فشل صناعة البدائل خارج البلاد
تم كشف النقاب هذه الأيام عن فضحية مساعي نظام الملالي والأوساط الاستعمارية المتواطئة معهم لخلق بديل مزيف للملالي في الخارج، وأدرك الجميع جيداً أن خلق بدائل تستمر ليوم واحد هو أمر لا جدوى منه. والجدير بالذكر أنه على الرغم من تنوع أسماء كل البدائل المطروحة لتغيير النظام في إيران وأشكالها، إلا أنها تحمل نفس المضمون، وليس لديها أي فكر جديد، فهي مجرد تكرار لنفس الأفكار والشعارات القديمة، وهذه البدائل ما هي إلا خطأ في التقدير؛ نظراً لأن البديل الحقيقي والشعبي والديمقراطي الوحيد هو المقاومة الإيرانية.
ومن ناحية أخرى، نشهد كشف النقاب عن شبكة المتسللين التابعين للملالي في الحكومة الأمريكية، ومراكز البحوث، والدول الأوروبية، والتي كشفت مختلف وسائل الإعلام الغربية عن تفاصيل علاقتهم بالنظام الحاكم في إيران، وأشارت إلى كيفية تسلل بعض الأفراد، من أمثال آريان طباطبائي، وعدنان طباطبائي، وعلي واعظ، وروزبه بارسي وأمثالهم؛ في الأجهزة الحكومية والصحافة الغربية، بدعم من نظام الملالي والمسؤولين الغربيين أنصار الاسترضاء؛ للدعاية لصالح نظام الملالي والتشهير بالمعارضة الإيرانية، وخاصة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
بيد أنه عندما ننظر إلى المشهد داخل إيران، نرى أن المقاومة الوطنية الحقيقية للشعب الإيراني متميزة بالنمو المتزايد. وكان الإقبال الشعبي كبيراً، حيث تجلى لنا ذلك بمجرد إلقاء نظرة على الذكرى السنوية لمجزرة أهالي زاهدان في عام 2022، والتي أقيمت هذا العام في 29 سبتمبر 2023.
ونشهد من ناحية أخرى، انهيار قوات نظام الملالي وتراجع الروح المعنوية لدى عناصرها، لدرجة أن أئمة جمعة الولي الفقيه يقولون: “الوقت ليس مناسباً للشعور بالتعب أو الإحباط والانفصال”. وعندما قال خامنئي لقواته القمعية: “النصر بالرعب”، أي أنه لا يجب إسكات المعارضين إلا بالقمع، لكن حتى سلاح الترويع هذا لم يعد فعَّالاً. لقد أظهرت الانتفاضة الأخيرة في إيران أن الشعب الإيراني يرفض رفضاً باتاً البدائل الوهمية المصطنعة، من أمثال نجل الشاه، وأن المواطنين لا يريدون العودة من دكتاتورية الملالي إلى دكتاتورية الشاه السابق، ولهذا السبب، ردَّدوا في المظاهرات والاحتجاجات هتاف “الموت للظالم سواء كان ملكاً أو زعيماً”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه البدائل المزيفة، من أمثال نجل الشاه؛ لا تسعى في الأساس إلى إسقاط نظام الملالي، بل تسعى إلى الاتفاق والتعاون مع قوات حرس نظام الملالي.