الأثر المدمر لفجوة الثروة المتزايدة في إيران
ووفقا لبيانات دخل ونفقات الأسرة السنوية التي نشرها مركز الإحصاء الإيراني، أدت معدلات التضخم من 2018 إلى 2022 إلى ارتفاع الإنفاق. في عام 2022، أنفقت الشريحة الأكثر ثراء من السكان أكثر من 71 مليون تومان على الغذاء، في حين خصصت الشريحة العشرية الأفقر 13.85 مليون تومان فقط.
يناقش المنفذ الإعلامي الحکومي ستاره صبح الوضع الاقتصادي وفجوة الثروة المتزايدة بين الناس، قائلاً: “إن عدم كفاية التغذية ونقص الإسكان يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وصحية، مما يسلط الضوء على التفاوت المثير للقلق بين الفقر والثراء في بلدنا”.
أصدر مركز الإحصاء الحكومي تقريرا يشير إلى أزمة وضعت الأسر الحضرية تحت ضغط هائل. وبسبب التضخم في عام 2021، قلل الناس من استهلاك الدجاج واللحوم الحمراء، ولجأوا إلى البيض كبديل.
لقد أثرت الأزمة الاقتصادية التي تورط فيها النظام بشكل كبير على حياة الناس، حيث تم تصنيف أكثر من 60% من سكان البلاد الآن على أنهم فقراء.
وبحسب تقرير مركز الإحصاء الذي استشهد به ستاره صبح، فإن الأسر الحضرية أنفقت 6,663,000 تومان، أي ما يعادل 24% من إجمالي نفقاتها، على الغذاء والتبغ في عام 2016. وبحلول عام 2021، ارتفع هذا الرقم إلى 37,682,000 تومان، أي ما يعادل 27%. من إجمالي نفقات الأسرة.”
وبالنظر إلى الضغوط الاقتصادية، فإن أولئك الذين يعيشون في المحافظات المحرومة هم الأكثر تضررا، حيث يضطرون إلى تخصيص جزء أكبر من دخلهم الضئيل لإعالة أسرهم.
ويكشف تقرير مركز الإحصاء أن “الأسر في محافظتي جهارمحال وبختياري أنفقت 46.98 مليون تومان على الطعام، وبوشهر 45.9 مليون تومان، والمركزي 44.26 مليون تومان، مما يمثل أعلى النفقات بين المواد الصالحة للأكل”.
وعلى العكس من ذلك، سجلت محافظات أردبيل وكرمان وسمنان أقل النفقات في فئة المواد الغذائية. والوضع مماثل في المحافظات الأخرى، باستثناء تلك القريبة من الفقر المدقع.
لقد أصاب التضخم الفئات العشرية الدنيا في المجتمع بشدة، مما أثر على تغذيتهم وحصولهم على الغذاء. ووفقًا لتقدير ستاره صبح بناءً على تقرير مركز الإحصاء، فإن “الأسر الحضرية في العشرية الأولى، وهي المجموعة الأقل تكلفة والأفقر في المجتمع، أنفقت 13.85 مليون تومان على الغذاء في عام 2022”.
ويؤثر ارتفاع تضخم أسعار الغذاء بشكل غير متناسب على الفئات ذات الدخل المنخفض. في عام 2022، خصصت الأسر الحضرية في العشرية العاشرة، المجموعة الأكثر ثراء، 19.72% من نفقاتها للطعام، في حين أنفقت الأسر في العشرية الأولى نسبة مذهلة بلغت 42.56% على الغذاء.
ويوضح هذا الاستطلاع بوضوح فجوة الثروة بين الشريحة العشرية الأولى والعاشرة. لقد جعل الفقر في الفئات العشرية الدنيا الحياة لا تطاق. وخط الفقر يزيد عن 20 مليون تومان، ولا شك أن الأضرار التي لحقت بهذه الفئة جسيمة.
كما قام ستاره صبح بتحليل تصنيف الفقر والثروة بين المجموعات المهنية. وتتعلق هذه الحسابات بعام 2022، لكن التضخم في 2023 أدى إلى توسيع نطاق الفقر.
وفي عام 2022، أنفق المسؤولون الحكوميون رفيعو المستوى ما متوسطه 57.23 مليون تومان على المواد الغذائية. وبلغ متوسط الأسر في المجموعة المتخصصة (العلمية والتقنية) 50.33 مليون تومان، في حين بلغ متوسط أسر الموظفين 43.33 مليون تومان. وبلغ متوسط أسر العمال البسطاء 30.88 مليون تومان، وبلغ متوسط أسر الحرفيين والعمال ذوي الصلة 36.13 مليون تومان.
تسلط هذه الإحصائيات الضوء على مدى الفقر في إيران والمصاعب التي يعاني منها الناس. تنشأ هذه الصعوبات من نظام يقوم، بدلاً من تخفيف حدة الفقر وضمان رفاهية شعبه، بتحويل الموارد لتمويل حروب بالوكالة، مثل الصراع المدمر المستمر في المنطقة، والذي أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص بسبب نظام الملالي المثير للانقسام و السياسات الإرهابية.