الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

هبوط الأراضي في إيران يهدد البنية التحتية والأرواح 

انضموا إلى الحركة العالمية

هبوط الأراضي في إيران يهدد البنية التحتية والأرواح 

هبوط الأراضي في إيران يهدد البنية التحتية والأرواح 

هبوط الأراضي في إيران يهدد البنية التحتية والأرواح 

تواجه إيران أزمة خطيرة تتمثل في هبوط الأراضي، حيث تفيد تقارير إعلامية بأن حوالي 56,000 كيلومتر مربع من البلاد باتت مهددة. وتشمل هذه المساحة 8 مطارات، 54 محطة للسكك الحديدية، 25 محطة مترو، وتضم حوالي 14 مليون نسمة. وقد دفعت خطورة الوضع وسائل الإعلام إلى إطلاق عناوين درامية، مثلما جاء في موقع “ديدبان إيران” الحکومي: “وحش يُدعى الهبوط يلتهم إيران.” 

في تقريرمفصّل نشره موقع “ديدبان إيران”، كشفت منظمة حماية البيئة أن 256 مدينة من أصل 429 في إيران تعاني من مشكلة الهبوط. وتشمل المدن الأكثر تضررًا كرمان، رفسنجان، سيرجان في محافظة كرمان؛ مرودشت في محافظة فارس؛ نيشابور في محافظة خراسان الرضوية؛ بوئين زهرا في محافظة قزوين؛ وكنبد كاووس وأق قلا في محافظة گلستان. وقد تجاوزت مساحة الهبوط في كل من هذه المدن 1,000 كيلومتر مربع. 

يشير التقرير إلى الأضرار الكبيرة التي تلحق بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك خطوط المترو، والطرق السريعة، والشبكة الرئيسية للسكك الحديدية. وذكر التقرير أن 15% من خطوط السكك الحديدية في البلاد، أي حوالي 1,380 كيلومترًا، تأثرت بالأزمة، كما تواجه ثماني مطارات رئيسية خطرًا جديًا. ومن بين هذه المطارات مطار طهران الدولي الذي يخدم أكثر من 8 ملايين مسافر سنويًا، بالإضافة إلى مطارات أصفهان، أورمية، كرمان، گرگان، وشهركرد. 

تؤثر الأزمة بشكل مباشر على حوالي 14 مليون شخص، أي ما يقارب خمس سكان إيران. وفي بعض المناطق، تهبط الأرض بمعدل يتجاوز 10 سنتيمترات سنويًا، مع تسجيل حالات قصوى تصل إلى 35 سنتيمترًا سنويًا. وقد امتدت الظاهرة إلى المحافظات الشمالية الخضراء في إيران، مما يناقض التصورات العامة. وقد حذر الجيولوجي علي بيت اللهي من هبوط خطير للأراضي في محافظة مازندران، مشيرًا إلى أن السبب يعود إلى الاستخراج المفرط وغير المستدام للمياه الجوفية. 

وأظهرت دراسة أعدّتها “منظمة الخرائط الوطنية” أن حوالي 4,100 كيلومتر مربع في شرق محافظة مازندران، بما في ذلك مدن كلوجاه، بهشهر، وساري، تشهد هبوطًا في الأراضي. كما أوردت صحيفة “دنيا الاقتصاد” تقارير عن تصدعات في البنية التاريخية لأصفهان، واصفة إياها بمقدمات لكوارث بيئية تهدد الهضبة الوسطى. 

سوء الإدارة وفشل السياسات 

يرى الخبراء أن سوء إدارة الموارد المائية، والاستخراج المفرط للمياه الجوفية، وسوء التخطيط الحكومي من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة. وفي أكتوبر الماضي، صرّح متحدث باسم قطاع المياه بأن 422 سهلًا في إيران مصنفة الآن على أنها “حرجة” بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، بينما تواجه 359 سهلًا خطرًا مرتفعًا من الهبوط. 

الوضع في إيران خطير للغاية، إذ أدى تضافر العوامل الطبيعية والبشرية إلى خلق أزمة تهدد الأرواح والبنية التحتية والتراث التاريخي. وفي غياب تدخل فوري وفعّال، قد تؤدي أزمة هبوط الأراضي إلى عواقب كارثية على البيئة والاقتصاد والمجتمع في البلاد. ويتطلب حل هذه المشكلة ليس فقط تحسين إدارة المياه، بل أيضًا الالتزام بسياسات بيئية مستدامة وشاملة. 

Verified by MonsterInsights