الاحتجاجات الواسعة في إيران: تصاعد الغضب الشعبي في وجه قمع النظام
في 20 يناير، شهدت إيران موجة متصاعدة من الاحتجاجات اجتاحت مختلف المحافظات والمدن. من طهران إلى جيلان، ومن الأهواز إلى أصفهان، خرج آلاف المواطنين من المتقاعدين والعمال والمرضى للتعبير عن استيائهم من سياسات النظام، التي تتسم بالفساد وتجاهل حقوقهم الأساسية، في ظل أوضاع اقتصادية متردية يعيش فيها ملايين الإيرانيين تحت وطأة الفقر والحرمان.
في طهران، واجه المعلمون المتقاعدون الذين احتجوا أمام وزارة التربية والتعليم عنفًا مفرطًا من قوات الأمن، حيث استخدمت السلطات بخاخات الفلفل لتفريقهم بسبب مطالبتهم بمستحقاتهم المتأخرة منذ أكثر من 17 شهرًا. أسفر الهجوم عن إصابات في العيون والحلق بين المتظاهرين، وأثار هتافات غاضبة مثل “بلا شرف، بلا شرف”، مما يُبرز الوجه القمعي للنظام الإيراني في مواجهة أصوات المطالبة بالعدالة.
20 يناير#كرمانشاه
— إيران الحرة (@IranAlhurra) January 20, 2025
تجمع احتجاجي لمتقاعدي الاتصالات احتجاجا على عدم تلبية لمطالبهم و نهب حقوقهم من قبل هيئة تنفيذية لأمر خميني التابعة لبيت خامنئي.#احتجاجات_إيران #IranProtests pic.twitter.com/h3Y2x38hxT
كما تجمع متقاعدو شركة الاتصالات في طهران أمام مقر الشركة، مُنددين بسياسات “هيئة تنفيذ أمر خميني” و”شركة التعاون التابعة لحرس النظام”. المحتجون طالبوا باستعادة حقوقهم التقاعدية المسلوبة، في مشهد يعكس السخط الشعبي المتزايد حتى في قلب العاصمة، حيث يعاني المتقاعدون من ضغوط اقتصادية خانقة.
امتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، منها جيلان وخرم آباد وكرمانشاه وإيلام، حيث نظم متقاعدو شركة الاتصالات احتجاجات متزامنة، مطالبين بوقف نهب حقوقهم من قِبل النظام. وفي رضوانشهر، احتج عمال شركة الصناعات الخشبية والورقية (چوكا) على تأخر صرف رواتبهم. كما احتشد مرضى ضمور العضلات الشوكي (SMA) أمام وزارة الصحة في طهران، مطالبين بتوفير العلاج الضروري، وسط تجاهل حكومي لمطالبهم الإنسانية.
وفي الأهواز، خرج متقاعدو الاتصالات للاحتجاج على فساد “هيئة تنفيذ أمر خميني” و”شركة التعاون التابعة لحرس النظام”، مؤكدين أن حقوقهم تُنهب بشكل منهجي. أما في أصفهان وكرمانشاه، فقد شهدت احتجاجات مشابهة للمطالبة بحقوق التقاعد ومحاسبة المسؤولين عن الفساد.
بينما يُنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات على دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة من خلال تمويل جماعات مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، يعيش الشعب الإيراني تحت خط الفقر، ويواجه القمع يوميًا. في ظل هذه الأوضاع، يرى المراقبون أن هذه الاحتجاجات قد تكون شرارة لانتفاضة كبرى، حيث تتسع الفجوة بين النظام وشعبه الذي يطالب بحقوقه المشروعة في حياة كريمة وعدالة اجتماعية.