الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

“الإعدام” و”إثارة الحروب” مشنقة أم طوق النجاة؟!

انضموا إلى الحركة العالمية

“الإعدام” و”إثارة الحروب” مشنقة أم طوق النجاة؟!

“الإعدام” و”إثارة الحروب” مشنقة أم طوق النجاة؟!

في الوضع الحالي، التجأ نظام ولاية الفقيه المفلس إلى تكثيف عمليات الإعدام والترويج للحرب بشكل جنوني. حیث نشهد داخل البلاد إعدام مجموعات مختلفة من السجناء السياسيين والشباب المنتفضین الذين اعتقلوا في فترات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى سجناء آخرين. ولا يكاد يمر يوم الا ونسمع فیه خبرا عن الإعدامات في الداخل . وفي الخارج، أطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار على السفن التجارية والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط باستخدام وكلائه. وآخر الأمثلة على ذلك هو إطلاق طائرة مسيرة مفخخة على قاعدة أمريكية في الأردن، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين.

ويدرك خامنئي ومركزه البحثي التكاليف المحتملة للإضافة إلى إحصاءات عمليات الإعدام والقمع في الداخل، فضلاً عن الترويج للحرب في الخارج. إن اتباع هذه السياسة يشبه المشي على حد سيف حاد.

إن إعدام المنتفضین والسجناء السياسيين يمكن أن يؤدي إلى تصعید الوضع المتفجر في الداخل کما یؤدي إلى انتفاضة. كما أن الترويج للحرب في الخارج سيزيد من التركيز على إرهاب هذا النظام واحتمال شن هجوم عسكري عليه. وأفضل سبب لإثبات هذا الادعاء هو الضغوط من جميع الأطراف على سياسة الاسترضاء الأمیرکي والأوروبي لمواجهة دعاة الحرب والإرهاب في المنطقة.

وبالنظر إلى هاتين المسألتين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا وبأي منطق ينفذ هذا النظام المزيد من الإعدامات ويثير في الوقت نفسه حرباً إقليمية ودولية؟ فهل فقد خامنئي صوابه في اتخاذ القرار وعانى من جنون عضال يعاني منه الطغاة الرهيبون في مراحلهم الأخيرة، أم أنه يجول في قلق آخر؟

الجواب الصحيح على هذا السؤال يجب أن نجده في الإلحاح والصعوبة التي وقع فيها خامنئي وقادة حكومته. وهم يرون موجات من الانتفاضة لإطاحة بنظامه في أفق الوضع المتفجر في إيران. ويسمعون صوته الساحق بآذانهم. بالنسبة لهم، أزمة الإطاحة أخطر بكثير من الأزمات الأخرى. ومن أجل الهروب من مواجهة عواقبها، ليس أمامهم سوى تصدير هذه الأزمة إلى خارج حدود إيران قدر الإمكان. بمعنى آخر، لتجنب عواقب المصير الأسوأ، لجأوا إلى المصير السيئ.

إلى متى يمكنهم الاستمرار في تصدير هذه الأزمة؟ طالما أن خطر حرب خارجية جدية مع قوة عظمى أو تحالف دولي لا يصل إليهم.

ولا شك أن هذه مقامرة محفوفة بالمخاطر؛ المقامرة التي انغمسوا فيها بدافع الإلحاح واليأس.

ويحاول خامنئي وجنرالاته في الحرس الثوري يائسين باستعراض العضلات بغیة رفع المعنويات إلى جسد جهاز القمع والحرب، لكن النبضات الخرقاء والمصطنعة تشبه عويل الموت بدلا من أن تكون مصدرة للقوة والسلطة.

وحتى الآن، لم تنجح عمليات الإعدام والقمع في تخويف المجتمع الإيراني المتفجر، كما أن الترويج للحرب خارج حدود إيران لم يعالج آلام الفاشية الدينية. لقد أدت الكراهية والاشمئزاز من الإعدامات هذه  إلى وضع المجتمع ضد الحكومة أكثر من أي وقت مضى. وأثارت مثل هذه الإعدامات احتجاجات وانتفاضات داخل السجون وخارجها. كما أن عواقب إشعال الحرب في المنطقة تعود أكثر فأكثر إلى صانع الحرب الرئيسي وصانع الأزمات.

السبب الرئيسي هو وجود مقاومة عريقة وأصيلة كانت نقيض هذا النظام في كافة الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والدولية منذ أربعة عقود مضت.

إن الزيادة الكمية والنوعية في نشاط الجماعات المتمردة، إلى جانب المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها العمال والمتقاعدون والمزارعون وغيرهم من الشرائح الاجتماعية، تسلط الضوء على حقيقة أن المجتمع الإيراني المتفجر قد أدرك ضرورة المقاومة الشاملة والتنظيم ضد هذا النظام. والطريقة الوحيدة هي الإطاحة به تماماً

ولذلك يمكن القول بكل تأكيد أن الإعدام في الداخل والتحريض على الحرب خارج إيران ليس طوق النجاة، بل حبل شنق خامنئي. لامحالة ولا یحیق المکر السیئ إلا بأهله.