لماذا تتسع عمليات الإعدام في إيران؟
صادق بهروزي
نشهد توسعاً بعمليات الإعدام في إيران هذه الأيام من قبل النظام بالتوازي مع الحرب في غزة، وبأي الأسباب يتم تنفيذ هذه الإعدامات؟ ولماذا اتخذت هكذا أبعاد؟ وما هو هدف النظام؟ ولماذا يُقدم في هذه الأيام على هكذا أبعاد للإعدام؟
إن فعل الإعدام من قِبل هذا النظام قبل أي نقاش هو دليل عجز وضعف هذا النظام بشأن حل التناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة، ومن أجل الحيلولة دون انفجار المجتمع وقيام الثورة في نهاية المطاف، ولو كان لدى هذا النظام القدرة على حل مشاكل إيران والحكم بشكل صحيح لما احتاج أبداً إلى تنفيذ إعداماته وفقاً لهذه الأبعاد.
وبنظرة من الاحتجاجات الشعبية في مدن مختلفة مثل عمال الحديد الصلب بالأهواز الذين دخلوا في إضراب منذ أكثر من أسبوعين إلى أبناء الشعب الذين يحتاجون إلى تأمين طعام ليلهم في حين أن هذا النظام يفرض في كل يوم ضرائب جديدة على كاهل الشعب، وعندما مواجهة النظام لاحتجاجات الشعب فلا خيار أمامه سوى القيام بعمليات قمع وإعدامات أكثر.
وحتى عندما يقع السجناء في سجون النظام تحت وطأة الضغط ويقومون بالاحتجاج يقوم نظام الملالي بتشديد وزيادة محكومياتهم، وفي هذه الأيام لم يتم إطلاق سراح السيدة مريم أكبري منفرد التي قضت مدة حبسها وأمضت أكثر من 13 عاماً في السجن وتم ترحيلها مؤخراً من طهران إلى سجن سمنان، ولكن عندما احتجت حُوكِمت مرة أخرى وحُكِم عليها بثلاث سنوات سجنٍ إضافية، ولديها ابنةٌ طال انتظار والدتها خارج السجن، وقد يُسأل عن سبب احتجاجها في السجن.. نعم لقد احتجت مريم أكبري منفرد على سبب إعدام أختها وإخوانها الثلاثة الذين كانوا من أنصار المجاهدين ولماذا تم إعدامهم.. وقد تم إعدامهم في سجون النظام، أما الجواب على احتجاجها كان إعادة محاكمتها مجددا.
وترجع الزيادة في عمليات الإعدام بشهر نوفمبر مقارنة بالشهر الماضي إلى هلع النظام من أي شرارة محتملة للانتفاضة في إيران.
إن كل حكم إعدام يسحب إلى الخارج لبِنةٍ من تحت أقدام كيان هذا النظام، وبالرغم من أنه يعمل على خلق الرعب في أوساط المجتمع إلا أنه في الحقيقة يُضعِف ويدمر الأسس الاجتماعية للنظام، وكل حكم إعدام يقرب المجتمع المتفجر أكثر نحو الثورة والإطاحة بالنظام.
نتذكر جميعا أن السيد مسعود رجوي قد قال في رسالة له عندما بدأت حرب غزة إن رأس الأفعى في طهران، لكن تورط هذا النظام بحرب في غزة بدأ بدوره أيضاً في توسعة عمليات الإعدام في إيران على من جانب وزيادة حجم عمليات النهب من جانب آخر أي أن الشيء الوحيد الذي لم يكترث به هذا النظام هو سفك دماء أبناء شعب فلسطين الأبرياء.
لقد حان الوقت للدول التي تمهد الطريق بسياسة الاسترضاء للترويج للحروب وتتيح للنظام ارتكاب الجرائم أن تضع حداً لهذه السياسة القذرة والفاشلة.
والحقيقة هي أن هذا النظام يستطيع أن يواصل سياساته الترويجية للحروب في ظل سياسة الاسترضاء هذه، ويدفع الشعب الإيراني ثمن ذلك من خلال فرض الفقر المدقع عليه، وتدفع شعوب المنطقة ثمنها بدمائهم.
إن السبيل الوحيد لتحرير هذه المنطقة من العالم من دعاة الحروب ومن جرائم نظام الملالي هو إسقاط هذا النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانيين، ومن يريد السلام والأمن والتقدم في هذه المنطقة عليه أن يدعم إرادة الشعب الإيراني والوقوف إلى جانبه وأن يعترف رسمياً بحق الشباب الإيراني في النضال ومواجهة ومحاربة ما يسمى بـ الحرس الثوري.