تحدي إيران النووي: دعوة للتحرك من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
في 24 يونيو 2024، تحدثت عدة أصوات دولية بارزة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأنشطة النووية المستمرة لإيران.
وقدموا السفير روبرت وود، الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة من الولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا (المعروفة بشكل جماعي باسم E3)، رسالة موحدة: مسار إيران الحالي في برنامجها النووي غير مقبول ويشكل مخاطر كبيرة على الأمن العالمي.
وسلط السفير روبرت وود الضوء على النقص المستمر في الشفافية في أنشطة إيران النووية. وقد واجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عقبات كبيرة في التحقق من امتثال إيران للاتفاقيات النووية الدولية.
ويؤدي هذا النقص في التعاون إلى تقويض الثقة والاستقرار العالميين. وشدد وود على أهمية إدانة المجتمع الدولي لأعمال إيران المزعزعة للاستقرار، والتي أثارت تكهنات واسعة حول النوايا الحقيقية وراء برنامجها النووي.
وأشار السفير إلى تقارير حديثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى توسع إيران في أنشطتها النووية التي لا تمتلك غرضًا مدنيًا مقنعًا. تتناقض هذه الإجراءات مع مزاعم إيران بالنية السلمية وتثير مخاطر انتشار خطيرة.
وأعاد وود تأكيد التزام الولايات المتحدة بمنع إيران المسلحة نوويًا، مشددًا على أن جميع الوسائل الضرورية ستُستخدم، مع أن الدبلوماسية تظل المسار المفضل.
كما تناول وود دور إيران في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي عن طريق تزويد الأسلحة للميليشيات في اليمن ولبنان، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ودعا إلى إدانة واضحة وموحدة لتحدي إيران، الذي لا يقوض فقط سلطة المجلس، بل يهدد أيضًا السلام والأمن الدوليين.
وأصدرت مجموعة E3 – التي تضم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا – بيانًا مشتركًا يعكس مخاوف وود. أكدوا على أهمية الفترة الحرجة البالغة 16 شهرًا التي تسبق انتهاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 في أكتوبر 2025.
ويُشكل هذا القرار أساس الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPoA)، ويحدد التزامات إيران النووية.
وأعربت مجموعة E3 عن قلقها العميق إزاء تصاعد إيران المستمر لأنشطتها النووية، كما تم تفصيله في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة.
وتجاوز تخصيب إيران لليورانيوم الآن 30 ضعف الحد المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة، وتثبيت أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مواقع مثل فوردو يشكل انتهاكات أخرى للاتفاق. تعقد هذه الإجراءات، التي لا رجعة فيها بعضها، الجهود المبذولة للعودة إلى حل تفاوضي.
وعلاوة على ذلك، سلطت مجموعة E3 الضوء على تصريحات إيران الاستفزازية بشأن قدرتها على تجميع سلاح نووي، مما يتناقض بشكل صارخ مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وحثوا إيران على وقف تصاعدها والامتثال لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، محذرين من أن عدم القيام بذلك سيقوض بشكل كبير جهود عدم الانتشار العالمية.
وأكدت سفيرة المملكة المتحدة باربرا وودوارد هذه الرسائل في كلمتها أمام مجلس الأمن. وشددت على أن التقدم النووي لإيران قد قاربها بشكل خطير من تطوير سلاح نووي، وهو تطور من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة والعالم.
وأوضحت وودوارد أن مجلس الأمن وخطة العمل الشاملة المشتركة صُمما لإتاحة الفرصة لإيران لإثبات الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. ومع ذلك، فإن تصرفات إيران تتناقض باستمرار مع هذا الهدف.
وأعادت وودوارد تأكيد الإحصاءات المقلقة التي أبلغت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بشكل كبير حدود خطة العمل الشاملة المشتركة.
ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي، مشددة على أن انتهاء قرار 2231 وإمكانية رفع العقوبات يجب أن يعتمد على امتثال إيران لالتزاماتها.
كما أكدت السفيرة التزام مجموعة E3 بحل دبلوماسي. وذكرت إمكانية تفعيل آلية العودة السريعة للأمم المتحدة، والتي ستعيد فرض العقوبات على إيران إذا استمرت في عدم الامتثال.
تظل هذه الآلية أداة حيوية لضمان التزام إيران بالتزاماتها ومنع تصاعد المخاطر النووية.
أرسلت الأصوات الجماعية في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 24 يونيو 2024 رسالة واضحة وعاجلة: يجب على إيران الالتزام بالتزاماتها النووية والتفاعل بشكل بناء مع المجتمع الدولي.
الأشهر الـ16 المقبلة حاسمة لنجاح الدبلوماسية في حل الأزمة النووية الإيرانية. يظل العالم ملتزمًا بمنع إيران المسلحة نوويًا، لكن العبء يقع على عاتق إيران لإظهار استعدادها للامتثال للمعايير الدولية وضمان الأمن العالمي.