لا تغفلوا عن الداعي الرئيسي لإشعال الحروب في المنطقة!
صادق بهروزي
عُقد اجتماع في مجلس الشيوخ الأمريكي بحضور عدد من الأعضاء البارزين في المجلس والشخصيات السياسية، في 26 أكتوبر 2023، تحت عنوان “السياسة الإيرانية ومواجهة تهديدات نظام الملالي في مرحلة انتفاضة الشعب من أجل الحرية”. وقالت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية؛ في رسالة لهذا المؤتمر: “إن رسالة اجتماع اليوم هي التركيز على السبب الرئيسي في إشعال الحروب واختلاق الأزمة في الشرق الأوسط، وهو النظام الإيراني. والرسالة هي: لا تغفلوا عن الداعي الرئيسي لإشعال الحروب في المنطقة!
والجدير بالذكر أن السيدة رجوي تحذر منذ سنوات عديدة، في مختلف المناسبات من استمرار نظام الملالي في إشعال الحروب، وتقول إن خطر قيام نظام الملالي بإشعال الحروب أخطر بمائة مرة من خطر صنع السلاح النووي. ومن المؤكد أن هذا الرأي لا يعني التقليل من خطر السلاح النووي، لكن مع اتساع الحرب في غزة واستمرار الدمار وسفك دماء آلاف الأطفال الأبرياء، والأزمة التي تزداد تفاقمًا، يزداد إدراك العالم لتورط مقر خامنئي العنكبوتي في إشعال الحروب وخلق الأزمات من أجل بقاء النظام القروسطي، بإلهاء الشعب الإيراني عن المشكلات الداخلية التي تسبب فيها نظام الملالي الفاشي. ويدرك الجميع أن خامنئي هو المستفيد الأول أكثر من أي شخص آخر من قتل أهالي غزة والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ويطلق الشعارات الكاذبة المؤيدة للفلسطينيين. وقالت السيدة رجوي في رسالتها: “إن الملالي في حاجة ماسة إلى إشعال الحروب في الخارج للحيلولة دون الإطاحة بهم. إذ قال خامنئي مرات عديدة إذا لم نقاتل في المنطقة، فعلينا أن نقاتل في مدن إيران”.
وقال المتحدثون في هذا الاجتماع حول دور نظام الملالي التحريضي على اندلاع الحروب في المنطقة: “لن ننعم بالسلام حتى يتم إسقاط نظام الملالي. ولن يتم إسقاطه إلا بسواعد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وقد قدَّمت السيدة رجوي ميثاقاً مكوناً من 10 بنود يمنح في الواقع الحريات المدنية والحقوق المدنية للشعب الإيراني، ويمكِّن الإيرانيين من اختيار قادتهم.
وشدد المتحدثون على ضرورة إدراج قوات حرس نظام الملالي على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن رسائل وبيانات مختلفة من جانب ممثلي البرلمانات واللجان الدولية لإيران ديمقراطية تؤكد يوميًا على ضرورة إدراج قوات حرس نظام الملالي على قائمة التنظيمات الإرهابية. وإذا كان العالم يرى بوضوح اليوم “بصمات” الإرهاب وإشعال الحروب في مقر خامنئي العنكبوتي، فإن ذلك يرجع إلى 40 عاماً من المقاومة والتنوير والصمود في مواجهة وحش الإرهاب وإشعال الحروب، إذ كشفت المقاومة الإيرانية مراراً وتكراراً، في هذه السنوات العديدة؛ النقاب عن تورط خميني وخامنئي في التفجيرات وقتل أبناء الشعب السوري والعراقي واليمني واللبناني …إلخ؛ من خلال فضح أخطبوط الإرهاب وإشعال الحروب القاطن في إيران. وتشكل هذه التصريحات والدعوات إشارة واضحة من أبرز الشخصيات السياسية والبرلمانيين الذين يعتبرون أن السبيل لتجاوز الأزمة ووضع حد لتأجيج الحروب في المنطقة يكمن في دعم المقاومة الإيرانية ومواجهة نظام ولاية الفقيه الذي يُشبه في ممارساته القمعية والإرهابية مخالب الأخطبوط.
وفي خطوة جديدة، أعلنت اللجنة الألمانية للتضامن من أجل إيران حرة، في بيانها أنه “ليس هناك مبرر للتأخير في إدراج قوات حرس نظام الملالي على قائمة التنظيمات الإرهابية. وورد في هذا البيان ما يلي:
“لقد أظهرت الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى أن النظام الإيراني ليس عدو للشعب الإيراني فحسب، بل هو تهديد رئيسي للشرق الأوسط أيضًا. إن قوات حرس نظام الملالي هي الذراع الرئيسي لهذا النظام، والمعنية بالقمع والإرهاب وإشعال الحروب، ويجب تعجيزها ووضح حد لأنشطتها. وهذا أمر ملح لا يمكن تبرير التأخير فيه بأي شكل من الأشكال. والحقيقة هي أن نظام طهران لا يزال يستفيد من ردود الفعل السلبية للدول الغربية وترددها في اتخاذ موقف حاسم تجاه قوات حرس نظام الملالي. ولأسباب مختلفة، لا تزال الحكومات في هذه البلدان ترفض إدراج قوات حرس نظام الملالي برمته على قائمة التنظيمات الإرهابية. وهذا النهج يشجع النظام الإيراني على التمادي في إشعال الحروب في المنطقة”.
فماذا يجب أن يحدث حتى يتحرك المجتمع الدولي لوقف كل هذه الممارسات المشعلة للحروب والمتسببة في بث الفتنة وتدمير المنازل وإلحاق الضرر بالأسر؟
لقد أثبتت عقود عديدة من تبني الحكومات الغربية لسياسة الاسترضاء مع نظام الملالي أنه ليس من شأن الاسترضاء وتقديم تنازلات للملالي أن يكبح جماح النظام الإيراني. والحقيقة المؤكدة هي أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة هو إسقاط النظام الإيراني من خلال دعم الشعب الإيراني ومقاومته المشروعة، والتي لديها أهداف واضحة للمستقبل اعتماداً على ميثاق السيدة مريم رجوي المكوَّن من 10 بنود. وأن انتفاضة الشعب الإيراني في عام 2022 والتي استمرت لعدة أشهر، واستمرار الاحتجاجات في المدن الإيرانية، ومن بينها مدينة زاهدان؛ تظهر للعالم أن هناك مقاومة منظمة لديها وحدات مقاومة وقادرة إلى حد كبير على تهديد وجود هذا النظام في هياكله.