احتضار الديناصورات الحاكمة لإيران
صادق بهروزي
قرأت منذ فترة مقالاً بقلم ستروان ستيفنسون، أحد الشخصيات السياسية والعضو السابق في البرلمان الأوروبي، حول الأوضاع المزرية التي يعيشها نظام الملالي الحاكم لإيران تحت عنوان “ديناصورات إيران تحتضر”. وبدأ مقاله بجملة: “النظام الإيراني مثل الديناصور الذي لا يستطيع رؤية النيزك الذي يقترب منه بسرعة بعد سقوطه من السماء، ويتسبب في دخوله في حالة الاحتضار”.
ثم تناول في هذا المقال ردود أفعال هذا النظام الفاشي المحتضر على احتجاجات مختلف الأطياف الاجتماعية، وأشار إلى أن هذا النظام القروسطي يحاول إنقاذ نفسه باللجوء إلى المزيد من القمع بدلاً من وضع الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة النطاق التي قامت بها ملايين الجماهير الإيرانية احتجاجاً على سلوكياته العنيفة تجاه أبناء الوطن والسعي إلى إيجاد حل بعين الاعتبار.
ومن المعروف أنه عندما يتخذ هذا النظام مثل هذا السلوك العنيف في مواجهة الاحتجاجات، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تفاقم وشراسة الاحتجاجات. وكما شهدنا في انتفاضات أعوام 2017 و 2018 و 2019 و 2022، اتضح أنه على الرغم من أن هذا النظام القروسطي كان يحاول كل مرة قمع الانتفاضات بالمزيد من قتل أبناء الوطن، إلا أن كل انتفاضة كانت أشد قسوة من سابقتها.
فعلى سبيل المثال، أدى مقتل مهسا أميني، الفتاة الكردية الشابة التي كانت في زيارة لطهران، العام الماضي؛ على أيدي دورية الإرشاد؛ إلى اندلاع انتفاضة شعبية وطنية في إيران.
كما تقاوم فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً تدعى آرميتا كراوند، وهي أيضاً من كرمانشاه ولكنها تعيش في طهران؛ عنف ضباط نظام الملالي القمعيين لفرض الحجاب الإجباري، وتعرَّضت هذه المرة لهجوم وحشي من قِبل ضابط الدورية المسماة بدورية الإرشاد لدرجة أنها دخلت في غيبوبة وتعاني من الموت الدماغي.
وبطبيعة الحال ادعى نظام الملالي هذه المرة – خشية من اندلاع الاحتجاجات – أن هذه الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً دخلت في غيبوبة بسبب هبوط في ضغط الدم، ويمنع نشر أي معلومات عن مصيرها، كما يمارس ضغوطاً على عائلتها.
ويعتقد الولي الفقيه حسبما يمليه عليه عقله المريض أنه بإمكانه أن ينقذ نفسه بمثل هذه الإجراءات اللاإنسانية. والجدير بالذكر أنه بعد عدة أشهر من المظاهرة التي اندلعت العام الماضي واستمرت حتى عام 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 750 متظاهرًا واعتقال أكثر من 30,000 شخص؛ ضاعف الملالي الإجراءات الأمنية المشددة، حيث شنقوا في العالم الحالي أكثر من 600 شخص حتى الآن لترويع المواطنين. وهم في حالة تأهب قصوى الآن لمواجة أي تصعيد في التوتر الاجتماعي.
وبدأت سلطات نظام الملالي في اتخاذ إجراءات جديدة تحت مسمى “قوانين الحجاب” لقمع المرأة الإيرانية. ولا ريب في أن هدف الملالي من هذه القوانين هو قمع النساء اللواتي لعبن دوراً قيادياً في الانتفاضة الإيرانية الأخيرة. إن قضية المرأة الإيرانية، مثل كل الإيرانيين، هي إسقاط نظام الملالي، ولهذا السبب رددت النساء في المظاهرات هتاف “هلموا للثورة سواء بالحجاب أو بدونه”…إلخ.
وبطبيعة الحال، يتلقى هذا النظام الفاشي ضربات موجعة من حيث لا يحتسب. وكما نرى، فإن النساء الإيرانيات الشجاعات يقفن في الخطوط الأمامية لاستمرارية تصاعد الاحتجاجات، ويطالبن بالإطاحة بالديكتاتورية الدينية المناهضة للمرأة.
هذا وينضم شباب إيران إلى وحدات المقاومة المتنامية التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والتي تتواجد الآن في جميع مدن إيران.
والجدير بالذكر أن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية تضرم النيران في مقرات ومكاتب قوات حرس نظام الملالي، وهي الشرطة السرية (الجستابو) لهذا النظام الفاشي. كما تقوم وحدات المقاومة بتدمير مظاهر نظام الملالي ولافتات خامنئي وقاسم سليماني، وإلصاق ملصقات السيدة المناضلة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الديمقراطية الرئيسية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن خبراء نظام الملالي يشبِّهون الوضع في إيران ببرميل بارود وبركان يلوح في الأفق؛ سيطيح بلا شك بالملالي من السلطة ويعيد الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان لـ 75,000,000 إيراني يعانون من الاضطهاد والظلم لفترة طويلة. وستعيش إيران حرة غدًا في سلام وصداقة مع شعوب المنطقة.