الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أزمة الطاقة في إيران: إغلاقات تطال ثلث البلاد 

انضموا إلى الحركة العالمية

أزمة الطاقة في إيران: إغلاقات تطال ثلث البلاد 

أزمة الطاقة في إيران: إغلاقات تطال ثلث البلاد 

أزمة الطاقة في إيران: إغلاقات تطال ثلث البلاد 

شهدت إيران يوم السبت 11 يناير 2025 إغلاقًا واسعًا في ثلثي المحافظات، حيث توقفت الأنشطة الحكومية والتعليمية بسبب زيادة استهلاك الغاز بنسبة 16% خلال الأيام الماضية. هذه الإغلاقات تعكس أزمة الطاقة المتفاقمة التي تعاني منها البلاد، والتي كشفت عن عجز النظام الإيراني في إدارة موارده النفطية والغازية الضخمة لتلبية احتياجات المواطنين، بينما يوجه موارد هائلة لدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد. 

إغلاقات واسعة بسبب نقص الطاقة 

في طهران، أُغلقت جميع المكاتب الحكومية وتحولت المدارس إلى التعليم عن بُعد، بينما لجأت محافظات أخرى مثل أذربيجان الشرقية، أصفهان، فارس، قم، خراسان رضوى، خراسان شمالي، وأذربيجان الغربية إلى إجراءات مشابهة تشمل الإغلاق أو العمل عن بعد. كما أمرت السلطات في جيلان بإغلاق المدارس والمكاتب قبل ساعة من الموعد المعتاد، في حين أغلقت محافظات مثل كلستان، جهارمحال وبختياري، البرز، كرمان، كرمانشاه، وقزوين بالكامل طوال اليوم. 

تعكس هذه الإغلاقات أزمة مستمرة في البنية التحتية للطاقة في إيران، التي عانت مؤخرًا من انقطاعات متكررة في الكهرباء والغاز. وصرح عباس علي آبادي، وزير الطاقةللنظام، خلال اجتماع للجنة الطاقة البرلمانية في 5 يناير 2025، بأن “نقص الغاز هو حقيقة لا يمكن حلها في غضون شهرين”، محذرًا من عجز كهربائي يصل إلى 20 ألف ميغاواط خلال الصيف المقبل. 

في الوقت الذي تعاني فيه إيران من هذه الأزمات، أنفق النظام الإيراني موارد هائلة لدعم نظام بشار الأسد في سوريا. وفقًا لوثائق داخلية كشفت عنها قناة «قیام تا سرنکونی»، بلغت ديون النظام السوري لإيران خلال عقد 2010 حوالي 50 مليار دولار، دون احتساب المبالغ التي قُدمت منذ عام 2021 وحتى الآن. 

إضافة إلى ذلك، كان النظام الإيراني يقدم دعمًا سنويًا يصل إلى مليار دولار نقدًا، مع تسليم مليوني برميل نفط مجانًا شهريًا ومليون برميل آخر بأسعار مخفضة (المصدر: موقع “عصر إيران” – 25 ديسمبر 2024). 

كما أنفقت إيران مبالغ ضخمة على العمليات العسكرية والبنية التحتية في سوريا، حيث أنشأت سبعة قواعد جوية، 15 مستودعًا للصواريخ، و22 مركز قيادة، إلى جانب حفر 85 كيلومترًا من الأنفاق تحت الأرض بين سوريا ولبنان، بتكاليف تُقدر بمليارات الدولارات. 

النظام الإيراني لم يكتفِ بالدعم العسكري، بل أنفق أيضًا على الأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية في سوريا ولبنان. وتم تخصيص جزء كبير من ميزانية «لجنة الإغاثة» الإيرانية، التي بلغت 18.5 ألف مليار تومان، لهذه الأنشطة بدلًا من استخدامها لتحسين أوضاع المواطنين الإيرانيين. 

في هذا السياق، صرح حسين همداني، مساعد قاسم سليماني الذي قُتل في سوريا، في عام 2014 قائلًا: “اليوم لدينا 130 ألف عنصر من الباسيج المدربين جاهزين لدخول سوريا. نحن نحارب في سوريا لأسباب تتعلق بمصالح الثورة الإسلامية، ودفاعنا يعادل ما كنا عليه خلال الحرب الإيرانية-العراقية.” 

بينما يوجه النظام الإيراني موارده لدعم النظام السوري، يعاني الشعب الإيراني من نقص في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغاز والكهرباء. الصيف الماضي شهدت إيران انقطاعات واسعة في الكهرباء بسبب عدم قدرة الشبكة على تلبية الطلب. والآن، في فصل الشتاء، تكرر الأزمة مع الغاز، حيث أطلقت الحكومة حملة بعنوان «درجتان أقل استهلاكًا» لمحاولة تقليل الاستهلاك، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة. 

في النهاية، يعكس هذا الوضع تناقضًا كبيرًا بين السياسات الخارجية والداخلية للنظام الإيراني، الذي يبدو عاجزًا عن تلبية احتياجات مواطنيه الأساسية، بينما ينفق موارد هائلة في مغامراته الإقليمية. وكما أعترف مسعود بزشكيان، الرئيس المُعين من قبل خامنئي: “إيران تواجه نقصًا في الكهرباء، المياه، الغاز، والبيئة، ونحن نقف على حافة الهاوية.” 

Verified by MonsterInsights