فزع نظام الملالي من نشاط أنصار مجاهدي خلق في المدن الإیرانیة
صادق بهروزي
لم يبق سوى أقل من شهرين على الانتخابات الصورية للنظام. أصبحت الانتخابات بمثابة كابوس لعملاء النظام، وهم يتحدثون عن خوفهم من اقترابها بعبارات مختلفة. ويمكن ملاحظة في الأحاديث المختلفة لهذا التجمع أنه بسبب عاملي استمرار انتفاضة عام 2023 و أزمات النظام الكبرى غير القابلة للحل،کما أکد الحرسي «دامغانی فر» قائد قوات القدس الإرهابية فی محافظة جیلان قائلا: أصبحت انتخابات مارس من هذا العام أكثر أهمية وحيوية “. إن انتخابات هذا العام مهمة للغاية بسبب المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الناس وأوجه القصور التي یعاني منها”.
في هذه المعركة الخطيرة، وفي ظل الوضع المتفجر الذي يعيشه المجتمع، هناك عامل أساسي هو الشغل الشاغل لقادة النظام. مقاومة وتنظيم لا يوجد لديه أدنى حل وسط مع هذا النظام الشرير. فهو ليس أهل الاسترضاء، وليس خادماً للأجانب وما شابه ذلک، لا عميل ل، ولا عميل الشرق والغرب کما یدعي النظام . بل إنهم صادقون ومضحون بأنفسهم ومستقلون ومكتفون ذاتيا. منظمة من حنفس الجماهير التي تعاني ونشأت من شباب الشارع الأكثر نكرانًا ونقاءً.
لسنوات، حاول عملاء النظام، بأوامر مباشرة من الخميني، عدم تسمية هذا “العدو”، لكنهم رأوا تدريجياً أن اسم هذا العدو وعاداته وموقعه وتأثيره في كل انتفاضات الشعب الإيراني قد تغير. وصل إلى حد أنه لا يمكن إخفاؤه، أو من المضر تجاهله، ولهذا غيرالنظام سياسته مشددا عملية الشيطنة والدعاية ضد معارضته الرئيسية وصرف المليارات، وخصصت له ميزانيات كبيرة
وفي 24یونیو 2022 قال غريب آبادي مساعد الشؤون الدولیة فی السلطة القضائیة للنظام: “ليس هناك اجتماع إلا وناقشنا فيه قضية مجاهدي خلق في الاجتماع الرفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان، تحدثت عن المجاهدين لمدة 2 إلى 3 دقائق على الأقل من خطابي الذي استمر 6-7 دقائق. في مرحلة ما، كان يعتقد أنه ليست هناك حاجة أن نذکرإسم المجاهدين. لكن هذا ليس رأينا الأن”.
وفي طاولة مستديرة عقدت هذا الصيف بمشاركة مجموعة من الخبراء الحكوميين، قال أحد الأشخاص (العمیل قوجاني): “يجب أن نعلم أن قضية مجاهدي خلق هي قضية يومنا هذا وليست مجرد قضية تاريخية”.. أينما انحرفت الاحتجاجات عن حقوق المواطنین (حسب قوله)، حدث ذلك بمشارکة هذه المنظمة. إن فصل رجال الدين والحكومة عن الشعب هو أمر كان بسبب هذه المنظمة… لذا فإن مشكلة المنظمة هي مشكلتنا اليوم” (إيرنا – 2 أغسطس 2022).
بالإضافة إلى كل المؤامرات المتنوعة في الخارج واستخدام سلاح الإرهاب المعتاد وحتى اغتيال أنصارهم في العواصم الأوروبية وفتح النارعلى مكاتبهم و… في الداخل أيضاً: وضع لوحات ولافتات ضد هذا العدو في كل الشوارع واعتقال وزيادة القمع لمؤيديهم هذه هي المشکلة الرئیسیة للنظام.
کما یعترف أحد عناصرالمخابرات للنظام بتوسع قواعدها الشعبیة ونجاحها في استقطاب “أجيال جديدة” و”شباب وأكاديميين”، رداً على سؤال هل هؤلاء الشباب “حصلوا على أموال مقابل هذه الأعمال” مثل كتابة الشعارات؟” فيجيب: “لا! النقطة هنا هي أنه كان عليهم أن يدفعوا ثمن هذه التحركات من جيوبهم الخاصة. المنظمة لا تدفع (موقع همشهري، 2ینایر/ کانون الثاني)
إن النجاح الجماهيري واتساع الرقعة الشعبیة بين الشباب الإیرانیین، بالإضافة إلى قبولهم كل المخاطر، دون أن یکون لديهم أدنى توقعات مادية وحتى في ظل وجود معاناتهم الاقتصادية “ينفقون من جيوبهم الخاصة”، هو أمر مهم. أليس هذا نتيجة وجود قاعدة جماهیریة واسعة للمجاهدين داخل إیران؟