الانحياز لنظام الملالي
يحتفل أبناء الوطن في بلادنا، ومعظم الجماعات المتنوعة المعارضة لنظام الملالي في الدول الغربية هذه الأيام بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الفتاة الكردية، مهسا أميني التي ضحت بحياتها في سن المراهقة، حيث قُتلت على أيدي جلادي نظام الملالي بتهمة السفور، لدرجة أن البعض أطلق على هذه الثورة اسم “ثورة جينا”. هذا وكان البعض يسعى لتحقيق أهداف أخرى متذرعاً بكلمة “الثورة”. وبطبيعة الحال يسعى نظام الملالي إلى الحيلولة دون توجيه هذه الموجة الشرسة من الغضب ضده بأي شكل من الأشكال؛ نظراً لأنه مكروه بشدة من شعوب العالم، ولا سيما الأحرار، وعلى وجه التحديد من القوى الثورية. وبما أن نظام الملالي فشل في التستر على هذه القضية، وعلى الرغم من مساعي نظام الملال الكثيرة في هذا الصدد، لم يجد هذا النظام الفاشي كما هو الحال دائماً أي خيار أمامه سوى تشويه جو الأنشطة المناهضة له؛ نظراً لأن كل بقاع الوطن، ولا سيما منطقة كردستان كانت ملتهبة. وفي هذا الصدد، بدأ يمارس نشاطه بين مختلف المجموعات، وبطبيعة الحال كان يحاول ممارسة نشاطه بمهارة قدر الإمكان متوخياً الحذر حتى لا يترك وراءه أي أثر، فيما كانت المقاومة الإيرانية تتابع هذا المشهد بوعي، وتحركت وكشفت النقاب عن أي تصرف عبثي قام به هذا النظام القروسطي، بيد المقاومة الإيرانية فعلت ذلك بشتى الطرق، وأزالت القناع عن وجوه العناصر والشخصيات التي تسعى كعادتها إلى جني نتيجة معاناة الآخرين وسفك دمائهم، واستعراضها أمام أعين الجميع.
عندما نتابع هذه الممارسات بدقة، نرى أن هذه المجموعة من القوى، بدءًا من نجل الشاه وصولاً إلى الوافدين الدوليين الجدد، وآيات الله التابعين لشبكة التلفزة بي بي سي، ودستة من الجماعات المستخدمة لمرة واحدة؛ كانت متورطة في هذا العام، بيد أنهم جميعاً انزعجوا الواحد تلو الآخر من مواقف زعيم المقاومة الإيرانية، والسيدة مريم رجوي، وتواروا عن الأنظار مثل اختفاء الرغوة من على سطح الماء. ونجد في نهاية المطاف، أن مَن لم يستسلموا كعادتهم لهذا النظام الوحشي، ظلوا ضده مدى الحياة، وتم استبعاد بقية المغرورين ومحدثي النعمة من بعيد فيما يسمى “متجنبي العنف” وغير ذلك من المسميات. إلا أنه لكي نتمكن من التمييز بين الصالح والطالح في ظل هذا الاضطراب؛ يتعين علينا الاهتمام بالتصريحات الموثوقة للشخصيات التي كانت وما تزال منخرطة في قيادة الدول، حتى تكون لدينا القدرة على إدراك عوامل التمييز بين الصالح والطالح.
فعلى سبيل المثال، صرَّحت السيدة دومينيك أتياس، رئيسة اتحاد نقابات المحامين الأوروبية قبل عدة أيام أثناء لقائها بالسيدة مريم رجوي، قائلةً: “لقد أثبتم أنكم أصحاب ثقافة قوية، ورغم وجودكم لسنوات عديدة في البرجوازية والغرب، إلا أنكم حافظتم على هويتكم وكرامتكم النضالية والأيديولوجية والتمسك بمبادئكم، بدفع الثمن باهظاً. نعم، لم تلجأ هذه المقاومة قط إلى أعمال هستيرية، من قبيل خلع الحجاب، كما أنها على الجانب الآخر لم تخضع لحجاب نظام الملالي أو حقارته، وأدانت أي نوع من الإكراه، كما جاء في فخ تصريحات نجل الشاه ضد هذه المقاومة في المقابله التي أجراها في حضور دريا صفائي، حيث قال: ” إنه لا يولي أي اهتمام لقيام المجاهدون بالفصل بين الرجال والنساء… إلخ. واعتبر هذه التصرفات انحرافاً عن القضية الأساسية وهي القتال ضد الدكتاتورية؛ ليس إلا. ولنفترض أن كل وسائل الإعلام السيئة السمعة عكست بأغبى الطرق ممارسات وافتراءات هذه القوات، إلا أنها لم تغطي مواقف المقاومة الإيرانية على الإطلاق. إلم يقل نجل الشاه بنفسه إنه كان على اتصال هاتفياً بقوات حرس نظام الملالي والجيش منذ عام 2002؟ وألم يرتدي السوار الأخضر الخاص بالإصلاحي؟ نعم، إنهم يحاولون تضليل حركة الشعب الإيراني عن الطريق الصحيح، وهو الإطاحة الكاملة بنظام الملالي؛ تحيزاً لهذا النظام الفاشي. ولكن هيهات أن يثمر ما يتخيلونه من وهم … إلخ. إذ إن حناء هؤلاء الأشخاص لا لون لها، والشعب الإيراني البطل يعرف أصدقاءه وأعدائه جيدًا.
وبناءً عليه، من الضروري التأكيد قدر الإمكان كما هو الحال دائمًا على أن الرغوة فوق الماء سوف تختفي، وسوف يدرك الجميع استناداً لما ورد في القرآن الكريم أن ما ينفع الناس وثورة الشعب الإيراني الديمقراطية سيظل راسخاً وقوياً، تأكيداً لقول الله تعالى: ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”.
نعم، لقد أثبتت هذه المقاومة على مدى أكثر من 40 عاماً من المعاناة والتعذيب أن الطريق الوحيد لإنقاذ هذا البلد المضطهد ليست حافلات نجل الشاه المجانية التي تقود راكبيها إلى تلال سجن إيفين، ولا الشعارات الداعية لللاعنف، بل إنه هو ميثاق السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ المكون من 10 بنود، كما أن كافة الأحرار، والمفكرين الأحرار حول العالم يرحبون بهذا الميثاق ويشيدون به. فلنمضي قدماً نحو إسقاط نظام الملالي الوحشي الشرس، وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.