الهجرة النخبوية الإيرانية في القرن الواحد والعشرين: فهم التحديات ووضع الحلول
فهم الاتجاه المقلق للهجرة النخبية
في مقابلة حصرية مع جريدة “دنياي اختصاص” الإيرانية، أعرب روح الله دهقاني فیروزآبادي عن قلق ملح يسلط الضوء على مشكلة لم تحظ بالاهتمام الكافي: هجرة الأفراد الأكثر مهارة في البلاد.
وأبرز فیروزآبادي تداولات هذه الهجرة وأعرب عن تخوفه العميق بشأن التقليل من حوض الكفاءات المؤهلة. وما يثير القلق بشكل خاص هو رحيل الأفراد ذوي التعليم المتقدم، مما يشكل مخاطر طويلة الأمد كبيرة على الرأسمال الفكري والتقدم الاجتماعي في إيران.
فهم العوامل الكامنة وراء ظاهرة هجرة الأدمغة
يتم إثبات ملاحظات فيروزآبادي من خلال عدد لا يحصى من المساهمين في هجرة النخبة، ولا سيما الغياب الصارخ للأموال المخصصة من الميزانية العامة للبلاد لمبادرات الابتكار والازدهار
وقد عبر المحللون عن مخاوفهم بهذا الصدد، مؤكدين تداخل الحريات السياسية والاجتماعية المحدودة والفساد الواسع والتحديات الاقتصادية وجاذبية الفرص الأفضل في الخارج كمحركات رئيسية لهجرة الأدمغة. وتؤثر هذه الاتجاهات بشكل كبير في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، حيث يُقدر أن يغادر الآلاف من المتخصصين الطبيين سنويًا حدود إيران بحثًا عن حياة أفضل.
تأثيرها على المجتمعات الأكاديمية والعلمية
لقد أدى تأثير موجة الهجرة إلى تسلل هائل في المجتمعات الأكاديمية، مؤثرًا بشكل عميق على أساتذة الجامعات ورواد إدارة الصحة. تسلط التقارير الحديثة الضوء على إقالات محزنة لأساتذة محترمين والعقبات الغير قابلة للتجاوز التي يواجهها أعضاء هيئة التدريس في أقسام العلوم الطبية.
رحيل الشخصيات المحورية في مجالات طبية مختلفة، بما في ذلك مديرو الأقسام ورؤساء مراكز البحث، يبرز وطأة هذه المشكلة. نقص الفرص والآليات الداعمة يؤدي إلى استمرار تصريف المواهب من الأدوار الأكاديمية والعلمية الحيوية.
ما وراء الإقالات – التحديات النظامية في الجامعات
قدم حسين أخاني، أستاذ في جامعة طهران، نظرة مفصلة عن الصعوبات التي تدفع أعضاء هيئة التدريس نحو الرحيل. يعمل تلاقي العوامل، من الميزانيات البحثية الهزيلة إلى مسارات الحياة المهنية المحدودة، كمحفز لهجرة الأفراد المهرة.
شدد أخاني على النضال من أجل الحفاظ على خريجي الجامعات الأجنبية المرموقة والإحباط الذي يواجهه أعضاء هيئة التدريس الأكاديميين المزدهرين.وتؤدي التعيينات غير العادلة، وعدم كفاية المرافق، والدعم الضمني للممارسات غير الأخلاقية إلى تفاقم الوضع، مما يؤدي إلى خروج تيار لا هوادة فيه من المهنيين المهرة من المؤسسات الأكاديمية.
إعادة التفكير في هجرة العمل
في حين يروج المسؤولون الحكوميون لهجرة العمل إلى الدول المجاورة باعتبارها نجاحًا تحت مظهر “دبلوماسية العمل”، يغيب هذا السرد عن التحديات والخسائر الكبيرة الناجمة عن رحيل المحترفين المهرة عبر مختلف القطاعات داخل إيران.
تشويه هجرة العمل على أنها انجاز يحجب عن الرأي العام القضية الرئيسية للهجرة النخبية، مما يستمر في ترويج الفهم الخاطئ بأن هجرة العمل تعتبر إنجازات ملحوظة.
الختام: رسم مسار للحلول المستدامة
تمثل هجرة النخبة الإيرانية تحديًا متعدد الأوجه يتطلب اهتمامًا عاجلاً وتدخلات استراتيجية. إن معالجة هذه القضية الملحة تتطلب نهجا شاملا، يشمل الإصلاحات الاقتصادية، وزيادة الدعم للابتكار والتعليم، وتوسيع الفرص، وتهيئة بيئة تعزز مساهمات المهنيين المهرة في نمو الأمة
ومن خلال الاعتراف بالمخاوف وفهمها، وتشريح الأسباب الجذرية، والتعاون في ابتكار الحلول وتنفيذها، تستطيع إيران وقف تدفق هجرة النخبة وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.
إن التوسع في تحليل كل قسم فرعي يقدم استكشافًا أكثر تعمقًا للتحديات المحيطة بهجرة النخبة من إيران والعلاجات الممكنة لمعالجة هذه القضية الحاسمة، مما يصل بالمقالة إلى طول أكثر شمولاً.