ميزانية التعليم في إيران تتجه نحو الحَوْزات العلمية
على خلفية أزمة التعليم في إيران، تواجه وزارة التعليم، في عهد حكومة إبراهيم رئيسي، تحديات غير مسبوقة.
وتمتد هذه الأزمة إلى ما هو أبعد من نقص المعلمين والفصول الدراسية لتشمل تحولًا جوهريًا في الأولويات، حيث يكون للتأثير الأيديولوجي الأسبقية على معالجة القضايا الحاسمة داخل نظام التعليم.
وفي هذا السياق، كشف مستشار وزير التربية والتعليم، حامد نیكزاد، مؤخراً عن خطوة استراتيجية تتمثل في إنشاء مدارس تابعة للحَوْزات الدينية، كجزء من مبادرة أوسع لغرس التعاليم الدينية في المشهد التعليمي.
وسط التحديات العديدة التي تواجه وزارة التربية والتعليم في إدارة إبراهيم رئيسي، اختار المسؤولون إعطاء الأولوية للتأثير الأيديولوجي على معالجة القضايا الملحة التي تواجهها المدارس والطلاب والمعلمين.
وأعلن حميد نيكزاد، مستشار وزير التربية والتعليم، عن إنشاء مدارس تابعة للحوزة العلمية، معرباً عن أمله في أن تلعب هذه المبادرة دوراً مهماً في تعزيز الثقافة الإيرانية الإسلامية.
وكشف نيكزاد أيضًا عن استمرار مشاريع مثل “أمين” و”المسجد والمدرسة والمنزل”، وحث على تحسين جودتها. ويركز مشروع “أمين” على تجنيد الطلاب من أجل “نشر التربية الإسلامية ومعالجة الشكوك الدينية لدى الطلاب” في المدارس الإيرانية.
يتم تنفيذه حاليًا في 7000 مدرسة في جميع أنحاء إيران. ويتحول الاهتمام الآن إلى ميزانية العام المقبل، مع توقع زيادة التمويل للإجراءات الإيديولوجية، والاستفادة من الاضطرابات الوطنية واحتجاجات المعلمين والطلاب.
تتضمن هذه الخطط التحاق طلاب الحَوْزات الدينية بالمدارس بشكل متقطع، غير مهتمين بالتوظيف، حيث يقومون بنشر القيم الدينية والحجاب ونظام الجمهورية الإسلامية.
وتسعى الجماعات الدينية القريبة من الحكومة جاهدة للحصول على حصة من الميزانية من خلال تقديم ميزانية عمومية وتحديد المشاريع الأيديولوجية قبل الموافقة على مشروع قانون الميزانية.
وفي إشارة إلى هذه الخطط، دعا نيكزاد إلى تقوية الروابط بين المساجد والمدارس، مشددًا على ضرورة إشراك الطلاب بشكل مباشر في هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، تكشف التقارير أن ما يقرب من 100 ألف فصل دراسي في جميع أنحاء البلاد تفتقر إلى المعلمين، مع وجود نقص قدره 14500 معلم في إقليم سيستان وبلوشستان. بالإضافة إلى ذلك، سلط ممثل إيلام الضوء على النقص في 506 مدرسة داخل المحافظة.
وفي الأسبوع الماضي، تناول أمين التعاون والتعليم الحوزوي موضوع توظيف الطالبات في المدارس، مؤكدا على تدريبهن في مجالات مثل “التعليم الديني للأطفال والمراهقين”.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن اختيارهن، قال إن وجود الطالبات كمعلمات للمرحلة الابتدائية يتماشى مع التطور الإسلامي للتعليم.
وفي حين يتم تخصيص ميزانيات التعليم للعلماء والحَوْزات الدينية، فإن قضايا مثل نقص المعلمين، وعدم كفاية المدارس، والمؤسسات التعليمية غير الموحدة، وعدم كفاية الخدمات المدرسية لا تزال قائمة دون حلول قابلة للتطبيق.
وأعرب نائب وزير التعليم حميد رضا خان محمدي عن قلقه بشأن 3.5 مليون طالب يدرسون في مدارس خطرة، عازياً ذلك إلى تحول المدارس الابتدائية في إيران إلى مؤسسات أدبية.
كما ظهرت تقارير حول وجود قوات الحرس الإيراني في المدارس، بزعم أنها تهدف إلى مواجهة الأصوات المعارضة بين الطلاب.
القلق الرئيسي هو أنه على الرغم من احتياجات التعليم الأساسية، فإن الحكومة والحرس الإيراني والحَوْزات الدينية والمؤسسات الأمنية تعطي الأولوية لتعزيز أهداف النظام في المدارس، مما يطغى على المتطلبات الأساسية للطلاب في المشهد التعليمي.