انتهاكات وجرائم، وقد يطغي الباطل في حقبة أو مرحلة ما لكنه لن يعلو على الحق. 

ومعا ويدا بيد من أجل السلم العالمي.